سلام للقلوب الصادقة
ايها الاحبة .. بساط ريح الشعر يحط بنا في السودان ..
البلد الافريقي العريق ..
نحلق مع شاعر السودان المرموق ( ادريس محمد جماع ) ..
إدريس محمد جَمّاع شاعر سوداني مرموق له العديد من القصائد المشهورة والتي تغنى ببعضها بعض المطربين السودانيين وأدرج بعضها الآخر في مناهج التربية والتعليم المتعلقة بتدريس آداب اللغة العربية في السودان.
☆ ميلاده :
ولد في حلفاية الملوك بالخرطوم بحري في السودان عام 1922 م.
☆ نشأته ومراحل تعليمه :
نشأ نشأة دينية في كنف اسرته المحافظة وكان والده المانجل محمد جمّاع بن الأمين بن الشيخ ناصر هو شيخ قبيلة العبدلاب.
بدأ إدريس تعليمه في سن مبكرة في خلوة حلفاية الملوك حيث حفظ القرآن الكريم ثم التحق بمدرسة حلفاية الملوك الأولية في عام 1930، ومنها إلى مدرسة أم درمان الوسطى بمدينة أم درمان في عام 1934م ولكنه لم يكمل الدراسة فيها لظروف مالية، والتحق في عام 1946 بكلية المعلمين ببخت الرضا ، ثم هاجر إلى مصر عام 1947 ليدرس في معهد المعلمين بالزيتون، فكلية دار العلوم -جامعة القاهرة لاحقاً والتي تخرج فيها عام 1951 م حائزاً على درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية، ثم التحق بمعهد التربية للمعلمين ونال دبلوم التربية عام 1952 م.
☆ حياته المهنية :
بدأ حياته المهنية معلماً بالمدارس الأولية بالسودان من عام 1942 وحتى عام 1947، وبعد عودته من مصر عام 1952 عّين معلماً بمعهد التربية في مدينة شندي بشمال السودان ثم مدرسة تنقسي الجزيرة الأولية، ومدرسة الخرطوم الأولية ومدرسة حلفاية الملوك الأولية. ثم نقل للعمل بمدرسة السنتين في بخت الرضا بمنطقة النيل الأبيض ، وفي عام 1956 عمل مدرساً بمدارس المرحلة المتوسطة والمرحلة الثانوية في مختلف مناطق السودان.
☆ أعماله الأدبية :
يغلب على موضوع شعره التأمل والحب والجمال والحكمة كما كتب اشعارا وطنية مناهضة للإستعمار. ويتسم اسلوب شعره برقة الألفاظ والوصف الفائق الخيال وكثيرا ما يعبر في شعره عن وجدانه وتجاربه العاطفية ووجدان أمته، واصفاً تلك المشاعر الإنسانية فرحاً، وألما، وحزناً، كما يزخر شعره بوصف ثورة الثائر الوطني الغيور على حرية وطنه وكرامة أمته، وربط في أعماله الشعرية بين السودان والأمة العربية والإسلامية، فتناول قضايا الجزائر ومصر وفلسطين، ونظم شعراً في قضايا التحرر في العالم أجمع.
ووفقاً للدكتور تاج السر الحسن الذي شارك في الإشراف على طباعة ديوان جمّاع فأن شعر جماع يقع في إطار الشعر التراثي والديواني العربي . فجمّاع شاعر من المدرسة العربية الإبتدائية وهو من رواد التجديد الشعري في العالم العربي ومن شعراء مدرسة الديوان على وجه الخصوص ضمن مجموعة عبدالرحمن شكري و العقاد و إبراهيم المازني.
وقال عنه الدكتور عبده بدوي في كتابه «الشعر الحديث في السودان» إن أهم ما يميّز الشاعر جمّاع هو «إحساسه الدافق بالإنسانية وشعوره بالناس من حوله ولا شك في أن هذه نغمة جديدة في الشعر السوداني».
وصدر حوله كتابٌ بعنوان «جماع قيثارة النبوغ» من تأليف محمد حجازي مدثر. كما أعد الباحث عبدالقادر الشيخ إدريس رسالة دكتوراه حول شعر جمّاع بعنوان «الشاعر السوداني إدريس جماع، حياته وشعره». وكتب عنه الدكتور عون الشريف قاسم قائلاً «لقد كان شعر جمّاع تعبيراً أصيلاً على شفافيته الفائقة والتي رسمت لنا الكلمات وأبرزت بجلاء حسه الوطني».
