أثير – تاريخ عمان
بلا شك بأن الصحافة تشكل ركنا أساسيّا في نمو الوعي المجتمعي من خلال ما تطرحه من قضايا توعوية تنويرية في شتى المجالات لا سيما وأن الصحافة تعتبر منبرا للشعب وانعكاس مطالبهم في الإصلاح والبحث عن العدالة في أي وطن كان.
لقد كان الصحفي العماني عبر التاريخ الحديث في شرقي أفريقيا رمزا للإصلاح، والتنوير والتضحية، وكيف لا؟ وهو من خيرة شباب عمان المثقف في تلك الأنحاء التي أصبحت بعد سنين المجد عرضة للاستعمار الأوربي، وقوة سيادته في العالم آنذاك، ومنها، الشق الأفريقي، وخصوصا زنجبار، وما يتبعها تحت حكم السيادة العمانية، ولكن لا يبقى أي شيء على حاله، فانقسام الإمبراطورية العمانية، وضعفها بعد وفاة السيد سعيد بن سلطان مع تقدم القوى الاستعمارية في المنطقة أوقعت تلك الأنحاء في قبضة البريطانيين الذين جعلوا من زنجبار محمية تحت إشرافهم بعدما تقاسم الأوربيون كلّ أفريقيا.
كانت روح الحرية للتخلّص من الطغيان البريطاني تسري في قلوب الوطنيين في زنجبار، وخاصة العمانيين أصحاب الفكر التنويري، والحاث دوما لنبذ التعصب، والوحدة من أجل الوطن ضد أي خطر يحيط به، وبالأخص خطر الفتنة التي كانت تزرعها بريطانيا بين الأفارقة ، والعرب.
لذلك قاد المثقفون العمانيين في زنجبار، وبالأخص من تولوا مهنة الصحافة، مهمة التنوير، وبث روح المقاومة للاستقلال من المستعمر الغاشم، والتوجه بشكل جاد نحو الوحدة الوطنية دون شقاق لتفادي أيّ خراب قد يقع نتيجة الفتنة بين العرب، والأفارقة مثلما خططت له الإدارة الإنجليزية.
لقد مارست الصحافة العمانية في زنجبار دورا كبير في محاولة الجهاد ضد الجهل، والفتنة لصالح الوحدة الوطنية والسلام في زنجبار، ولذلك تعتبر الصحافة العمانية في زنجبار وما حولها هي الأولى في نشاطها، وحراكها الصحفي، فمثلا قامت الحكومة العمانية في زنجبار بإصدار صحيفة باللغة الإنجليزية، والعربية عام 1897م باسم AL-JAZIT AL HANBA وغيرها من صحف كانت تبشّر ببداية عهد متميز لتضحيات الصحفيين العمانيين الذين يشار لهم عبر التاريخ بالبنان.