وسط غياب أي قرار دولي، تفرض جماعة الحوثي سطوتها في اليمن لانتزاع مكتسبات سياسية وجغرافية، إذ وصلت مخططاتها التوسعية إلى الاستيلاء على الرئاسة اليمنية، مستغلة الارتباك المتزايد في المشهد اليمني، واضطرابات الجيش المخترق من قبل رجالهم، للعمل على تقسيم اليمن، إذ لا يبدو أن أي تحرك سياسي سيكون رادعاً للحوثيين.
وبعد عشر سنوات على أول مواجهات عسكرية، وصل الحوثيون إلى العاصمة محملين بغبار الحروب وأحقاد الماضي، كان من نتائج الانتصار في معركة عمران أن الحوثيين صاروا على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة صنعاء، ما أتاح لهم الزحف ومحاصرتها اعتصاماً في 18 أغسطس، ثم المباغتة والسيطرة الكاملة عليها مند 22 سبتمبر2014 وحتى الآن، حيث تمتد سيطرة الحوثيين على سبع محافظات شمالية.
عوامل مساعدة
وباتت آمال المتمردين وطموحاتهم تتحقق بسرعة فائقة لا يتخيلونها، ويأتي كل هذا بفعل عوامل عدة ساعدتهم على تحقيق أمانيهم، منها الضعف والتواطؤ الأمني، ومنها الدعم الخارجي، إضافة إلى التدليل الزائد للحوثيين خلال الفترة الماضية، بغرض تصفية من يعتقدون أنهم مراكز نفوذ من جانب، ومحاولة احتواء الحوثيين واستدراجهم للعمل السياسي، بدلاً من المواجهة العسكرية المباشرة من جانب آخر.
حتى الآن، لا تبدو أهداف الحوثي واضحة من مد نفوذ مليشياته المسلحة في المحافظات، فهو لا يفصح عنها، ويكتفي بما يفرضه كأمر واقع على الأرض، فيما يجد البعض فيها مؤامرة مشتركة بينه وبين النظام السابق بهدف السيطرة على السلطة، وقد تعامل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع جماعة الحوثيين على أنها «حالة مؤقتة»، وسلك معها سياسة الاحتواء، من خلال استدراجها للمشاركة في الحوار الوطني، وإشراكها في السلطة، وتحويلها إلى حزب سياسي مدني سلمي، لكن هذه الخطوة أثبتت فشلها منذ البداية، إذ إن الجماعة هدفها الرئيس هو إسقاط السلطة وتقسيم البلاد.
وجاء التصعيد الحوثي مغلفاً بمطالب حقوقية مناهضة للإجراء الذي أقدمت عليه الحكومة المتمثل برفع الدعم عن المشتقات النفطية، لإنقاذ الاقتصاد الوطني من الانهيار الشامل، إذ تم تنصيب مخيمات لكسب تأييد شعبي لخياراتهم، وجاء التهديد بالعصيان رداً على تشكيلة الحكومة الجديدة، حيث راجعت السلطة خياراتها وأدمجتهم في التشكيلة بإسناد وزارة سيادية، وهي النفط، لكنهم واصلوا سياسة صنع الأزمات بخطف مدير الرئاسة، في مسلسل واضح، الهدف الرئيس منه تعقيد الأزمات وليس إنهاءها، بهدف ضرب مصداقية الحكومة من جهة، وتحقيق أهداف خارجية من جهة أخرى.
خطة ممنهجة
ولم يكن وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة في المعارك التي خاضها الحوثيون مع الجيش إلا خطة ممنهجة يكثف الحوثيون فيها نشاطهم ويكتسبونها ببراعة، بما يسمح لهم باستثمار الوقت لمصلحتهم لتحقيق أهدافهم الخفية، وربما تكون السيطرة على الرئاسة فرصة مناسبة لهم لتمرير مخططاتهم الرامية إلى إسقاط النظام الجمهوري.
وبدأ الحوثيون بخوض حروب مصغرة في عدد من مناطق البلاد، وصاروا يتحكمون بالقرارات المصيرية في بلد سلمت قيادته الأمور إلى ميليشيا مسلحة. ويخشى أن تتطور هذه النشوة القصيرة للحوثيين فيتمادوا بارتكاب جرائم أخرى، تضعهم في مواجهة مع كل اليمن، وليس مع قبيلة واحدة، بعد أن يعلنوا عن نياتهم النهائية في زعزعة استقرار اليمن، وجعله بيئة حاضنة لكل الإرهابيين. وواضح أن الحوثيين يلعبون بآخر أوراقهم، بعد أن أغراهم ضعف الدولة اليمنية، ليفصحوا عن نياتهم وخططهم الدفينة واستراتيجياتهم للتقسيم والفتنة.
سطو
اقتحم مسلحون مجهولون أمس بنك اليمن الدولي الخاص في مدينة المكلا محافظة حضرموت.
وقال مصدر أمني إن «مسلحين مجهولين باشروا عملية اقتحام بنك اليمن الدولي بشارع البنوك، وقاموا بالسطو على مبالغ مالية» دون تحديد حجمها.
وتشهد محافظة حضرموت عملية اقتحام وسطو على العديد من البنوك الخاصة والحكومية، وكان آخرها قيام مسلحين مجهولين بالسطو على بنكي التسليف والتعاون الزراعي «كاك بنك» الحكومي، وبنك التضامن الإسلامي الخاص، وقاموا بنهب مبالغ مالية تقدر بعشرات الملايين.
رد مع اقتباس
،
