https://www.gulfupp.com/do.php?img=92744

قائمة المستخدمين المشار إليهم

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 42

الموضوع: ♧ > شعراء من الوطن العربي < ♧

  1. #11
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)


    رحلة النيل


    النيلُ من نشوة الصهباءِ سَلْسلُهُ
    وساكنو النيلِ سُمّار ونُدْمانُ
    وخفقةُ الموجِ أشجانٌ تُجاوبها
    من القلوب التفاتاتٌ وأشجان
    كلُّ الحياةِ ربيعٌ مشرق نَضِرٌ
    في جانبيه وكلُّ العمرِ رَيْعان
    تمشي الأصائلُ في واديه حالمةً
    يحفّها موكبٌ بالعطر ريّان
    وللخمائل شدوٌ في جوانبهِ
    له صدىً في رحاب النفسِ رنّان
    إذا العنادلُ حيّا النيلَ صادحُها
    والليلُ ساجٍ، فصمتُ الليلِ آذان
    حتى إذا ابتسم الفجرُ النضيرُ لها
    وباكرتْه أهازيجٌ وألحان
    تحدّر النورُ من آفاقه طَرِباً
    واستقبلتْه الروابي وَهْو نشوان

    ****
    تدافع النيلُ من علياء ربوتهِ
    يحدو ركابَ الليالي وَهْوَ عجلان
    ما ملَّ طُولَ السُّرى يوماً وقد دُفنِتْ
    على المدارج أزمانٌ وأزمان
    ينساب من ربوة عذراءَ ضاحكةٍ
    في كلّ مغنًى بها للسحر إيوان
    حيث الطبيعةُ في شرخ الصِّبا ولها
    من المفاتن أترابٌ وأقران
    وِشاحُها الشَّفقُ الزاهي وملعبُها
    سهلٌ نضيرٌ وآكامٌ وقيعان
    وربَّ وادٍ كساه النورُ ليس لهُ
    غيرُ الأوابدِ سُمّارٌ وجيران
    وربّ سهلٍ من الماء استقرَّ بهِ
    من وافد الطيرِ أسرابٌ وَوُحْدان
    ترى الكواكبَ في زرقاء صفحتهِ
    ليلاً إذا انطبقتْ للزهر أجفان

    ****
    وفي حِمى جبل الرجّافِ مُختلَبٌ
    للناظرين وللأهوال ميدان
    إذا صحا الجبلُ المرهوبُ رِيعَ لهُ
    قلبُ الثرى وبدتْ للذعر ألوان
    فالوحشُ ما بين مذهولٍ يُصفّدهُ
    يأسٌ وآخرُ يعدو وَهْوَ حيران
    ماذا دهى جبلَ الرجّافِ فاصطرعتْ
    في جوفه حُرَقٌ وارتجّ صَوّان
    هل ثار حين رأى قيداً يكبّلُهُ
    على الثرى فتمشّتْ فيه نِيران

    ****
    والنيلُ مُندفِعٌ كاللحن أرسلَهُ
    من المزامير إحساسٌ ووجدان
    حتى إذا أبصر «الخرطومَ» مُونقةً
    وخالجتْه اهتزازاتٌ وأشجان
    وردّد الموجُ في الشطّين أغنيةً
    فيها اصطفاقٌ وآهات وحرمان
    وعربد الأزرقُ الدفّاق وامتزجا
    روحاً كما مزج الصهباءَ نشوان
    وظلَّ يضرب في الصحراء مُنْسرباً
    وحولَه من سكون الرملِ طُوفان
    سارٍ على البِيد لم يأبه لوحشتها
    وقد ثوتْ تحت سترِ الليلِ أكوان
    والغيمُ مَدَّ على الآفاق أجنحةً
    ونام في الشطّ أحقافٌ وغُدران
    والليلُ في وحشة الصحراءِ صومعةٌ
    مَهيبةٌ وتلالُ البيدِ رهبان

