اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـعـيد مصــبـح الغــافــري مشاهدة المشاركة

وكقارىء بسيط إعتدت دائما أن لا يكفيني ولا يقنع ذائقتي كقارىء متعطش للقراءة أن يتحفني الكاتب/الكاتبة بعمل ( أدبي ) يسوق له من الدعاية التسويقية والترويجية ما يفوق ما بداخله من حروف وكلمات وأوراق ثم يقول/تقول لي وبإغراء مبتسم : هـاؤم . إقرأوا كتابيه .. لا تصدمني بكتاب يحمل بين دفتيه كومة أوراق منمقة مطرزة بلغة باهتة وتعابير مسطحة ثم تحاول أن تقنعني بأنه ( عمل أدبي ) .. أنا أريد كتابا يفتح شهيتي على آخرها لقراءته ..



كقارئة أخرى حذتْ حذو هذا النهج في التحري والبحث عمّا يُشبع غريزتها، وعمّا تربط به جوع الفكر وشقوق الفراغ وبعيداً عن الكتب المُقنّعة المنمّقة التي تختالُ شرقاً وغرباً والتي غالباً ما نجترّ وراءها في بداية مشوارنا وعلى كرّات قد تكون متتالية.. بتُ آخذها على محمل الحذر.. (لا أقول سوى عجباً عجباً من التلميع)..
فالإخفاق في الإنتقاء قد يكون بحد ذاته تعليم (لا أقصد به التعميم) فقد تكون أدنى فائدة تجنى من ذلك هي ألا تقرأ لذاك الكاتب مرة أخرى.. أو بالأحرى تجنبه..

عندما يتعلق الأمر بالساحة العمانية ومكنوناتها فأنا لا أخفيك بأن المكوث يطول بي ويطول.. ولا أدري لما.. أمن نفسي وإتجاهاتي أم من شئ آخر أجهله.. فأنت بين شقّين ل كتّاب مخضرمين وكتّاب مبتدئين لا أدري أين تعصف بهم الساحات بعد حين!
وحيناً آخر.. أنت في رحلة بحث قد تكون نوعاً ما شاقة (ربما بالنسبة لي وحسب) بين ما يعرض، وبين القراءات المصاحبة له، وبين ما يحويه... إلخ

(بلقيس المزروعي) مُصافَحة رتيبة مع إسم آخر ألتقي به اليوم وفي حضرتكَ وعلى هذا الرواق (كم نتمنى مصافحة المزيد والمزيد).. مع هذا الإستقراء والتمحيص من نِتاج شخص راقي كـــ (أنت)، ألتمس إستثنائيات أدبية تميزت بها الكاتبة وإن كنت مع الأسف لم يحالفني الحظ لأكون بين دفتيهِ بعد.. "كبرتُ عقلا" يتبادر للقارئ منذ الوهلة الأولى أن ثمة ماورائيات (ما وراء اللفظ والمعنى) تقبع هنا وثمة غوص في مدارج الفكر بمختلف تطلاعته إزدان بحلة أدبية.. فما أشهى الصعود عبر مدارجه.. وما أشهى الغرقُ في أعماقه.. وكذا ما رصدته عبر قراءتي لقراءتك الأدبية للكتاب..
لنا موعد مع الكِتاب ومفرداته بإذنه تعالى..
آمله بأن أحظى به عاجلاً غير آجل..

مزيداً من التفوق نرجوه للكاتبه وسدد الله خطاها..
وجل الإحترام لشخصكَ الكريم..
تحايا عِطرها الزهر والياسمين

دمتَ كما تود وترجو..