هنا روح مسكونة بالشعر
هذا بالضبط ما قاله لي إحساسي العميق وأنا أقرأ بشغف نصك الجميل هذا ولدي أسبابي من واقع النص نفسه ومن واقع معرفتي القلمية بقيثارة المساء .. وأهم هذه الأسباب :
ـــ استشف من أبيات النص وجود مخيلة شعرية جميلة جدا .. فقط تحتاج إلى صقل ومران مستمر على كتابة الشعر
ـــ هناك في الداخل روح تضج بالشعر وبها وهج وعناد على مواصلة المحاولات الشعرية وهذا من جماليات الشاعر الحقيقي .. الرغبة إلى تأكيد الذات الشعرية بمعنى العطش نحو التطوير الذاتي المدعوم بالخبرة المتراكمة ..
ـــ البداية جميلة فقط تحتاج إلى بعض الصبر والجهد وعدم اليأس أبدا
ـــ تجنبي أختي قيثارة الكتابة باللون الشعري الثقيل بمعنى ابدئي دائما تدربا وكتابة بكتابة الشعر بوزن موسيقي خفيف جدا وسهل ويمكن به جعل النص أكثر هطولا وبحركية رشيقة .. كل الشعراء الكبار بدأوا من هذه النقطة .. تصوري نفسك تكتبين أول قصيدة شعرية بحياتك تسير أبياتها مثلا على هذا اللون من قصيدة للشاعر الأمير فيصل بن تركي :
كـان قلـبي بحبـل الصبر متشدد
لين سقت الاقدام في مدرج صباها
وذاب شوق ووله ولساني يردد
يــــوم الاطلال نــادت له ولبــاهـا
برغم إنه بيت جميل جدا ومتماسك البناء لكني أراه لا يصلح مطلقا كمرتكز لبداية شعرية خصوصا إذا كان الشاعر في بداية خطواته وحبوه الشعري .. هنا يستلزم الأمر ضغطا كبيرا وجهدا لصياغة قصيدة بهذا الشكل .. لذلك أحسن طريقة مجربة وناجحة جدا لكتابة نص هي استخدام الأوزان والموسيقى الخفيفة ذات الطابع الغنائي والتي يسهل بها ومعها كتابة نص بسهولة وبدون تكلف أو عناء كبير وهو ما ظل يفعله كبار الشعراء العرب بل إن بعضهم مثل المرحوم نزار قباني ظل في غالب قصائده يتجنب القصائد ذات اللون الثقيل والممطوط .. وهاك نموذجا أرشدك من خلاله على نسق شعري خفيف جدا وفيه موسيقى وغنائية ورشاقة سيفيد تجربتك الشعرية ويصقلها بشكل جيد إن شاء الله .. من مقطع لقصيدة للشاعر بدر بن عبدالمحسن :
لاجيــت انـا باسامــحــك
تبكي الجــــراح مـاودهــا
مشتــاق ودي اصــافحك
وعيـــت يــــدي لامــدهــا
وهكذا تجربين كل ألوان الشعر حتى تصبحين متمكنة من كتابة الشعر بجميع ألوانه وأوزانه وبدون مشقة
أكثري من قراءة الشعر والتدرب عليه وركزي على الخيال ففي نصك هذا يوجد خيال خصب وجميل فقط بحاجة إلى صقل أكثر
وفقك الله أختي الغالية وسامحي ثقل إطالتي ومروري
دمت بخير