ربي يسلمك ويعافيك اخي نسر البوادي .. شكرا لك ويا مرحبابك
عرض للطباعة
6 ☆ فقدان للوعي
فات الاوان .. جملة تقتل فينا كل نسائم الامل والتفكير في الاجمل والتغيير الى الافضل .. تجعلنا نحفر في عقلنا اللاواعي نقطة النهاية قبل ان نبدأ .. فماذا ستكون النتيجه لو اقدمنا على عمل نشعر بأننا لن ننجح فيه وانه لا يتناسب ومقدرتنا الابداعيه .. نخلق حالة من الخمول الشعوري بأهمية اي عمل جديد او في القيام بتغيير في نوعية حياتنا وطريقة تعاطينا مع اشياء جديدة ..
ان ثمة يأس واحباط كبيرين داخلاني عندما كنت ادرس بالصف " الاول ثانوي" جعلاني لا اشعر بقيمة المرحلة الدراسيه التي يجب علي العمل عليها بكل جد .. كلمات تتردد من بعض اصدقائي بأن الدراسة لا جدوى منها واننا يجب ان ننتبه لحياتنا ونبحث عن عمل فهؤلاء الذين اكملوا الثانوية العامة لم يكونوا بأحسن حال من غيرهم ممن لا يحملون اي شهادة .. كان هذا الموضوع حديث الساعه الذي يتردد في جنبات غرفة الصف همسا او اثناء الفسحة .. كل ما نفعله اﻵن مجرد ( مضيعة للعمر ) ..
تأثرت كثيرا بهذه الاقوال المتكررة .. وكأنها اصبحت جزء من المقرر الدراسي .. وصلت الى مرحلة اللا اهتمام بدراستي .. كان جل تفكيري منصب في كيفية اقناع اهلي بأنه يجب علي ان اترك المدرسة وابحث عن عمل .. لن تكون المسألة بتلك السهولة بالتأكيد .. تغيرت حياتي حتى وصلت الى مرحلة يأس .. واكتشفت ان اليأس هو حل امثل لاي مشكلة لانه بكل بساطه يعفيني من عناء اي محاولة .. كنت اسير وكأني فاقد للوعي .. فقدت الشعور بقيمة الدراسة و ليس لي مقدرة على ان افاتح اسرتي بالامر ..
يأست واهملت كل شيء .. لم اعد احس بقيمة حياتي ووجودي .. ( تلخبطت ) مفاهيمي .. هل انا على حق ام هي مجرد اغماءة وحتما سأفيق منها .. ولكن متى ؟ لا اعلم .
تلك الجمل والكلمات التي كانت تتكرر على مسامعي واستقرت في العقل الباطن ( اللاوعي ) تحولت مع كثرة التكرار الى قناعة تسيرني دونما شعور ..
عبارات سلبية كانت تعطي اشارات واوامر للعقل بالتوقف عن كل شيء ..
وكانت نتيجة الفصل الدراسي الاول ( بالنسبة لي ) متوقعه ولكنها كانت صادمة لاسرتي ..
رسبت في مواد مختلفه .. لم اهتم .. لم ابك او تدمع عيني حسرة على وضعي ..
لم ابرر فشلي لاسرتي وليكن ما يكون.. لا شيء يهم .. فأنا لست اول من يفشل ولن اكون آخرر الفاشلين .
اخذني ( مربي الصف ) وقد كانت علاقتي به جيده جدا .. اخذني من يدي وضغط عليها وقال لي : هل بإمكااننا ان نتحدث في موضوع هام ؟
قلت له : بالتأكيد .
سألني عما بي وان كنت اواجه اي مشكلة في حياتي .. كان اسلوبه اسلوب ( مرب حقيقي ) كلماته تشعرك باللاغربة امامه وبالاطمئنان .. وكأنك امام مرآة صافية صادقة .. نظراته كاانت مملوؤة بالحنان .. لاول مرة رغم علاقتي الطيبة به اشعر بضآلة نفسي امامه .. وامام نفسي وامام الدنيا بحالها .