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 04-09-2016 الساعة 09:34 PM
سلام للقلوب الصادقة
أعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسى الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد اذا تمنّى
أنتَ السماءُ بدتْ لـنا
واستعصمتْ بالبعدِ عنا
هلاَّ رحـمتَ مـتيمـا
عصفت به الأشواق وهنا
وهفت به الذكرى فطاف
مع الدجى مغنى فمغنى
هـزته مـنك مـحاسن
غنى بها لـمّـَا تـغنَّى
يا شعلةً طافتْ خوا
طرنا حَوَالَيْها وطــفنــا
أنـسـت فيكَ قداسةً
ولــمستُ إشراقاً وفناً
ونظـُرتُ فـى عينيكِ
آفاقاً وأسـراراً ومعـنى
وسمعت سحرياً يذوب
صداه في الأسماع لحنا
نلت السعادة في الهوي
ورشفتها دنا فدنّا
كلّمْ عهـوداً فى الصـبا
وأسألْ عهـوداً كيف كـُنا
كـمْ باللقا سمـحتْ لنا
كـمْ بالطهارةِ ظللـتنا
ذهـبَ الصـبا بعُهودِهِ
ليتَ الطِـفُوْلةَ عـاودتنا
سلام للقلوب الصادقة
رحلة النيل
النيلُ من نشوة الصهباءِ سَلْسلُهُ
وساكنو النيلِ سُمّار ونُدْمانُ
وخفقةُ الموجِ أشجانٌ تُجاوبها
من القلوب التفاتاتٌ وأشجان
كلُّ الحياةِ ربيعٌ مشرق نَضِرٌ
في جانبيه وكلُّ العمرِ رَيْعان
تمشي الأصائلُ في واديه حالمةً
يحفّها موكبٌ بالعطر ريّان
وللخمائل شدوٌ في جوانبهِ
له صدىً في رحاب النفسِ رنّان
إذا العنادلُ حيّا النيلَ صادحُها
والليلُ ساجٍ، فصمتُ الليلِ آذان
حتى إذا ابتسم الفجرُ النضيرُ لها
وباكرتْه أهازيجٌ وألحان
تحدّر النورُ من آفاقه طَرِباً
واستقبلتْه الروابي وَهْو نشوان
****
تدافع النيلُ من علياء ربوتهِ
يحدو ركابَ الليالي وَهْوَ عجلان
ما ملَّ طُولَ السُّرى يوماً وقد دُفنِتْ
على المدارج أزمانٌ وأزمان
ينساب من ربوة عذراءَ ضاحكةٍ
في كلّ مغنًى بها للسحر إيوان
حيث الطبيعةُ في شرخ الصِّبا ولها
من المفاتن أترابٌ وأقران
وِشاحُها الشَّفقُ الزاهي وملعبُها
سهلٌ نضيرٌ وآكامٌ وقيعان
وربَّ وادٍ كساه النورُ ليس لهُ
غيرُ الأوابدِ سُمّارٌ وجيران
وربّ سهلٍ من الماء استقرَّ بهِ
من وافد الطيرِ أسرابٌ وَوُحْدان
ترى الكواكبَ في زرقاء صفحتهِ
ليلاً إذا انطبقتْ للزهر أجفان
****
وفي حِمى جبل الرجّافِ مُختلَبٌ
للناظرين وللأهوال ميدان
إذا صحا الجبلُ المرهوبُ رِيعَ لهُ
قلبُ الثرى وبدتْ للذعر ألوان
فالوحشُ ما بين مذهولٍ يُصفّدهُ
يأسٌ وآخرُ يعدو وَهْوَ حيران
ماذا دهى جبلَ الرجّافِ فاصطرعتْ
في جوفه حُرَقٌ وارتجّ صَوّان
هل ثار حين رأى قيداً يكبّلُهُ
على الثرى فتمشّتْ فيه نِيران
****
والنيلُ مُندفِعٌ كاللحن أرسلَهُ
من المزامير إحساسٌ ووجدان
حتى إذا أبصر «الخرطومَ» مُونقةً
وخالجتْه اهتزازاتٌ وأشجان
وردّد الموجُ في الشطّين أغنيةً
فيها اصطفاقٌ وآهات وحرمان
وعربد الأزرقُ الدفّاق وامتزجا
روحاً كما مزج الصهباءَ نشوان
وظلَّ يضرب في الصحراء مُنْسرباً
وحولَه من سكون الرملِ طُوفان
سارٍ على البِيد لم يأبه لوحشتها
وقد ثوتْ تحت سترِ الليلِ أكوان
والغيمُ مَدَّ على الآفاق أجنحةً
ونام في الشطّ أحقافٌ وغُدران
والليلُ في وحشة الصحراءِ صومعةٌ
مَهيبةٌ وتلالُ البيدِ رهبان
****
إذا الجنادلُ قامتْ دون مسربهِ
أرغى وأزبد فيها وَهْوَ غضبان
ونشّرَ الهولَ في الآفاق مُحتدِماً
جمَّ الهياجِ كأنّ الماءَ بركان
وحوَّل الصخرَ ذَرّاً في مساربهِ
فبات وَهْو على الشطّين كُثبان
عزيمةُ النيلِ تُفني الصخرَ فورتُها
فكيف إن مسّه بالضيم إنسان
وانساب يحلم في وادٍ يُظلّلهُ
نخلٌ تهدّل في الشطّين فَيْنان
بادي المهابةِ شمّاخٌ بمفرقهِ
كأنما هو للعلياء عنوان
التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 04-09-2016 الساعة 08:07 PM
سلام للقلوب الصادقة
الشاعر المرحوم إدريس جـمَّـاع ( 1922 - 1980 ) شاعر عربي كبير من السودان ويعد من رواد التجديد في الشعر العربي الحديث . جاءت نهاية حياته مأساوية جدا ومما روي من أخباره أنه وبعد أن انهارت قواه العقلية وفقد عقله في آخر أيامه أراد أهله أن يعالجوه في الخارج فسافروا به إلى بريطانيا للعلاج . في لندن أعجب جمّاع بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها فشكت الأمر إلى مدير المستشفى فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت . وحين جاءته مرة أخرى أنشد يقول :
والسيف في الغمد لا تُـخـشـى مضاربهُ
وسيف عينيك في الحـالـيـن بـتــار !!
