عنوان الحلقة: عدم الاستعداد للموت
يتناسى كثر من الناس أن الأجل قريب منهم، وأن الموت قد يأتيهم فجأة ودون سابق إنذار، ويتوهمون البقاء في هذه الدنيا الفانية ، ويقعون فريسة الآمال الخادعة والتقصير في أداء الطاعات والقربات، ويتعلقون بالسراب الخادع من الأجل البعيد، وضيق الوقت، وكثرة الأعمال ،والأمل بالتوبة مستقبلا.
لكن الموت هو نهاية كل حي على هذه الأرض، فكل إنسان سيموت وليس للموت سن معلوم، ولا مرض معلوم، وحتى الملائكة وغيرهم من مخلوقات الله الذين لا تدركهم الحواس مثل الجن والشياطين لابد أن يذوقوا الموت
،يقول سبحانه :{كل نفس ذائقة الموت} الأنبياء /35 . ويقول تعالى {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} الأعراف /34، وقيل الحسن البصري مات فلان فجأة فقال من لم يَمُتْ فجأة، لمرض فجأة ثم مات).
ومتى فقه المرء حقيقة الموت وحصوله دون سابق موعد ،فإنه سيكون على أهبة الاستعداد لهذا اليوم بالتوبة من المعاصي، والخروج من المظالم، والابتعاد عما يغضب الله ، والاستقامة على شرع الله ، والإقبال على الله بالطاعات
يقول الله تعالى {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد} الكهف / 110وعن البراء بن عازب-رضي الله عنه- أن الرسول ﷺ أبصر جماعة يحفرون قبرا، فبكى بَلَّ الثرى بدموعه ، وقال :
" إخواني لمثل هذا اليوم فأعدوا" رواه البيهقي وابن ماجه.
وسكرات الموت من أشد ما يعانيه الإنسان قبل موته ومفارقته للدنيا ، وسميت كذلك لأنها من شدتها قد تُغيّب وعي المحتضر،
يقول تعالى {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد } ق/19 .
وتصف أم المؤمنين عائشة _رضي الله عنها _ الرسولﷺ في سكرات الموت : أنه كانت يدية ركوة أو علبة فيها ماء في مرضه الذي توفي فيه، فجعل يدخل يديه المباركة في الماء، فيمسح بهما وجهه، ثم يقولاللهم أعني على غمرات الموت أو سكرات الموت )،
فهذا حبيب الله والمصطفى من رسله وأنبيائه ، ومع ذلك يعاني من سكرات الموت، فما بال العصاة والمذنبين؟ !
وزيارة المقابر مما يعين على تذكر الموت والاستعداد له، إذ فيها ذكرى للموت وموعظة، فمن نظر إلى الموتى في قبورهم علم أنه سيلحق بهم.
اللهم أعنّا على الموت وسكرته، وعلى القبر وظلمته، ويوم القيامة وروعته،،
بتصرف من كتاب أخـطاء شـائعة،،