    ****
    إذا الجنادلُ قامتْ دون مسربهِ
    أرغى وأزبد فيها وَهْوَ غضبان
    ونشّرَ الهولَ في الآفاق مُحتدِماً
    جمَّ الهياجِ كأنّ الماءَ بركان
    وحوَّل الصخرَ ذَرّاً في مساربهِ
    فبات وَهْو على الشطّين كُثبان
    عزيمةُ النيلِ تُفني الصخرَ فورتُها
    فكيف إن مسّه بالضيم إنسان
    وانساب يحلم في وادٍ يُظلّلهُ
    نخلٌ تهدّل في الشطّين فَيْنان
    بادي المهابةِ شمّاخٌ بمفرقهِ
    كأنما هو للعلياء عنوان
    التعديل الأخير تم بواسطة صدى صوت ; 04-09-2016 الساعة 08:07 PM
    سلام للقلوب الصادقة

    •   Alt 

       

  2. #12
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـعـيد مصــبـح الغــافــري مشاهدة المشاركة
    ألف ألف شكر وتقدير لك أخي الغالي الأستاذ القدير / صــدى صوت على روعة هذا الموضوع وجمال فكرته واسمح لي أخي بهذه المداخلة التي آمل أن تضيف شيئا وتمنح المتلقي مزيدا من الاثراء والمتعة .. فالحق أن عبدالله البردوني قامة شعرية عربية عملاقة سامقة .. شاعر من أجمل الشعراء العرب في الشعر العربي المعاصر ومن أجرأهم .. شاعر عربي يمني أصيل الأرض والتاريخ والشعر أيضا .. مما سطره عنه وعن حياته التاريخ المعاصر هذه الحادثة التي حصلت له في العراق الشقيق وسأرويها لكم حسب تذكري لها :الشاعر الذي نال جائزة أبي تمام بالموصل عام 1971
    حصل هذا في بغداد عندما تثاءب بعض الحضور في قاعة (ملتقى المربد الشعري)!!
    وأوشك آخرون على مغادرتها!!!!
    لمّا قام شاعر يمني (كفيف )











    بشعره الأجعد
    وآثار (الجدري) تكسو وجهه
    وسار بهدوء
    وهو يمسك بالرجل الذي يقوده
    وصعد إلى المنبر
    وهو يمسح أنفَه بِكُمِّ معطفِه
    مما أثار بعضا من اللغط والدهشة في القاعة التي كانت تغصُّ بجمهور حساس محب للشعر..

    تنحنحَ (عبدالله البردوني) ثم بدأ يقرأ قصيدته
    (أبو تمام وعروبة اليوم)
    والتي يعارض بها قصيدة الشاعر العباسي (حبيب بن أوس) الشهير (بأبي تمام) التي يقول في مطلعها:

    السيف أصدق إنباءً من الكتب
    في حده الحد بين الجد واللعب

    فألقى (البردوني) قصيدته بصوت أخَّاذ، جميل، وبأداء تستحقه تلك القصيدة الجميلة،فقال:

    ما أصدقَ السيف إنْ لم ينْضِهِ الكذِبُ
    وأكذبَ السيف إن لم يصدق الغضبُ

    أدهى من الجهل ، عِلْمٌ يطمئنُّ إلى
    أنصافِ ناسٍ طغوا بالعلم واغتصَبوا

    قالوا همُ البَشَرُ الأرقَى، وما أكلوا
    شيئاً ، كما أكلوا الإنسانَ أو شربوا

    !!!!!!!!!!!!!!!��������

    وأدهشت المفاجأة الجميع!!!!!
    ووقف الحاضرون إعجاباً وفي القوم فطاحل الشعراء أمثال:
    ��نزار قباني
    ��والبياتي
    ��وغيرهم

    إذ لم يكن من المتوقع أنَّ رجلا كفيفا بمثل تلك الهيئة يمكن أن يُفاجئ القاعة بمثل هذه الأبيات!!!!
    وسجل (البردوني) إبداعه بأحرف من نور وهو يخاطب (أبا تمام) بقوله:

    (حبيب) وافيتٌ من صنعاء يحملني نسرٌ وخلف ضلوعي يلهثٌ العرب

    وتصاعد البردوني في إلقائه حتى شدَّ الحاضرين من أدباء وشعراء، وجمهور على مستوى عال من الاستجابة، إلى قصيدته، وهو يقول:

    تســـــعون ألفـــــــاً ل(عمّوريـة) اتَّقَدوا
    وللمنجم قالـوا : إننـــــــــا الشُّــــــهُبُ

