سيد الابداع هنا دون منازع
تستحق كل النجمات اخي
مميز انت
الـقــدسُ .. شــمـالاً جـهـة الـقـلـب !!
ـــ أوراق من تـشـــريـن ـــ
وقـفـتُ قبالتها، في أحـرج وقت يوشك أن ينفد منا ..
أوَّاه حين يفيق الإحساس الثامل بالفرح مصدوما برصيف وداعٍ ومطارِ فـراق !!
أوّاه . أوَّاه
ما صـدَّقـنـا يوم تصافحنا أنَّـا نـتـوادع !!
كانت عيناها الخضراوان الواسعتان مركزتان في ليل عيوني ، وليل عيوني بحر من أحزان يضج بأمواج الآه !! كانت يدها في يدي ، ومرة أخرى تـنـدس فيروز في أضاميم أكفنا المودعة نغما نازفا بنا :
نسيت من يده أن أسترد يدي
طال السلامُ وطالت رفـة الهدب
وبكت .. بل نحن الإثنان بكينا !!
حضنتها .. كانت تنشج مثل طفلة تودع أخا لها سيفارقها بعد قليل .. ربت على ظهرها .. مسحت دموعها وأنا أقول بابتسامة مرتعشة شاحبة إنتزعتها غصبا من تباريح آلامي :
ـــ لا تقلقي أُخـيَّـتـي .. سنلتقي مجددا هنا !!
أهدتني كوفية مضمخة بأدمعها وبعطر فلسطين وقالت : هاك ربيعا لن تنساه !!
أهدتني قارورة صغيرة بداخلها تراب من أرض فلسطين .. وقالت : هاك أغلى عطر بالدنيا !!
أهدتني شالا أزرقا كسماء القدس ، كانت تلف به عنقها الوضيء فأهدتني إياه وهي تقول : تذكرني به في كل لون أزرق تحبه وعند كل شتاء تولول فيه ريح ويعربد برد ..
أهدتني خصلة صغيرة من شعرها الطويل وقالت : ذا ظلي بالصيف ودثاري بشتاءات البرد القارس وهطول الأمطار ..
أهدتني أوراق خواطر ورسائل وفي شفتيها همس باسم : ذا أنسي حين تكون وحيدا أو في قلبك حزن ..
أهدتني صورا وهي تملأ وجهي بملامحها الحلوة وتقول : في هذي نوري وشموعي الوضاءة حين تظلم بعينيك الدنيا ..
وغبنا عن بعضنا بعضا في منديل وداع !!
* * *
كانت بجوار خطاي ؛ نورا من حسن عربي يمشي على الأرض !!
سرنا في طرقات القدسوفي سكك الحارات .. أستشعر روح يسوع وأمه مريم ، ( وجهان يبكيان ) .. أستشعر أرواح الأنبياء و القديسين والشهداء بكل مكان ، وصوت فيروزي يصحبنا مثل التعويذة :
ومشيت بالشوارع
شوارع القدس العتيقة !!
تأخذني صديقتي إلى مقهى بالشارع .. مقهى أبَىَ صاحبه إلا أن تحمل لافـتـتـه اسم ( فلسطين ) كتأكيد حي راسخ للإنتماء ولكي لا ننسى يوما وطنا هنا هوهذا اسمه !!
نجلس بعض الوقت مع الشاي ، وحديث مقتضب بين القلبين ،تتخلله بعض تلاوات عجلى لقصائد !!
وكمثل القبلات العطرة؛ تهب على وجهينا نسمات بداية تشرين ..
تشرين !!
ما أبهى اسمك يا تشرين !!
يا سيد كل الشهور !!
يا صوت المطر الممزوج بصرخة ميلادي !!
يا زغرودة أختي حين أتيت، وسماء الدنيا ثـغـر تشريني وردي يضحك في عـز هطول الأمطارورقصات البرق ورعود التسبيح !!
تحيينا النسمات المارة وفيها عبق قدسي الأنفاس ..
أكملنا مشوار التجوال .. قادتني خطوات حنيني إلى ( الأقصى ) !!
آه يا أقصاي الغالي !!
يا مهوى القلب وشوق الروحويا أجمل مســرى !!
هناك وقفت أصلي ولا أدري ماذا صلى مني لله !! أدموعي الغرقى بالفرحة ؟!أم ظمأ الروح المشتاقة إلى أرض المسرى والمعراج وإلى ثاني بيت كتب الله حواليه البركات ؟! أم جبهة سفري وهي تلامس أطهر بقعة في أطول سجدة شكر تغمر قلبي وبها أصدق دعوات النبض ؟!
قـبَّـلـت الأرض وجدران المسجد ثم خرجت ، وبودي لو أبقى مزروعا كالنخلة فيه بقية عمري !!
أمشي بعد صلاتي وعيني تتلفت للخلف بنظرات مترعة بالحب وبالتوديع الحار المتشظي حزنا وحنينا .. أسمع صوتا من جـوف الأقصى يناديني ويشد بسمعي وجوارح روحي إليه:
ـــ يا ولدي .. يا هذا الآتي حبا ووفاء من أقصى أوطان الشوق .. بالله عليك لا تنسانا ، وجدد بالأوب حـج القلب و جسور اللقيا !!
روحي لم ترحل من أرضك يا قدس !! ولم يرحل نبضي عنك ولا مطر حروفي !! مازلت إلى كل زواياك أحــن .. مازلت إلى كل جهاتك أكتب بالدم مراسيل هواي وقصائد حبي وأرسلها عبر بريد الريح !!