قال لي : دعنا من الاسباب التي ادت الى هذه النتيجة .. لا يهمنا الخوض فيها ..
يجب ان يكون لديك أمل .. طموح .. نظرة تفاءلية .. ان تستخدم عقلك لا عقل غيرك ... رزقك الله بعقل فاستخدمه .. لا تغلق الباب .. فالشمس لا تزال تشرق كل يوم رغم الغيوم التي تحجبها احيانا .. فالقوة تنبع من الداخل اولا ..
قلت له .. لا فائدة .. انتهى كل شيء .. وانا لا اريد اي شيء .
سألني : لماذا ؟
قلت له : راحت علينا يا استاذ .
بادرني بكلامه : لمثل هذه العبارة تأثير سوداوي سلبي تؤثر على حياتنا بشكل كبير .
الحياة امامك ..استمتع بحياتك .. كن سعيدا ما دمت حيا لا ترهن احلامك بتجربة لم تكن موفقه ... كلنا نمر احيانا بفترات غير جيده في حياتنا ..
انت تستطيع ان تحسن علاقتك بنفسك وتستطيع ان تقف فالكبوة لا تقتلنا او تنهي مسيرتنا ان شئنا ذلك .
كلماته كانت عجيبه .. مؤثرة . ساحرة .. جعلتني اراجع نفسي واعيد حساباتي من جديد ..
لم يتطرق الى فشلي في الدراسه او المواد التي اخفقت فيها ولكن حدثني عن ماذا يجب ان اكون .. عن الشمس واشراقها وعن الامل والتفاؤل .
اعدت ترتيب اوراقي وهذبت افكاري و تأملت في الحياة جيدا ...
ما زال هناك بريق يسطع ..
لم يتفاجأ معلمي بنتيجتي في نهاية العام الدراسي فهو كان يعرف جيدا ان لدي بذرة خاملة ونشطها ببضع كلمات محفزة .. فرق شاسع بين من يقتل وبين من يحيي .
لم يفت الاوان بعد لنبدأ من جديد ..
http://up.omaniaa.co/do.php?img=9561
مع محبتي
استاذي الكريم /
عن زيارة المريض :
ما ينقصنا هي تلك الثقافة التي ضاعت في
متاهات الجهل الذي عمّ الكثير !
بعدما تبلد فيهم الحس ،وتجمدت فيهم
المشاعر والاحاسيس ،
حتى :
تجاهلوا تلك الحاجة التي هي حق لذاك المريض
أن ينعم بالراحة ، وأن لا يشق عليه ،
وأن لا أن يُحّمل مالا يطيق !!
وقد :
أشار وصّرح الإسلام حين نطق به سيد الخلق اجمعين
عن وجوب تخفيف الزيارة لينعم المريض بلزوم الراحة .
هي :
تلكم الآداب التي وجب على الجميع التحلي بها ، وأن نضع أنفسنا
مكان ذلك المريض لنعرف عن حاجاته ، ونحس بمعاناته إذا ما
استرسلنا في الحديث وطال بنا المقام وذاك المقال لنزيد المريض مرضاً آخر
يعاني منه التعب والضيق .
من هنا :
وجب علينا معرفة آداب الزيارة
وكيف تكون تخفيفاً لا ارهاقاً
ومعاناة لذاك المريض .
دمتم بخير ...
كالزهرة الملأى بالرحيق تجذب النحل لتصنع منه عسلا مصفى .. هكذا هو ابو سالم وهكذا هي مواضيعه ..
موضوع اليوم جميل جدا ويمس شريحة كبيرة من الطلاب ..
اشخاص مؤثرة وآخرون يتأثرون بأفكارهم ..
سلمت استاذي على هكذا عطاء
هنا نجد ما يدفعنا للمتابعه والى ان نتشوق الى ما بعده .. قلم نكن له كل احترام .. قلم جاد وممتع ويتميز بسهولة الطرح وعمق الفكرة .
متابعون ليومياتك عزيزي الاستاذ صدى صوت .
واصل تدخينك يغريني ..
رجل في لحظة تدخين .