أعلنت الأمم المتحدة أمس أن الفصائل الليبية اتفقت على استئناف حوارها في جنيف خلال أيام لإنهاء الأزمة السياسية وجدول أعمال سياسي أمني يتضمن حكومة توافقية وإنهاء القتال وانسحاب الميليشيات، فيما كان لافتاً إعلان جماعتيْن مسلحتيْن رئيستيْن تقاتلان قوات حكومة عبدالله الثني المعترف بها وقفا لإطلاق النار تزامناً مع إعلان مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان تصاعد القتال منذ بداية العام في ليبيا تسبب في موجة نزوح جديدة.
وفي بيان ختامي أصدرته بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وممثل الامين العام برناردينيو ليون بعد يومين من المناقشات المكثفة في جنيف، أشار المجتمعون إلى أنهم «أعربوا عن التزامهم القاطع بليبيا موحدة وديمقراطية تحكمها سيادة القانون واحترام حقوق الانسان».
ودعا البيان «جميع الأطراف المشاركة إلى وقف الأعمال العدائية لتوفير بيئة مواتية للحوار». وذكر أن المشاركين «ناقشوا أيضاً تدابير بناء الثقة لحماية الوحدة الوطنية للبلاد والتخفيف من معاناة الشعب الليبي وأن ذلك اشتمل على عدة بنود تضمنت معالجة أوضاع المعتقلين بصورة غير قانونية والعمل على إطلاق سراح المعتقلين من دون أساس قانوني فيما يتعلق بالإجراءات القضائية في هذا الشأن ..
وكذلك معالجة أوضاع المخطوفين والمفقودين والعمل من أجل الإفراج الفوري عن المخطوفين وتوفير المعلومات الكاملة حول المفقودين إلى ذويهم». كما اشتملت على «معالجة أوضاع اللاجئين داخل ليبيا وخارجها والمشردين داخلياً وبخاصة تلك المتضررة من النزاع الأخير وتوفير والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى المناطق المتضررة ..
إضافة إلى وقف التحريض والحملات الإعلامية وافتتاح المطارات وتأمين الملاحة الجوية والبحرية والنقل البري في جميع أنحاء البلاد والامتناع عن الاعتداء على المنشآت الحيوية والعمل على فتح المجال الجوي خصوصاً مع دول الجوار».
واتفق المجتمعون على «جدول أعمال يتضمن التوصل إلى اتفاق سياسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية توافقية والترتيبات الأمنية اللازمة لإنهاء القتال وتأمين انسحاب تدريجي من الجماعات المسلحة من جميع المدن الليبية للسماح للدولة بإقامة سلطتها على المرافق الحيوية».
وتستأنف المحادثات مجدداً خلال أيام. وكان المكتب الإعلامي لما يسمى بعملية «فجر ليبيا» الفصيل المحسوب على التيار الإخواني أعلن أنه لن يعترف بنتائج حوار جنيف، بل سيضرب بها عرض الحائط.
مراقبة وفرصة
وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن التزامها بتقديم الدعم اللازم لمراقبة وإنجاح أي اتفاق يتم التوصل إليه وتوفير الضمانات اللازمة لذلك. وأكدت البعثة أن الحوار «عملية تتميز بالشمول والشفافية تقودها المصالح الوطنية الليبية العليا، بما في ذلك حفظ الوحدة الوطنية للبلاد وحماية مواردها وثرواتها». ووصف الاتحاد الأوروبي محادثات جنيف بأنها «الفرصة الأخيرة» لحل الأزمة الليبية.
نزوح جديد
على صعيد آخر،وفي مؤشر على تغير محتمل، أعلنت جماعتان مسلحتان رئيستان تقاتلان قوات الحكومة الليبية المعترف بها وقفا لإطلاق النار حيث أعلن الناطق باسم جماعة درع الوسطى المسلحة التي تتخذ من مصراتة قاعدة لها أحمد هدية أن جماعة فجر ليبيا التي تقاتل قوات حكومة عبدالله الثني وجماعة متحالفة معها كانت تحاول السيطرة على ميناءين نفطيين في شرق ليبيا أعلنتا وقف إطلاق النار..
فيما اعلنت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة في تقرير ان تصاعد القتال منذ بداية العام في ليبيا تسبب في موجة نزوح جديدة. وقال وليام سبندلر الناطق باسم المفوضية وليام سبندلر انه وحسب ارقام المجلس المحلى فإن 90 الفا من بنغازى وحدها غير قادرين على العودة إلى ديارهم . وافاد بأن النزوح تركز حول بنغازى ودرنة وبالقرب من خليج سرت فى سدرة وبن جواد وراس لانوف.
إلى ذلك، قال المبعوث البريطاني الخاص لليبيا جوناثان باول إنه إذا فشلت محاولات الأمم المتحدة في مساعي مواصلة محادثات السلام بين الفصائل الليبية المتناحرة، فإنه توجد مخاطر اندلاع حرب أهلية شاملة ستفرض تهديدات خطيرة على الدول المجاورة لليبيا وأوروبا.
وتساءل باول، وهو وسيط ثان في المحادثات، في تصريحات: «هل سينجح؟ لا أعرف». وقال: «آمل بإخلاص أن ينجح لأن البديل وهو أن تتحول ليبيا الى صومال على البحر المتوسط سيكون كارثياً تماماً وستصبح ليبيا خطراً على جنوب أوروبا وعلى مصر وتونس».
إضاءة
المبعوث البريطاني الخاص لليبيا جوناثان باول كان دبلوماسياً شارك في المحادثات بشأن توحيد ألمانيا وعودة المستعمرة البريطانية هونغ كونغ إلى الصين قبل أن يصبح كبير موظفي رئيس الوزراء البريطاني آنذاك توني بلير. وكان جزءاً من قرار بريطانيا بالمشاركة في حرب العراق عام 2003 وأمضى عشر سنوات في العمل في محادثات السلام بشأن أيرلندا الشمالية.
رد مع اقتباس
