لن اخرج معكم..15 أكتوبر
كتب –خالد بن علي الخوالدي
أدرك بل متيقن ان هناك فسادا في بعض المؤسسات الحكومية وهناك مسؤولين فاسدين وموظفين فسدة ولكن اجزم بل ابصم بالعشرة ان هناك أيضا انجازات تتحقق كل يوم في هذه البلد الطيبة وعمل خالص وصادق يقوم به مسؤولون صادقون مع أنفسهم ومع المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهناك موظفين مخلصين لأعمالهم ولوطنهم يقدمون الغالي والنفيس لخدمة الوطن والقاطنين على ارض عمان المحبة.
وهذا الوضع في كل بقاع العالم سواء في الدول المتقدمة أو النائمة أو النامية ولكن بنسب متفاوتة وربما يزيد في دول ويقل في دول أخرى إلا ان الفساد والشر متلازمان مع الخير والصلاح،واغلب الكتاب والصحفيين والعامة وقفوا مع محاربة الفساد والمطالبة بتحسين الأوضاع وإيجاد وظائف للشباب وخلال الأسابيع الماضية كانت المقالات تتقاطر كالسيل المنهمر حول (عمانيون بلا وظائف) وحول ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وتأثيرها على المواطن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة والجميع طالب الحكومة بالتخلي عن سياسة الصمت وإيجاد حلول ترضي الجميع والتوضيح للرأي العام الموقف الذي تقف عليه الحكومة بشفافية ووضوح فالكل في مركب واحد الحكومة والمواطن والمقيم على تراب عمان الخير والحب والسلام،وان تأخرت الحكومة في الاستجابة فلا يعني بأي حال من الأحوال ان نخرج عليها فكل من في الحكومة ومؤسساتها إخوتنا وأبناء عمومتنا وأصحابنا وأصدقاؤنا وزملاؤنا ومواطنون لهم الحق في ان تستمر حياتهم بسلاسة وامن وسلام.
ان كل ما يدور من وراء الكواليس فيما يخص (15 اكتوبر) لا نرمى عليها قضية المؤامرة على هذا الوطن ولكن لا نستبعد أبدا ان يكون وراءها أطراف من داخل البلد وخارجها تحسدنا على ما نحن عليه من امن وسلام واطمئنان ويريدون ان يزرعوا في أوساط الشباب الباحثين عن عمل وفي أوساط المتأثرين بالسلبية الزائفة التي انتشرت في الآونة الأخيرة ويسقطوا ذلك في حقهم بالتظاهر ويزرعوا فيهم ان التظاهر هو الوسيلة الأنسب في الضغط على الحكومة لتلبية المطالب،وهذا في حقيقة الحال بعيد جدا عن الواقع فالحكومة لا يضرها أبدا خروج العشرات والمئات في المطالبة بحقهم إذا كان بطريقة سلمية جدا وقد قلت هذا لكثير من الشباب مرارا وتكرارا ولكن الحكومة يضيرها ان تثير الفوضى المتوقعة من خلال هذه التجمعات ووجود مناوشات مع الأجهزة الأمنية تخلف خلفها ضحايا وهذه الضحايا تعلق كشماعة لدخول البلاد في فوضى تحترق معها البلاد وتضيع فيها الحقوق وتسلب الأموال وتهتك الأعراض وما حدث في البلاد العربية التي تعيش الويل والظلام كان بنفس السيناريو بأنها مسيرات سلمية ومظاهرات حقوقية إلى ان اصبحت اليوم دمارا وخرابا.
ان جميع ما يحدث في البلد لا يبرر ولا يشرع الخروج فيما ينادي فيه فئات من البشر وامن عمان وسلامها ورخاء العيش فيها لا نسمح لأي كان ان يؤثر عليها وان يطمس الانجازات المتحققة بها وبالنسبة للمطالب فمما لا شك فيه أنها ستجاب فهذا البلد تسع الجميع والخير بها إلى يوم الدين ،اللهم أحفظ عمان من كيد الكائدين والمتربصين والحاسدين والحاقدين والمعتدين والمخربين، ودمتم ودامت عمان بخير.