    قيل انتظارِ قطافِ الكرم ما انتظروا
    نُضْجَ العناقيـد ، لكنْ قبلَها التهبوا

    واليوم تسعون مليوناً ، وما بلغوا
    نضجاً ، وقد نضجَ الزيتونُ والعِنَبُ

    ومثل هذين البيتين:

    ماذا أحدِّثُ عن صنعاء يا أبتي؟
    مليحةٌ عاشـقاها: السِّـلُّ والجرَبُ

    ماتتْ بصندوقِ (وضَّاحٍ) بلا ثمنٍ
    ولم يمُتْ في حشاها العشقُ والطرَبُ

    أو مثل قوله:

    ماذا أتعجبُ من شيبي على صِغَرٍ
    إني ولدتُ عجوزا ، كيفَ تعتَجِبُ ؟

    وعندما نزل عن المنبر ظل التصفيق يتوالى، ثم التفَّ حوله العشرات، في القاعة وفي صالة فندق الإدارة المحلية، وظل يستقبل العشرات من المعجبين، وهم يُشيدون بقصيدته، لأنه كان بحق نجمَ المهرجان.

    وبهذه القصيدة التي لم تزل حتى اليوم عالقةً في الأذهان، فتحَ الشاعر (عبد الله البردوني) أولَ باب لشهرته، في المحافل الأدبية العربية وبين قراء الشعر وعشاقه...

    رحم الله البردوني إنسانا وشاعرا وأديبا
    •••••••••••••••••••••••••••••••••••••

    ما أَصْدَقَ السَّيْفَ! إِنْ لَمْ يُنْضِهِ الكَـذِبُ
    وَأَكْذَبَ السَّيْفَ إِنْ لَمْ يَصْـدُقِ الغَضَـبُ

    بِيضُ الصَّفَائِـحِ أَهْـدَى حِيـنَ تَحْمِلُهَـا
    أَيْـدٍ إِذَا غَلَبَـتْ يَعْلُـو بِهَـا الغَـلَـبُ

    وَأَقْبَـحَ النَّصْرِ..نَصْـرُ الأَقْوِيَـاءِ بِـلاَ
    فَهْمٍ. سِوَى فَهْمِ كَمْ بَاعُوا وَكَمْ كَسَبُـوا

    أَدْهَى مِنَ الجَهْـلِ عِلْـمٌ يَطْمَئِـنُّ إِلَـى
    أَنْصَـافِ نَاسٍ طَغَوا بِالعِلْـمِ وَاغْتَصَبُـوا

    قَالُوا: هُمُ البَشَرُ الأَرْقَـى وَمَـا أَكَلُـوا
    شَيْئَاً كَمَا أَكَلُـوا الإنْسَـانَ أَوْ شَرِبُـوا

    مَاذَا جَرَى.. يَـا أَبَـا تَمَّـامَ تَسْأَلُنِـي؟
    عَفْوَاً سَـأَرْوِي .. وَلا تَسْأَلْ .. وَمَا السَّبَبُ

    يَدْمَـى السُّـؤَالُ حَيَـاءً حِيـنَ نَسْأَلُـُه
    كَيْفَ احْتَفَتْ بِالعِدَى «حَيْفَا» أَوِ «النَّقَـبُ»

    مَنْ ذَا يُلَبِّـي؟ أَمَـا إِصْـرَارُ مُعْتَصِـمٍ؟***
    كَلاَّ وَأَخْزَى مِنَ « الأَفْشِينَ » مَـا صُلِبُـوا

    اليَوْمَ عَـادَتْ عُلُـوجُ «الـرُّومِ» فَاتِحَـةً
    وَمَوْطِـنُ العَرَبِ المَسْلُـوبُ وَالسَّلَـبُ

    مَاذَا فَعَلْنَـا؟ غَضِبْنَـا كَالرِّجَـالِ وَلَـمْ
    نصدُق وَقَدْ صَـدَقَ التَّنْجِيـمُ وَالكُتُـبُ

    وَقَاتَلَـتْ دُونَنَـا الأَبْــوَاقُ صَـامِـدَةً
    أَمَّا الرِّجَالُ فَمَاتُـوا ثَـمَّ أَوْ هَرَبُـوا

