اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
4 ☆ زيارة مريض

زيارة المريض ينبغي أن لا تطول , بل تكون الزيارة خفيفة حتى لا يشق عليه , أو يشق على أهله ، فإن المريض قد تمر به حالات أو أوقات يتألم فيها من المرض ، أو يفعل ما لا يحب أن يطلع عليه أحد , فإطالة الجلوس عنده يوقعه في الحرج .
ولكن البعض لا يدرك هذا بل يظن ان ذلك من علامات المودة .
لا انسى ان خالتي - رحمها الله - كانت ترقد بالمستشفى وقد استأجر لها ابناؤها غرفة خاصة لتكون في معزل عن ازعاج المرضى او الزوار فهي بحاجة الى مزيد من الهدوء والراحة حيث انها كانت تشتكي من ضيق في التنفس وآلام بالصدر ولكن اين للبعض ان يفهم عبارة ( يا ليت من زار وخفف ) ؟
طرقت باب غرفتها استأذن الدخول فردت علي مجموعة من الاصوات من الداخل : ادخل ..
من هؤلاء ؟ اكثر من صوت واحد في الداخل .. اصوات نسائية ..
فتحت الباب رويدا واذا بحشود بشرية تلبس العبايات السوداء وقد تحول لون الغرفة الى الاسود .. اثنتا عشرة امرأة يزرن خالتي دفعة واحده .. اين خالتي ؟ قلت في نفسي .
اثنتان على كرسيين الى جانبي السرير واثنتان تجلسان على سريرها والبعض وقوف والاخريات يجلسن على الارض يتناولن القهوة ..
يا ربي !! ما فائدة الغرفة الخاصه اذن ؟
زكم انفي من روائح العطور المتنوعه تلك التي تستخدمها النساء الكبيرات في السن بالاضافه الى روائح البخور وروائحهن التي لا اعرف كيف اوصفها .
سمعت خالتي تناديني بصوت ضعيف مبحوح : تعال يا بني .. سأموت . لا استطيع ان اتنفس جيدا .. يا الهي .. هؤلاء النسوة ( شفطن ) كل اوكسوجين الغرفه ..
كيف اتصرف ؟
- شكرا للزيارة خالاتي بامكانكن الذهاب اﻵن .
- هيه .. عاد يروغنا .. ما يبغانا نجلس .. ( تمتمت احداهن)
- قالت اخرى بصوت غاضب : خلا حريم نسير .. برايها واحليلها ام عوض اشوفها ما رايمه تتنسخ !!!
خرجن جميعهن من الغرفة وقد اخذن كل علب العصير والماء وبعض الأكل الموجود بطاولة خالتي .. و .. علبة الكلينكس .
رحمها الله ماتت خالتي بعد تلك الزيارة بيومين .



مع محبتي ،،،
استاذي الكريم /
عن زيارة المريض :
ما ينقصنا هي تلك الثقافة التي ضاعت في
متاهات الجهل الذي عمّ الكثير !
بعدما تبلد فيهم الحس ،وتجمدت فيهم
المشاعر والاحاسيس ،

حتى :
تجاهلوا تلك الحاجة التي هي حق لذاك المريض
أن ينعم بالراحة ، وأن لا يشق عليه ،
وأن لا أن يُحّمل مالا يطيق !!

وقد :
أشار وصّرح الإسلام حين نطق به سيد الخلق اجمعين
عن وجوب تخفيف الزيارة لينعم المريض بلزوم الراحة .

هي :
تلكم الآداب التي وجب على الجميع التحلي بها ، وأن نضع أنفسنا
مكان ذلك المريض لنعرف عن حاجاته ، ونحس بمعاناته إذا ما
استرسلنا في الحديث وطال بنا المقام وذاك المقال لنزيد المريض مرضاً آخر
يعاني منه التعب والضيق .

من هنا :
وجب علينا معرفة آداب الزيارة
وكيف تكون تخفيفاً لا ارهاقاً
ومعاناة لذاك المريض .


دمتم بخير ...