" وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي "

ما :
نشاهده اليوم من عزوف عن تتبع منهج القرآن ،
وتتبع لطريق الشيطان ، لهو جدير أن يقف المرء عليه موقف المحاسبة ،
فقد بلغ الأمر ذروته حينما عمت البلوى بتفشي المنكرات ، وتوفر سبل المعاصي ، وجل الخلق بين متخاذل وبين متواطي ،
وبين متذبذب بين شاد ومتراخي ، أتذكر أيام الشباب عندما كانت الفتاة عصية المنال ،ولا تخرج عن ذلك الطوق إلا من تحررت من عصمة الحياء ،
لتعيش عيش الخيلاء ، لتكون بذلك منبوذة من الأهل والاقرباء ، والكثير من الفتيات يغلب عليهن الحياء ،

أما اليوم :
فأصبح الشاب هو الملاحق ، وهو من عليه إفساح الطريق لتلك الفتيات ، حتى وصل بالبعض منهن طلب الصداقة والتعارف من غير حياء ،
وكأن اليأس بلغ مبلغه في قلب الفتاة ، حتى تلجأ لذاك الطريق الذي به إشعال الحريق ، في بيت العفة والشرف !

يقول لي أحدهم :
أذكر منذ تقريباً شهر كانت تردني مكالمات ورسائل تبين لي لاحقا بأنها لفتاة تقول بأنها مغرمة ،
وتعيش فراغا عاطفياً ، فقلت لها يا أختي الكريمة أنا تخطيت مرحلة الشباب ، ولست ممن يبيعون الكلام ،
غير أن لي سؤال ما الذي يضمن لك بأني صادق المقال ؟! وأني لا ادغدغ المشاعر بجميل البيان ،

قالت :
ذاك محال فقلبي محصن صعب المنال ،

فقلت :
ذلك القلب لا تملكين تصريفه ! ولا تملكين نبضه وتقلبه ! حتى بلغ بها الحال أن طلبت المقابلة !
إلى هنا أتوقف كي أبين أمرا ،
قد يغتر المرء بنفسه ، وأنه قادر على أن يضع حدا لتصرفاته في أي لحظة يريدها ،
وذلك غرور بلغ أوجه ! وقد يوهم نفسه ويسوق لها المبررات والعذر ،

فكم لي :
من حوارات مع الكثير من الأشخاص وكنت كثيرا ما أنصح أن الفتاة أو المرأة عليها أن لا تبالغ في الأخذ والرد مع الرجل ،
والعكس الرجل مع المرأة ، كون الأمر قد يتطور إلى المزاح والخضوع بالقول ، ولقد كانت ردات فعل بعض الفتيات من
تلك النصيحة بأنهن يحاورن بحسن نية ، والحجة على المتلقي ، فكان جوابي اذا كان المتلقي متجرد من الأخلاق ،
ويحسب كل واردة من الرسائل هو الحبيب فاغتنمه !
ومن تفكر في أمر المولى عز وجل حينما قال :
" وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً " ،

فكانت المقدمات هي الممنوعة ، لكون بها الإسترسال للوقوع في تلك الجريمة ،
ولو اعمَل الإنسان عقله ، وامعنت المرأة التفكر في قوله تعالى
لكفاها واعظا ونذيرا :

" يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفً
"

فهو :
نهي لزوجات النبي ! وفي عهد من الصحابة الكرام ،
فما نقول في حالنا اليوم ؟! ونرى للأسف الشديد في الكثير من المنتديات
تلك التلميحات والحديث الذي فيه الكثير من الخضوع بالقول بين الشاب والشابة ، الذي يصل لدرجة تبادل النكت والمزاح المستهجن !

وما :
على الشاب إلا أن يتقي الله ربه وأن يجعل من عرض المسلمين خطا أحمر ، وأن ينزل الفتيات منزلة الأخت ،
على مبدأ ما لا يرضاه لأهله لا يرضاه لغيره
، مع هذا نجد الخير في قلوب الشباب والفتيات ، وما ينقصنا هو التذكير
والتواصي بالحق والصبر
، فما أجمل أن نكون دعاة فضيلة ومحاربين لكل رذيلة.


مُهاجر