    حُكَّامُنَا إِنْ تَصَـدّوا لِلْحِمَـى اقْتَحَمُـوا
    وَإِنْ تَصَدَّى لَـهُ المُسْتَعْمِـرُ انْسَحَبُـوا

    هُمْ يَفْرُشـُونَ لِجَيْـشِ الغَـزْوِ أَعْيُنَهُـمْ
    وَيَدَّعُـونَ وُثُـوبَـاً قَـبْـلَ أَنْ يَثِـبُـوا

    الحَاكِمُونَ و«وَاشُنْـطُـنْ» حُكُومَتُـهُـمْ
    وَاللامِعُـونَ .. وَمَـا شَعَّـوا وَلا غَرَبُـوا

    القَاتِلُـونَ نُبُـوغَ الشَّـعْـبِ تَرْضِـيَـةً
    لِلْمُعْتَدِيـنَ وَمَـا أَجْدَتْـهُـمُ الـقُـرَبُ

    لَهُمْ شُمُـوخُ «المُثَنَّـى» ظَاهِـرَاً وَلَهُـمْ
    هَـوَىً إِلَـى «بَابَـك الخَرْمِـيّ» يُنْتَسَـبُ

    مَاذَا تَرَى يَا «أَبَـا تَمَّـامَ» هَـلْ كَذَبَـتْ
    أَحْسَابُنَـا؟ أَوْ تَنَاسَـى عِرْقَـهُ الذَّهَـبُ؟

    عُرُوبَـةُ اليَـوَمِ أُخْـرَى لا يَنِـمُّ عَلَـى
    وُجُودِهَـا اسْـمٌ وَلا لَـوْنٌ وَلا لَـقَـبُ

    تِسْعُونَ أَلْفَـاً « لِعَمُّـورِيَّـة َ» اتَّـقَـدُوا
    وَلِلْمُنَجِّـمِ قَـالُـوا: إِنَّـنَـاالشُّـهُـبُ

    قِيلَ: انْتِظَارَ قِطَافِ الكَرْمِ مَـا انْتَظَـرُوا
    نُضْـجَ العَنَاقِيـدِ لَكِـنْ قَبْلَهَـا الْتَهَبُـوا

    وَاليَـوْمَ تِسْعُـونَ مِلْيونَـاً وَمَـا بَلَغُـوا
    نُضْجَـاً وَقَدْ عُصِـرَ الزَّيْتُـونُ وَالعِنَـبُ

    تَنْسَى الرُّؤُوسُ العَوَالِـي نَـارَ نَخْوَتِهَـا
    إِذَاامْتَطَاهَـا إِلَـى أَسْـيَـادِهِ الـذَّنَـبُ

    «حَبِيبُ» وَافَيْتُ مِـنْ صَنْعَـاءَ يَحْمِلُنِـي
    نَسْرٌ وَخَلْفَ ضُلُوعِـي يَلْهَـثُ العَـرَبُ

    مَاذَا أُحَدِّثُ عَـنْ صَنْعَـاءَ يَـا أَبَتِـي ؟
    مَلِيحَـةٌ عَاشِقَاهَـا :السِّـلُّ وَالـجَـرَبُ

    مَاتَـتْ بِصُنْـدُوقِ «وَضَّاحٍ» بِـلاَثَمَـنٍ
    وَلَمْ يَمُتْ فِي حَشَاهَا العِشْـقُ وَالطَّـرَبُ

    كَانَتْ تُرَاقِبُ صُبْـحَ البَعْـثِ فَانْبَعَثَـتْ
    فِي الحُلْمِ ثُمَّ ارْتَمَـتْ تَغْفُـو وَتَرْتَقِـبُ

    لَكِنَّهَا رُغْمَ بُخْـلِ الغَيْـثِ مَـابَرِحَـتْ
    حُبْلَى وَفِي بَطْنِهَـا «قَحْطَـانُ» أَوْ «كَرَبُ»

    وَفِـي أَسَـى مُقْلَتَيْهَـا يَغْتَلِـي «يَمَـنٌ»
    ثَانٍ كَحُلْـمِ الصِّبَـا...يَنْـأَى وَيَقْتَـرِبُ

