كُنتُ دائماً أقول :
لا حاجزَ يستطيع أن يخلِقَ نفسهُ أمامنا .. سِوى الموت ..
و لكنني الآن أدركتُ مدى كلاميَ الخاطئ ..
الآن .. أدركتُ الخطوطَ الحمراء التي ارتسمت تحتَ كلامي ذاك ..
لم ألحظ وجودها مِن قبل .. فَعينايَ أُصيبتا بِعمى حُبكَ ..
الآن .. عِندما حُرمتُ مِن وصلِكَ ..
أدركتُ بِأنَ ألفَ حاجزٍ يستطيعُ أن يجعلَ قلبي طريحَ وجعٍ
في ضفةٍ أخرى .. غيرَ ضفتِك ..
فَالأسى .. لا يستطيعُ أن يتسللَ إلى شيءٍ ما
إن لم تكُن هُناكَ نوافذٌ مفتوحة .. أو حتى نُقاطٌ مُفرغة ..
و هكذا حدثَ في روايةِ حُبنا المنسية ..
عِندما فتحتَ البابَ و غِبتَ ..
قلبتَ مدينةَ حُبنا إلى مدينةِ غيابٍ .. تبني على أرجاءها
أشباحُ الأسى .. شِباكُ الموت ..
تمنيتُ لو أنَ هُناكَ شيءٌ ما يستطيعُ أن يردعَ كوابيسَ
البُعدِ التي تُطاردُني مِن زاويةٍ إلى أخرى ..
تمنيتُ لو أنني أعيشُ لحظاتَ حُلمٍ سَتنتهي عِندما أفيق ..
و ألقاكَ بِجانبي .. مُمسكاً بيدايَ التي ترجِف .. و تُهدئُ مِن روعي ..
تمنيتُ لو أنني سُجلتُ ضِمنَ قائمةَ الأموات اليوم
أو أنني لم أكُن في تاريخِ الحياةِ يوماً ..
تمنيتُ لو أن ظُلماً كَظُلمِ الفُراق .. لا يوجدُ في تاريخٍ أُممٍ مِنَ الأُمم ..
أو على الأقل ..
رشفةٌ مِن وصلِكَ تروي جفافَ البُعدِ في داخلي ..
فَنحنُ .. عِندما يتمكن مِنا الإدمان نحوَ شخصٍ ما ..
نُصبحُ شجرةً بِلا ورق .. بِلا أغصان .. بِلا جذور .. عِندَ الغياب .. !
سَأكتُبُكَ بِكُلِ تفاصيلِ الحنين ..
و أُشيدُ مِن جُزيئاتَ شوقي مدينةٌ .. لا يعرفُ مِفتاحها إلا أنت ..
و عِندما تأتي .. أو أنكَ إذا أتيت ..
تلقاني على أحدِ الزوايا .. شجرةً بِلا حياة ..
فقط اِسقيها بِحُبكَ و وصلكَ .. كي تنبضَ الحياة
في عروقِها مِن جديد ..
كي تستطلع على فراشاتِ الفرح .. تُرفرفُ حولها ..
كي تمنحكَ ذلكَ القلب الذي لَن يكونَ عُمرهُ لِأحدٍ .. سِواك .. !
سَأكتُبكَ بِكُلِ تفاصيلِ الحنين ..
و أغرسُ في أرضِ مدينةَ الغياب .. بذورَ أملٍ ..
سَتُزهرُ عِندما تأتي ..
و يعود الربيع ..
و أعودُ أنا .. ملكةَ الحُبِ في قلبك .. !
زهرة الأحلام
18/8/2016