إلى كل الأهل هناك .. إلى كل مناضل .. إلى كل شهيد وشهيدة .. إلى كل مدائنك وقراك العربية التي مازالت في روحي وذاكرتي تحمل أسمائك بكل أبجدية العشق التي أكتب بها لعروبتي الممتدة من أقصى قطرة ماء لخليج بالشرق إلى أقصى قطرة ماء لمحيط بالغرب حيث الوطن والأمة والهوية والتاريخ واللغة والمصير .. أكتب إليك يا حبيبتي مكاتيب وقصائد كتسابيح العابد في محراب العشق وكمجنون عاشق لم ينس حبيبته الغالية فائية الحرف.. مكاتيب وقصائد تعرفها ذاكرة التين والزيتونوأطفال الفجر وعصافير الغابات الخضر وفصول الأعوام !!
بقلم / ســـعـيد مـصــبـح الـغـافـري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التعديل الأخير تم بواسطة اسطورة لن تتكرر ; 02-10-2015 الساعة 10:27 PM
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
سيد الابداع هنا دون منازع
تستحق كل النجمات اخي
مميز انت
كم جميل التاريخ الذي كتب هنا ..
لا تحتاج الثناء الكاتب عصفور الدوري لأنك تملكه ..
مررت من جنيبات الحقول هنا لعلي اخرج بحصاد وها انا محمله بجمال المحصول الأدبي .. إلا أني أعتب عليك لغياب قلمك عن ساحة الخواطر بل وجدت اليوم أن كتابتك تشبه لي أنه مقال لا أعلم لما ؟! ...قد اكون نسيت شكل المقال والعيب في ذاكرتي .. كل شكرا لقلمك عزيزي وفقك الله ورزقك الخير والعمر المديد في طاعته.. تقبل ضي الشمس
لا تقحم احساسگ فبعض المتآهآت
وخلّگ مَ تعلم !! حتى لو گنت تَعلم .. !
وعشآن تتفآدى جروح وخسآرآت
سطَح علآقآتگ مع الناس تَسلم .. !
ضيّ الشمس سابقا
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
الكاتبة / ضـي الشمس
سأحسن الظن والنية ظاهرا وباطنا مع كل ما ورد في تعقيبك وأرد بالقول :
ـــ أعيدي من فضلك قراءة النص بهدوء .. فهذا النص ليس مقالا بل خاطرة
ـــ عتبك على راسي من فوق والحق أن ظروفي الصحية غير مستقرة حتى أنني أعطيت أختي أوراق مسودة النص و كلفتها بدخول السبلة عبر معرفي لكتابة ونشر النص هنا بسبلة الخواطر .. وآمل أن يظهر بالجمالية المأمول منها
شاكرا مرورك وتعقيبك
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
مساء قدسي عطر
عودة بجمال يصاغ بأنامل ذهبية لمنفى الحرف
الصمت في حرم الجمال جمال
نص يتوج بالنجوم (*****)
ويضاف لسبلة النصوص المتميزة
اجل تحياتي لك
تعامل مع هذه الحياه
وكأنك ممسك بوردة ذات لون ومنظر ورائحة جميلة
تستنشق شذاها وتحذر شوكها وأنت ممسك بها
بل انا من أحسن الظن هذه المرة .." والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس" ..اجر وعافية عليك خطاك الشر ان شاء الله.. شبه لي لا يعني اني وجدته مقال بل ان به من المقال والسبب اني استحضرت في ذاكرتي مقال عن الأقصى والارجاء وذكرت لك ان العيب في ذاكرتي..فضلاً أخي العزيز إن لم تفهم مقصدي أطرق باب السؤال لي ..نعمت بخيرات الله ..لا عليك ..سأحرص في المرات المقبلة لعدم التعقيب عليك ما لم ترضا
لا تقحم احساسگ فبعض المتآهآت
وخلّگ مَ تعلم !! حتى لو گنت تَعلم .. !
وعشآن تتفآدى جروح وخسآرآت
سطَح علآقآتگ مع الناس تَسلم .. !
ضيّ الشمس سابقا
مرحبا باخي المبدع سعيد
متمكن أنت حينما تنثر ..من مشاعرك الالق فينسكب على السطور
كيفما كان بوحك ...رائع فكيف اذا كان يصف القدس
وديار الاقصى ...نثر حملنا للبعيد واعاد حنينا لن ينظب وأملا لسجدة في مسجد الاقصى الشريف
وصفت الحال بدقة وحبكة وكانك كنت حقا هناك
شكرا لجمال ما نثرت ..باركك المولى اخي واسعدك
أبتسم وكن كالزهرة ..تشجي النفس بعطرها
تفائل وتوكل على الله...فما خاب من أليه ألتجئ
ليس للحياة معنىً...>ون هدف
الغافري
توأم قلمي
قلم لا ينافسه قلم
هنا أرى جمال الحروف وروعته
فلسطين تحكي ، تبكي ، تئن
ومئات من الأطفال والأرامل يرفعون الكفوف لعلى الفرج قريب
عندما نقرأ مثل هذا النص يترأى الأقصى أمام أعيننا وندعو الله أن لا يأخذنا أرواحنا قبل أن نسجد في الأقصى
ربي يفرج عليهم وعلى سائر دول المسلمين
حرفك النابض هنا له ألف تحية مني
فالصمت في حرم الجمال جمال بحد ذاته
احترامي لفكرك وقلمك
[CENTER][B][SIZE=4]صديقتي .. رفيقتي.. كم يجتاحني الشوق إليك .. الملم ذكرياتنا وحكايتنا اليومية واحتفظ بها في الذاكرة.. كلما اشتقت إليك أتيت إليها مقبلة أحضنها وله لك .. رحمك الله ياأم المعتصم
مريم.. ذاكرة الشوق والوجع.
http://omaniaa.co/showthread.php?t=30902