    «حَبِيبُ» تَسْأَلُ عَنْ حَالِي وَكَيْـفَ أَنَـا؟
    شُبَّابَـةٌ فِـي شِفَـاهِ الرِّيـحِ تَنْتَـحِـبُ

    كَانَتْ بِلاَدُكَ «رِحْلاً»، ظَهْـرَ «نَاجِيَـةٍ»
    أَمَّـا بِـلاَدِي فَلاَ ظَهْـرٌوَلاَ غَـبَـبُ

    أَرْعَيْـتَ كُـلَّ جَدِيـبٍ لَحْـمَ رَاحِلَـةٍ
    كَانَتْ رَعَتْـهُ وَمَـاءُ الـرَّوْضِ يَنْسَكِـبُ

    وَرُحْتَ مِنْ سَفَـرٍ مُضْـنٍ إِلَـى سَفَـرٍ
    أَضْنَـى لأَنَّ طَرِيـقَ الرَّاحَـةِ التَّـعَـبُ

    لَكِنْ أَنَا رَاحِـلٌ فِـي غَيْـرِ مَـا سَفَـرٍ
    رَحْلِي دَمِي وَطَرِيقِي الجَمْرُ وَالحَطَـبُ

    إِذَا امْتَطَيْـتَ رِكَابَـاً لِلـنَّـوَى فَـأَنَـا
    فِي دَاخِلِي أَمْتَطِـي نَـارِي وَاغْتَـرِبُ

    قَبْرِي وَمَأْسَـاةُ مِيـلاَدِي عَلَـى كَتِفِـي
    وَحَوْلِـيَ العَـدَمُ المَنْفُـوخُ وَالصَّخَـبُ

    «حَبِيبُ» هَـذَا صَدَاكَ اليَـوْمَ أَنْشُـدُهُ
    لَكِـنْ لِمَـاذَا تَـرَى وَجْهِـي وَتَكْتَئِـبُ؟

    مَاذَا ؟ أَتَعْجَـبُ مِنْ شَيْبِي عَلَى صِغَـرِي؟
    إِنِّي وُلِدْتُ عَجُـوزَاً .. كَيْـفَ تَعْتَجِـبُ؟

    وَاليَـوْمَ أَذْوِي وَطَيْـشُ الفَـنِّ يَعْزِفُنِـي
    وَالأَرْبَعُـونَ عَلَـى خَــدَّيَّ تَلْتَـهِـبُ

    كَـذَا إِذَا ابْيَـضَّ إِينَـاعُ الحَيَـاةِ عَلَـى
    وَجْـهِ الأَدِيـبِ أَضَـاءَ الفِكْـرُ وَالأَدَبُ

    وَأَنْتَ مَنْ شِبْتَ قَبْـلَ الأَرْبَعِيـنَ عَلَـى
    نَـارِ «الحَمَاسَـةَ »تَجْلُوهَـا وَتَنْتَـحِـبُ

    وَتَجْتَـدِي كُـلَّ لِـصٍّ مُتْـرَفٍ هِـبَـةً
    وَأَنْتَ تُعْطِيـهِ شِعْـرَاً فَـوْقَ مَـا يَهِـبُ

    شَرَّقْتَ غَرَّبْتَ مِنْ «وَالٍ» إِلَـى «مَلِـكٍ»
    يَحُثُّـكَ الفَقْـرُ ... أَوْيَقْتَـادُكَ الطَّلَـبُ

    طَوَّفْتَ حَتَّى وَصَلْتَ « الموصِلِ » انْطَفَأَتْ
    فِيـكَ الأَمَانِـي وَلَـمْ يَشْبـعْ لَهَـا أَرَبُ

    لَكِـنَّ مَـوْتَ المُجِيـدِ الفَـذِّ يَـبْـدَأه
    وِلادَةً مِـنْ صِبَاهَـا تَرْضَـعُ الحِقَـبُ

    «حَبِيبُ» مَـا زَالَ فِـي عَيْنَيْـكَ أَسْئِلَـةً
    تَبْـدُو... وَتَنْسَـى حِكَايَاهَـا فَتَنْتَـقِـبُ