وبكت الممرضة عندما ترجم لها ما قال .
ولا يزال هذا البيت أبلغ بيت غـزلـي قـيـل في العصر الحديث .
مع الأسف الشديد هذا الشاعر المرهف لم ينصفه التاريخ تمام الانصاف ولم يحظ بذلك التقدير الأدبي الكافي كشاعر عربي متمكن رغم اسهاماته الأدبية في الشعر العربي المعاصر .. سمته الشاعرة اللبنانية القديرة جوليا عيسى بمجنون ليلى العصر الحديث نظرا لعاطفته الشعرية القوية الأقرب نفسيا وشعريا إلى الشعر العذري القديم .. رحم الله إدريس جماع شاعرا وانسانا وشعرا
سعيد
أنا الكثير كما الدموعأنا القليل كما الفرح
سلام للقلوب الصادقة
موضوع مثري ومهم...
فكم من الشعراء الذين نامت أسمائهم ودواوينهم على أسرة كتب التاريخ ...ولم تصحى من جديد
جديد الشعر لا ينفي قديمه ...فتلك مدارس شعرية حوت شعراء عظماء لهم وزنهم وثقلهم في عالم الأدب
ومنهم نحفظ لشعر جاذبيته ورونقه وعراقته وأصالته ...
جامعين بين الطراز القديم والمعاصر ...
مستفيدين من كمال لغتهم وسمو فكرهم...
فتنتج لنا كوكبة من الشعراء ...تبشر بمستقبل حبل بعظيم القصائد وجميل الأدب
صدى صوت ...كان لصوتك هنا صدى مختلف ومتألق
شكراً من الأعماق لهكذا أفكار
وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي
.
وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.
#ماجد_الخالدي
الشاعر / عبدالرحمن العشماوي
شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية , من شعراء قبيلة غامد واشتهر بشعره الاسلامي .. ولد في قرية (عراء) بمنطقة الباحة عام 1956م وتلقى دراسته الإبتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية ألتحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها سنة 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة..
تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات..
عبد الرحمن العشماوي صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في الأمة وهو صاحب أسلوب حماسي. كتب أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وسورياوالعراق و أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك. وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية و مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية)، بالإضافة إلى دواوين وقصائد ومقالات تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. والدكتور مفخرة لكل المسلمين
وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي
.
وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.
#ماجد_الخالدي
قصيدة : أتنشد؟
عبدالرحمن العشماوي
قالت : أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ *** والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ ؟
أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةٌّ *** ناريّةٌ ، ألحانُها تتلهّبُ ؟
أتنمّق الشعر الجميلَ بصورةٍ *** شعريةٍ ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ؟
ماذا تفيد قصائد الشعر التي *** تبكي ، وناصيةُ الكرامةِ تُضْرَبُ؟
هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً *** يكسو الفقيرَ ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ؟
هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً *** من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ
وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ *** دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ
وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على*** حَسَكٍ ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ
هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً*** يأوي إليه الخائفُ المتغرّبُ
وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ *** طُردتْ ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ
ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى *** ألحانه ، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟
والطفلُ في الساحاتِ ، تحمل كفُّه *** حجراً ، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ ؟
والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى *** وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟
هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه *** فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟
يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها *** ياليتَ شِعرَك ، كيف هان المَطْلَب ُ؟
أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يد*** تُعطي من قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ؟
أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا *** وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟
أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما *** هيَ مِن يدٍ ، بدم الضحية تُخْضَبُ؟
تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً *** فإلى متى تبكي الحروفَ وتندبُ؟
وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً *** والمعتدي متطاولٌ متوثّبُ ؟
لو جُمعّتْ كلُّ الدواوين التي *** كُتِبتْ ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟
ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي ** فيها المدافعُ والقنابل تَخطُبُ؟
ما قيمة الكلماتِ ، والدّار التي *** فيها الأحبةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!
ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي *** فُتحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها *** يا من تجيئُ بك الحروفُ وتذهبُ
أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى *** ونداءِ قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا
لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا *** هَجَر الموائد والولائمَ أشعبُ
يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها ***ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ
إن كان شعرك سوف يَهزم باغياً *** فاضربْ به المستوطنين ليهربوا
لقيتْ قصائدُك الحسانُ أمانها *** والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ
ماذا صنعنا باليهود ،ونحن مِن *** خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟
ماذا صنعنا ، والقصائدُ لم تزلْ *** تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟
اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى *** عَزْفاً ، يَروق لسامعيه ويعجبُ
إن كان رأيُك في القصيدة صائباً *** فالّرأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ
فما كان من شاعر الفصحى إلا أن أجاب:
شكراً مُعاِتبةَ القوافي ، إنّما *** يشقى بحسرته الذي لا يَعْتبُ
أشعلت أسئلةً ، كأنّ حروفها *** لهَبٌ إليَّ من الأسى يتسرّبُ؟
عاتبتني في الشعر وهو مشاعري *** فاضتْ وصوّرها الحديثُ الأعذَبُ
عاتبتني والشعر بوْحٌ صادقٌ *** والبَوْحُ عند المخلصين محبّبُ
أنسيتِ حسّانَ الرسول ، وشعرُه *** كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ؟
يُلقي قصائدَه الجيادَ ، وحوله *** جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوِّب ؟
أنسيتِ كَعْب َ الشعر وابنَ رواحةٍ *** ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ ؟
إني أكمّل رحلةَ الشعر التي *** بدأتْ هنالك حين شعّ الكوكب
حين استدار الّدهْرُ دَوْرَتَه التي *** في ظلّها الميمون سار الموكبُ
حين التقى التكبير في ساح الوغى *** بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ
إني أكملّ يا معاتبتي بما *** أنشدتُ ، ما بدأ الرعّيل الأطيبُ
إني أكمل دور كلّ مجاهدٍ *** بالشعر، طاب لما يقول المشرَبُ
الفرقُ، يكمن في حقيقة أمتي *** لماّ غدتْ في عصرنا تتذبذبُ
بالأمس كان الشعر صوتَ جهادنا *** واليوم أصبح في الجهاد يرغّبُ
بالأمس كان الشعر يرسم فجرَنا *** واليوم أثقل كاهليه المغرب
شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها *** جيشُ يؤيدّ ما تقول ، ويُرْهَبُ
وقصيدةٍ تستنهض الهمم التي *** ضعُفتْ ، وتدعو الغافلين وتطلب
شتّان بين الشعر ، يُحمى ظهرهُ *** ويروّع الأعداء لماّ يغضبُ
والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه *** إلا شعور الخائفين المجدبُ
شتان بين الشعر ،يحمل فنّه *** روح الهدى ، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ
والشعر يُسترخى على أوهامه*** كهجين قوم رأيه متقلب
لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ *** غربيّةٍ ، وتخَنْفسوا و تَثعْلبوُا
لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً *** في ظهر أمتنا التي تتعذبُ
شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي ***أني على درب القوافي أتْعَبُ
بين المشاعر والقصائد لُحمةٌ *** مهما نأتْ ، فالوصلُ منها الأقرب
لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه *** أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ
للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ *** ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب
إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا *** فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ
وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي
.
وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.
#ماجد_الخالدي
دواوين الشاعر عبدالرحمن العشماوي:
بلادنا والتميز
إلى أمتي
صراع مع النفس
بائعة الريحان
مأساة التاريخ
نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
إلى حواء
عندما يعزف الرصاص
شموخ في زمن الانكسار
يا أمة الإسلام
مشاهد من يوم القيامة
مراكب ذكرياتي
قصائد إلى لبنان
حليمة والصوت والصدى
ياساكنة القلب
قوافل الراحلين
جولة في عربات الحزن
هي أمي
عندما يئن العفاف
القدس أنتِ
عناقيد الضياء
حوار فوق شراع الزمن
وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي
.
وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.
#ماجد_الخالدي