السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشعريزخربالكثيرمن المصطلحات الجميلة ...
ومنها مطلح الهبوب..النود...وهي من اسماءالرياح....
من باب المعرفة والثقافه نقلت لكم هذا الموضوع والذي استمتعت جدا بقرائته
واتمنى ان يروق لكم...
الحديث عن الهبوب الباردة وهبوب الشمال جسده معظم الشعراء في قالب وجداني يحكي شدة المعاناة والوحدة ان لم تكن هذه الهبوب مرادفة لحالة التوجد والشكوى رغم ما تحمله هذه الكلمة من معنى مناخي الا ان المناخ وتقلباته تفاعل معه الانسان الشاعر بجانب الاحساس وانفردت كلمة الهبوب بالمعنى الحسي لسلامة حروفها واتفاق اللفظ على سهولتها والاقرب لكلمة الهبوب انها كلمة لطيفة استخدمت في مواقع الاحساس المرهف وجعلها عنصراً مساهماً في تخفيف الوضع
يقول الشاعر سعد بن جدلان:
الا يالهبوب الباردة عجلي هبي
على جاش من قامت هوا جيسه تلوبه
وفي موقع اخر تحدث البعض عن هذه الهبوب عندما تهب من الشمال "شمالية" حاملة معها لسعات الهواء البارد في الشتاء:
هبت هبوب الشمال وبردها شيني
ماتدفي النار لوحنا شعلناها
والهبوب مصطلح عام استخدمت في مصطلحات جوية اخرى فيقال "هب الغربي" وهي رياح غربية وتعرف عند
البادية باسم القيظية يقول الشاعر الزلامي:
ليا ذعذع الغربي وحرك عصون الراك
وناح الحمام بعالي الصوت يجهر به
ومن مسميات الهبوب ايضاً "الصغرى" وتسمى ايضاً النفانيف:
هبت هبوب النفانيف
والصيد خلى مقابيله
وسهيل عقب الغباشيف
والبر كثروا نزازيله
والتغيرات الطبيعية الفصلية لها تأثير على احساس الانسان فغالباً ما تقترن هذه المتغيرات الطبيعية بذكريات جميلة او محزنة فعندما يتكرر هذا الحدث الطبيعي مرة اخرى تجده ينقل ذكرى او صورة حية للحدث السابق. وكلمة الريح دلالة على السرعة وداخلت في معاني جميلة رسمت اروع الصور سواء كان هبوب الريح ليلاً اونهاراً
فهذ الشاعر علي المفضي جعل الريح تبحث في هجعة الليل عن ذلك السر الثمين في سواد الشعر:
تمش وكن الريح في هجعة الليل
تبحث عن اسرار السواد بشعرها
وهذا ايضاً مايؤكده الشاعر محمد البراهيم في رائعته هبوب النود والتي نسج فيها من شعاع القمر المتدلي على صفحة من العطر وليترك هبوب النود والتي نسج فيها من شعاع القمر المتدلي على صفحة من العطر وليترك هبوب
النود تداعب اعذب الكلمات في وصف بديع تجلت فيه ذعاديع الشمالي:
ياهبوب النود هبي واطرقي ورد الخميلة
وانعشينا بالروائح ياذعاديع الشمالي
والنود والذعاديع ... مصطلحات شعبية تنصب في قالب واحد هو حركة الهبوب عندما تنقل النسمات الجملية المعطرة
برائحة الورد والكادي والخزامى وغيرها:
قلبي مع صغير الغران
تلعب به النود عصرية
كما ان للهبوب ملامح وفوائد طبيعية اخرى استفاد الانسان منها في معيشته اليومية
يقول محمد السديري يدعو الله ان يرزق الديار بالمزن المعطرة:
عسى يسقيها من الغيث رعاد
مزن من المنشأ تلاعج بروقه
تسوقه الشرقي على دار الاجواد
وغربي هواه بجود ربي يسوقه
وكثيراً مايستخدم مصطلح الهبوب لاي شيء يتحرك بصورة غير المعتادة نحو اتجاه معين:
قلبي ياللي توماهبت هبوبه
انشغف والعين عافت من المنام
وكما تحدثنا في البداية عن استخدام الهبوب كمرسال وهمي يجعله الشاعر حلقة وصل بينه وبين المرسل اليه فهذا
ايضاً الشاعر محمد بن عبدالله بن بليهيد يرسل نسيم الذواري وهو مسمى ايضاً لنفس الموضوع الذي نتحدث عنه والذواري التي تذري حبات الرمل يقول في مقدمة قصيدة له:
يانسيم الذواري خبري عن (.....)
خبري عن (.....) يانسيم الذواري
ويعتقد البعض ان الهواء يختلف تركيبه من منطقة الى اخرى ولكن الاختلاف فيما يحمله هذا الهواء من هذه الديار سواء من النسمات المعطرة او رائحة الديار ذاتها:
انا من نجد يكفيني هواها
ويبري لوعي شربي لماها
ومرسول آخر باسم الهبوب يرسله فيصل البواردي يسأل فيه عن خله:
يانسيم الهبايب خبري وين خلي
خبري وين خلي يانسيم الهبايب
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لاند977