    وَمَاتَـزَالُ بِحَلْقِـي أَلْــفُ مُبْكِـيَـةٍ
    مِنْ رُهْبـَةِ البَوْحِ تَسْتَحْيِـي وَتَضْطَـرِبُ

    يَكْفِيـكَ أَنَّ عِدَانَـا أَهْـدَرُوا دَمَـنَـا
    وَنَحْـنُ مِـنْ دَمِنَـا نَحْسُـو وَنَحْتَلِـبُ

    سَحَائِـبُ الغَـزْوِ تَشْوِينَـا وَتَحْجِبُـنَـا
    يَوْمَاً سَتَحْبَلُ مِـنْ إِرْعَادِنَـا السُّحُـبُ؟

    أَلاَ تَـرَى يَـا أَبَـا تَمَّـامَ بَارِقَـنَـا
    (إِنَّ السَّمَـاءَ تُرَجَّـى حِيـنَ تُحْتَجَـبُ)
    •••••••••••••••••••••••••••
    اسعدتني بطلتك الرائعه اخي سعيد .. اضأت الموضوع باضافتك الجميلة
    الف شكر لك
    سلام للقلوب الصادقة

  3. #13
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايق البال مشاهدة المشاركة
    هلا فيك صدى ..
    جهد رائع للغايه واحييك عليه واشكرك ..
    كم نحن بحاجه كنا لمثل هكذا اطروحات مهمه وها انت تقدمها لنا على طبق من ذهب من خلال هذا الموضوع الكبير في كل شيئ والذي سنعرف من خلاله الكثير عن فطاحلة الشعر وقصائدهم واوطانهم .. الخ
    اكرر لك شكري وامتناني العميق لما بذلته من جهد
    طابت صباحاتك ..

    -
    يضاف الموضوع في مكتبة النصوص المميزه لأهميته
    سعيد جدا بمرورك اخي القدير رايق البال .. لمرورك رونق يتلألأ على شطآن هذا الموضوع ..
    الف شكر
    سلام للقلوب الصادقة

  4. #14
    شاعر بالسبلة العُمانية الصورة الرمزية ســـعـيد مصــبـح الغــافــري
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    ♡ جمهورية الحب ♡
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    8,574
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الشاعر المرحوم إدريس جـمَّـاع ( 1922 - 1980 ) شاعر عربي كبير من السودان ويعد من رواد التجديد في الشعر العربي الحديث . جاءت نهاية حياته مأساوية جدا ومما روي من أخباره أنه وبعد أن انهارت قواه العقلية وفقد عقله في آخر أيامه أراد أهله أن يعالجوه في الخارج فسافروا به إلى بريطانيا للعلاج . في لندن أعجب جمّاع بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها فشكت الأمر إلى مدير المستشفى فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت . وحين جاءته مرة أخرى أنشد يقول :
    والسيف في الغمد لا تُـخـشـى مضاربهُ
    وسيف عينيك في الحـالـيـن بـتــار !!
    وبكت الممرضة عندما ترجم لها ما قال .
    ولا يزال هذا البيت أبلغ بيت غـزلـي قـيـل في العصر الحديث .
    مع الأسف الشديد هذا الشاعر المرهف لم ينصفه التاريخ تمام الانصاف ولم يحظ بذلك التقدير الأدبي الكافي كشاعر عربي متمكن رغم اسهاماته الأدبية في الشعر العربي المعاصر .. سمته الشاعرة اللبنانية القديرة جوليا عيسى بمجنون ليلى العصر الحديث نظرا لعاطفته الشعرية القوية الأقرب نفسيا وشعريا إلى الشعر العذري القديم .. رحم الله إدريس جماع شاعرا وانسانا وشعرا
    سعيد
    أنا الكثير كما الدموع
    أنا القليل كما الفرح

  5. #15
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفيلسوف 16 مشاهدة المشاركة
    هذا الموضوع من اجمل واشمل واكمل المواضيع التي طالعتها في سبلة كتاب الشعر الى اﻵن لانه سيحضر الينا اجمل واقوى شعراء الوطن العربي كما فهمت من مقدمة الموضوع .
    شكرا لك يا استاذ على جمال مواضيعك .
    كلماتك الجميلة اخي فيلسوف تعطي طاقة ايجابيه للاستمرار .. شكري وتقديري لك ولكلامك الطيب .
    سلام للقلوب الصادقة

