يتهاوى أمام غنج الشهوة ليسقط في أحضانها لا يقدر أمام غوايتها على شيء , انها



تسلبه ارادته في لحظة فارقة فينقاد وراءها ذليلا ليغدو مصلوبا في محرابها , و خلال



تلك الفترة ينقطع التيار عن الحبل الذي يمتد من صدره الى السماء و مع كل انقطاع يفقد



الحبل شيئا من لحمة نسيجه
---


مع السقطة تلو الأخرى أخذت تنفذ الى أعماقه و تكتسح بؤر المقاومة مزيلة اياها من



الوجود , لم يعد الأمر يتعلق بمواجهة عدو شرس انما محتل امتدت أيديه الى أكثر



المناطق حساسية , الى نبض الشارع !


القلب الذي كان يضخ الحياة في شرايين المآقي , القلب الذي كان يستثير المشاعر و



ينتشل كوامن الروح من آبارها السحيقة الأغوار , فقد نبضه و راح يخفق في فراغ , لقد



أضاع بوصلته !
---
غار في القلب سواد الشهوة فسدّ المسام التي كان ينضح من خلالها الندم , أطبقت اللعينة



على أنفاسه و امتطت صهوته سالكة به سبيلا يزيد من قوتها و امتدادها
---
امتهنت كرامته و راحت تذروها ذات اليمين و ذات الشمال كما تفعل نسائم الخريف



بالأوراق الذاوية التي فقدت ارتباطتها مع الأغصان المتينة التي كانت تمنح لوجودها



معنى , لم يعد بوسعه الانتفاض و لولا أن تتداركه نعمة من ربه لينبذن في القاع , و ما



أدراك ما القاع !