اسباب الطلاق كثيرة ومتعددة ومتفاوته ومختلفة من شخص لاخر في مضمونها واسبابها اكيد .. ولهذا فالزواج الناجح يتطلب التقارب بين الزوجين في النواحي الدينية والنفسية والعقلية والاقتصادية والاجتماعية، وعدم وجود موانع أسرية أو عرفية ونحو ذلك، ولا يكفي الحب وحده لكي يقيم الزوجان أسرة متينة تصمد أمام العواصف والتقلبات، وكل ما من شأنه أن يحقق مقصد الزواج، وهو الدوام والاستمرار فهو مطلوب للشرع، ولهذا يتكلم العلماء عن الكفاءة فيذكرون الدين والخلق والنسب والحرفة والتعليم، فإغفال مقومات الحياة الزوجية والاتكال على "الحب وحدة" خطأ فادح يدفع ثمنه الزوجان بعد الزواج؛ إلا أن يشاء الله تعالى.
وأنجح الزواج هو ما كان من اختيار هادىء عاقل، ودراسة متأنية واعية لكل من المرأة والرجل، مع استشارة أهل الرأي والصلاح ممن يعرفون حال الرجل والمرأة، واستخارة الله تعالى، والتوثق من حال الشخص المتقدم، وعدم الاغترار ببعض المظاهر.
إن الزواج هو تلك العلاقة السامية والرباط المقدس ولقد حثت كافة الأديان السماوية على سمو هذه العلاقة التي تعتبر أساس بناء مجتمع سليم ومعتدل حيث يتشارك الزوج والزوجة في وضع خطة مستقبلية واحدة ويصبح مصيرهما واحداً، ولكن هل كل الزيجات تكون ناجحة؟ اسأل نفسك هذا السؤال وفكر جيدا وستجد أن الإجابة: لا، وهذا لأن كل العلاقات على وجه الأرض تشهد فترات مختلفة من الشوق والبرود ولكنك سوف تجد من يستطيع أن يتعامل مع هذه الظروف ويتعايش معها ومن لا يستطيع أن يتعايش معها ولا يجد الزوج والزوجة في هذه الحالة سبيلا آخر غير الطلاق وهدم الأسرة والبيت.
فقد تكون تعاني من بعض المشاكل في حياتك الزوجية التي لا تجد لها حلولا لذا تلجأ إلى الطلاق، ولكن يجب أن تأخذ في الاعتبار أن الطلاق لا يعني أن مشاكلك قد حلت بل بالعكس فقد يكون الطلاق سبب في تفاقم الأزمات واستحداث أزمات ومشاكل أخرى إضافية خصوصا إذا كان بين الزوجين أطفال، ولذلك فيجب على كل زوج وزوجة ان ينظروا إلى الطلاق من منظور أوسع وأشمل، فقد كان الزواج قديما يقوم على أساس الحب والإخلاص المتبادل ولكن مع مرور الوقت وتغير الزمن تدريجيا أصبحت المادة تطغى على أي شيء فأصبح الزواج يقوم إما بناءا على وجود علاقات أسرية بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة أو الزواج طمعا في ثروة الطرف الآخر وهكذا، ولذا فإن معظم الزيجات في وقتنا الحالي تنتهي نهاية سريعة بالطلاق نتيجة لعدم وجود التوافق الفكري والسلوكي بين الزوجين.
ينبغي أن نذكر أن الطلاق ليس كلمة سهلة إطلاقا بل هو أمر صعب للغاية ويجب على كل زوج وعلى كل زوجة أن يفكروا جيدا في رأب صدع العلاقة الزوجية والقضاء على العوامل المسببة للطلاق وأن يفكروا أيضا في العوامل المترتبة على وقوع الطلاق قبل أن يقدما على هذه الخطوة وأن يكون مستقبل وحياة الأطفال أمام أعينهما عند التفكير في الطلاق.