عندما حل المساء بدأ السكون يعم المكان. ..لا ضجيج ولا أصوات صاخبة من المارين بالطرقات
كل شيء هادئ ونسمات الهواء
تداعب الأحاسيس. ...
شردت بخيالها إلى ذلك اليوم الذي
ظل مخلدا في ذاكرتها ولم تستطع
نسيانه بعد مرور أعوام وأعوام . ....
موعد وحياة
...
فجأة سمعت صوت الهاتف بنغمته الرومانسية العذبة. . وفي قمة انشغالها تركته جانبا
ولم تعره أي اهتمام ولم ...ولم
بعد مضي ساعة أحست بشيء غريب يجتاحها ما بين ضيق وحزن ...
أمسكت الهاتف وعلى عجالة تفتحه وتعيد مرارا كلمة السر وكأن النسيان داهم فكرها. ..
وإذا برسالة..
ابتسمت عندما قرأتها وكأنها تراه بجانبها
(اشتقت لك. ...انتظرك)
فأسرعت بالرد
ولكن. .ولكن. ..تأخرت كثيرا
بدأت تمشي بجانب الشرفه وتنظر إلى هاتفها وتمسك بيدها بقبضة قوية تكاد تكسره. ..
استمرت هكذا ما يقارب ساعة
وكأنها في سباق للجري. ..
بدأ الفجر يشق خيوطه الذهبية
ويشع النور والعصافير تتراقص
وتغرد بذلك الصوت الشجي
بدأ كل شيء يتحرك معلنا بقدوم يوم جديد...
وهي في ذلك الكرسي المهتز بجانب شرفتها المطله على الشارع..
رسالة تلو أخرى قاربت على المائة
ولم تجد إجابة ...
أصابها الذعر والقلق
وتساؤلات وأفكار وبكاء
حزن ....ضيق
ساعه تلو أخرى تمضي ببطء
وكأن الكون بدأ يضيق
ونبضات قلبها في تسارع وكأنها
سوف تخرج من بين اضلعها
صوت الهاتف يرن
ولكن. ..
تنظر إليه بوجه شاحب مصفر
تقترب من تلك الأوراق وتمزقها
إلى قطع صغيرة وتصرخ بأعلى صوتها وشهقاتها وانينها تدوي تزلزل جدران غرفتها
أنت السبب. . أنت السبب
وفجأة. ...فجأة
إذا بصوت الهاتف ورنات متواصلة
تفتحه ونبضاتها تتصاعد بالخفقان ....
وإذا برسالة تكررت عشرات المرات
انتظرك الساعة في المكان المعتاد عليه. ...في نفس الطاولة
في تلك اللحظة ضحكت بقهقهات عالية مدوية . .
وكأنها رأت أبواب الجنة فتحت لها ...أحست بأن الحياة عادت لها بعد أن كانت توشك أن ترحل ....
بخطوات سريعة تتجهز وتذهب مسرعة إليه. ...
الشارع مزحوم وتلك العربات تمشي بمهل شديد ولا يوجد حراك
بعد مرور ساعات وصلت
ولكن....
نظرت إلى تلك الطاولة وإذا بفتاة حاملة في يديها وردة حمراء تشد الانتباه. . .
وقفت ولم تستطع الحراك وكأن أطرافها شلت وعيناها سيل من الدموع منهمر
ولسان حالها يقول هل أنا في حلم
وفي لحظة انكسارها
إذا بصوت من خلفها
إلى ماذا تنظرين يا فتاة ؟!
وكان بعينه .. الشخص الذي أتت للقائه بعد كثير رسائل وحيرة وتردد
وبعد قرار أخير قررت فيه أن تقابله وليكن بعدها ما يكون ....