عبدالله حمد سعد :
( أيها الوطنيون .. لا تخلطوا الأوراق )
نعم هناك من يخلط الأوراق في الأزمات بعلم وبدون علم وبدافع الوطنية والاخلاص للبلد ..
فترى البعض ممن لديه فوبيا النقد سرعان ما يكيل التهم للطرف الآخر بعدم الوقوف مع الوطن وعدم الوطنية وعدم الإحساس بالمسؤوليه لما تمر به البلاد من وضع إقتصادي خطير ..
ولأن الطرف الآخر إما يكون ناقدا أو ساخرا أو متشائما أو معلقا أو ساخطا على بعض الاجهزة الحكومية والوضع الذي أوصلتنا إليه .. فمن الطبيعي أن تجد ردود أفعاله متباينة بين ما تم ذكره ..
هنا أستغرب كيف تخلط الأوراق فيأتيك من يتحدث عن ضرورة وقوف المواطن مع الحكومة وعن عدم نشر الفتن وعن ضرورة تفهم أن الوضع عام ف العالم ويتم أستجداء القصص القديمة عن الأعراب وعن زمن سراج بو سحه وقصص مدعمه بآراء دينية وبنكهة إسلامية لكي تخفف وطئة إخفاق بعض المسؤولين ..
والسؤال هنا : هل البلد في حرب ؟ هل البلد تتعرض لمؤامرة من أحد ؟
لكي نقف بغباء في صف واحد ونغلق أعيننا ونصم آذاننا عن التخبط في التخطيط وعن التلاعبات في المشاريع وعن السرقات وعن عدم الأستماع والأستفادة من أصحاب الخبرات في الميدان الاقتصادي والسياحي والزراعي والتربوي ..
إن كانت البلد في حرب .. فنحن درعها وأجسادنا ودمائنا فداء لها ولا نقبل المساومة على هذا الوطن الغالي وقائده المفدى حفظه الله ..
أما إن كان الموضوع يخص الأقتصاد والنفط والتجارة والاسعار والتخطيط فهنا يختلف الوضع فهي مسألة (مصلحة) وربح وخسارة ولا دخل لها بمصطلحات الفتنة والوقوف مع أو ضد . والتاجر الشاطر يدرك ذلك أما غيره فلا يعرف سوى التبرير والبحث عن من يتحمل أخطاءه ..
من حقنا أن نعلق وننتقد ونسخر ونتشائم ونتفائل وأن نشكل رأيا عاما في هذه القضايا .. الوطن ليس لشخص .. بل لنا جميعا ويجب أن يتحمل المخطئ قراره بنفسه في هذا الشأن ..
عندما يفشل المواطن في تجارته ويخسر أمواله لا تتدخل الحكومة في شؤونه ولا يقال له نحن معك بل بالعكس تقوم الجهات المختصة بالعمل القانوني معه مثل الشيكات أو ما شابه وربما مصيره السجن ..
لا أحد من المسؤولين يتدخل ليحل مشكلة هذا المواطن لأنه هو من أوقع نفسه في هذا الخطأ ..
إذا عندما يفشل المسؤول في إدارة وتخطيط وزارة أو هيئة أو مؤسسة حكومية مالية هل يقال للمواطن : لابد أن تدفع ثمن إخفاق هذا المسؤول الأحمق !!
هل تم أستشارته أو قام بالتصويت
من واجبنا أن نصفق للمسؤول الناجح دون تمجيد ومن حقنا أن ننتقد المسؤول الفاشل دون تجريح ..
ترى ما هي وسيلتنا لتشكيل الرأي العام غير وسائل التواصل .. هل سمعتم بتخريب أو تكسير !! المخرب لابد أن يلقى جزاءه تحت مظلة القانون ..
أين المشكلة عندما يعبر المواطن عن ما بداخله من نقد وشجب وأعتراض ؟ أين المشكلة لو ظهر بصورة الغاضب أوالساخر أو الرافض ؟
لا توجد جهة تعبر عن ما بداخله بصدق ..
مجلس الشورى .. لا تعليق
الإعلام !!!
الحاضر الغايب .. عندما تجد إعلاميا متملقا يدير الحوار مع مسؤولا ساذجا فتأكد أن اللقاء مفبركا لمصلحة واحد من الأثنين ..
أخيرا ..
دعو الناس تعبر عن ما بداخلها ..
البسطاء خائفون على قوت يومهم ..
المثقفين بين مؤيد ومعارض لما يحصل ..
المسؤولين أكثرهم يحتاجون لتخطيط سليم وتنفيذ أمين كما قيل ..
الهوامير الطيور التي طارت بأرزاقها ..
ويبقى التفاؤل حاضرا ....
.. فلا تخلطوا الأوراق ..
#عبدالله حمد سعد#
(منقول)