أتمت المملكة العربية السعودية استعداداتها لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وأكملت جاهزيتها لمواجهة الطوارئ والحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن، فيما شدّدت على وجوب الابتعاد عن الشعارات السياسية.
وتدفّق حجاج بيت الله الحرام من العالم أجمع إلى الحرم المكي أمس، في ظل تدابير أمنية مشدّدة، مردّدين بلا انقطاع: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إنّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». ووصل بعض الحجاج على الكراسي المتحرّكة فيما تقدم بعض آخر من الكبار بالسن بصعوبة وتحت أشعة الشمس الحارقة نحو الحرم، إذ بدأ عشرات الآلاف شعائر طواف القدوم حول الكعبة المشرّفة.
لا للسياسة
في السياق، شدّد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، على وجوب أن يكون الحج بعيداً عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية، مشيراً إلى أنّ «أجهزة الأمن بجميع إمكاناتها وتجهيزاتها تعمل على منع وقوع أي تصرّف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يمارس ذلك».
وقال الوزير: «الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرّد فيه الحجاج عن كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر، وأن يراعوا حرمة المكان والزمان فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، لافتاً إلى أنّ «المملكة تمنع منعاً باتاً كل تصرف يعكر صفو الحجاج ويعرض حياتهم للخطر أو يصرف الحج عن غايته الأساسية وهي عبادة الله وحده لا شريك له بعيدا عن الشعارات الدعائية والفكرية والسياسية».
اكتمال جاهزية
واستعدت أمانة مكة المكرمة، بسبعة مراكز إسناد مجهزه لدعم إعمال الطوارئ خلال موسم الحج وزودت كل مركز بعدد من المعدات والآليات والعمال لتكون جاهزة على مدار الساعة.
وأكّد مسؤول أمني سعودي أمس جاهزية قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ بالحج بنسبة 100 في المئة لأداء مهامها في الحفاظ على سلامة الحجاج بالعاصمة المقدسة والمدينة المنورة والمشاعر، والتصدي لكل المخاطر المحتملة في جميع أعمال الحج.
وعبر مدير عام الدفاع المدني السعودي اللواء سليمان بن عبد الله العمرو، عن ثقته الكاملة في قدرات رجال الدفاع المدني على أداء مهامهم في حج هذا العام بكل كفاءة واقتدار، من خلال استشعارهم لضخامة المهمة المناطة بهم في الحفاظ على سلامة «ضيوف الرحمن»، وما توفّر لهم من تجهيزات فنيّة ومعدّات متطوّرة وما حصلوا عليه من تدريب وتأهيل.
وبشأن عدد قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج، أبان اللواء العمرو أنّها كافية تماماً لتنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ، فضلاً عن وجود خطط لإسناد قوات الحج من منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة والمناطق الأخرى متى ما دعت الحاجة.
إعادة حجاج
كما كشف تقرير للأمن العام، إعادة 98 ألف حاج لا يحملون تصريحا. وأوضح التقرير أن الأمن العام أعاد 25 ألفا و216 سيارة غير مصرح لها الدخول إلى المشاعر المقدسة، مؤكداً أنه تمّ حجز 85 سيارة مخالفة لأنظمة دخول المركبات للمشاعر.
ويأتي ذلك وسط تهيئة المرور لمواقف السيارات في عددٍ من المواقع، واستطاعت (2602) سيارة إيجاد مكان لها في تلك المواقف، مؤكدةً أن هذه الخطوات استباقية لتأمين الطرقات وخلوها من الحركة المرورية، وهو الأمر الذي يسمح بعون الله بتقديم الكثير من الخدمات لضيوف الرحمن، مثل التنقل اليسير، وتوفير السرعة المطلوبة التي تحتاجها سيارة الإسعاف للقيام بمهامها، وغير ذلك من الخدمات.
قرارات
أصدرت سلطات الجوازات السعودية 67 قراراً بحق المخالفين لتعليمات الحج، إذ صدرت بحق 52 سعودياً و15 مقيماً قاموا بنقل مخالفين لتعليمات الحج حاولوا الدخول إلى المشاعر المقدّسة بدون تصريح حج، وتجاوزت الغرامات المالية الصادرة بحقهم 3 ملايين ريال مع طلب مصادرة 21 سيارة.
إغلاق المطارات أمام رحلات الحج الدولية
أغلقت السعودية أمس أجواءها أمام الرحلات الدولية التي تقل حجاج بيت الله الحرام، معلنة انتهاء موعد استقبال الرحلات الجويّة من مختلف دول العالم إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة، بعد استقبالها أكثر من 13200 رحلة طيران للحجاج.
وأعلن مدير مطار الملك عبدالعزيز الدولي عبدالحميد أبا العري، أنّه «لن يتم استقبال أي طائرة تقل حجاجاً، ومن يخالف من الشركات الناقلة فسيطبق بحقها أنظمة الهيئة العامة للطيران المدني»، مشيراً إلى أنّ «عدد الحجاج الذين وصلوا بلغ أكثر من 718200 قدموا عبر أكثر من 3409 رحلات طيران لمطار جدة وحده».
من جهتها، أعلنت المديرية العامة للجوازات السعودية، أنّه «تمّ إنهاء إجراءات قدوم عدد مليون و365 ألفاً و106 حجاج في جميع المنافذ الدولية حتى الساعة الثانية عشرة ظهرًا من يوم أمس، داعية حجاج بيت الله الحرام للتقيد بتعليمات الحج.
من جهته، أعلن وزير الحج السعودي بندر حجار عن حزمة من المشروعات والبرامج الجديدة خلال موسم الحج الحالي أبرزها إنشاء نظام الكتروني لحجاج الخارج، ووحدة مخصّصة للتفويج، وإلزام حجاج دول مجلس التعاون الخليجي بالحصول على تصريح حج أسوة بالمواطنين، إلى جانب التخصيص المبكّر للمخيمات في منى.
والتوسّع في برنامجي «الحج المخفّض»، و«الحج الميسّر» لمن يرغب المبيت خارج منى بحسب المذهب الحنفي، مشيراً إلى أنّ «الخطة التشغيلية للوزارة تشتمل على خمس مراحل، هي: قبل الوصول، عند المنافذ، الوصول إلى مكة والمدينة، التصعيد إلى المشاعر، والمغادرة».
رد مع اقتباس