  6. #16
    كاتب وأديب بالسبلة العمانية

    تاريخ التسجيل
    Jan 2015
    الدولة
    سلطنة عمان
    الجنس
    ذكر
    المشاركات
    21,460
    Mentioned
    38 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ســـعـيد مصــبـح الغــافــري مشاهدة المشاركة
    الشاعر المرحوم إدريس جـمَّـاع ( 1922 - 1980 ) شاعر عربي كبير من السودان ويعد من رواد التجديد في الشعر العربي الحديث . جاءت نهاية حياته مأساوية جدا ومما روي من أخباره أنه وبعد أن انهارت قواه العقلية وفقد عقله في آخر أيامه أراد أهله أن يعالجوه في الخارج فسافروا به إلى بريطانيا للعلاج . في لندن أعجب جمّاع بعيون ممرضته وأطال النظر في عينيها فشكت الأمر إلى مدير المستشفى فأمرها أن تلبس نظارة سوداء ففعلت . وحين جاءته مرة أخرى أنشد يقول :
    والسيف في الغمد لا تُـخـشـى مضاربهُ
    وسيف عينيك في الحـالـيـن بـتــار !!
    وبكت الممرضة عندما ترجم لها ما قال .
    ولا يزال هذا البيت أبلغ بيت غـزلـي قـيـل في العصر الحديث .
    مع الأسف الشديد هذا الشاعر المرهف لم ينصفه التاريخ تمام الانصاف ولم يحظ بذلك التقدير الأدبي الكافي كشاعر عربي متمكن رغم اسهاماته الأدبية في الشعر العربي المعاصر .. سمته الشاعرة اللبنانية القديرة جوليا عيسى بمجنون ليلى العصر الحديث نظرا لعاطفته الشعرية القوية الأقرب نفسيا وشعريا إلى الشعر العذري القديم .. رحم الله إدريس جماع شاعرا وانسانا وشعرا
    سعيد
    هناك الكثير من الشعراء العرب لم ينصفهم التاريخ وتبقى لهم بصمات طيبه بحاجة لمن يخرجها للناس ..
    شكرا جزيلا اخي سعيد على مرورك واضافاتك الطيبه ..
    سلام للقلوب الصادقة

  7. #17
    عضو متواصل الصورة الرمزية إغماءة~|
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    الدولة
    البـاطنة ش~|
    المشاركات
    221
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    موضوع مثري ومهم...
    فكم من الشعراء الذين نامت أسمائهم ودواوينهم على أسرة كتب التاريخ ...ولم تصحى من جديد
    جديد الشعر لا ينفي قديمه ...فتلك مدارس شعرية حوت شعراء عظماء لهم وزنهم وثقلهم في عالم الأدب
    ومنهم نحفظ لشعر جاذبيته ورونقه وعراقته وأصالته ...
    جامعين بين الطراز القديم والمعاصر ...
    مستفيدين من كمال لغتهم وسمو فكرهم...
    فتنتج لنا كوكبة من الشعراء ...تبشر بمستقبل حبل بعظيم القصائد وجميل الأدب


    صدى صوت ...كان لصوتك هنا صدى مختلف ومتألق
    شكراً من الأعماق لهكذا أفكار
    وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
    وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي

    .
    وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
    ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.


    #ماجد_الخالدي


  8. #18
    عضو متواصل الصورة الرمزية إغماءة~|
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    الدولة
    البـاطنة ش~|
    المشاركات
    221
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    الشاعر / عبدالرحمن العشماوي



    شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية , من شعراء قبيلة غامد واشتهر بشعره الاسلامي .. ولد في قرية (عراء) بمنطقة الباحة عام 1956م وتلقى دراسته الإبتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية ألتحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها سنة 1397 للهجرة ثم نال على شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة..
    تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في هذه الجامعة.. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات..
    عبد الرحمن العشماوي صاحب القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في الأمة وهو صاحب أسلوب حماسي. كتب أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وسورياوالعراق و أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك. وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية و مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي، قراءة من كتاب، وآفاق تربوية)، بالإضافة إلى دواوين وقصائد ومقالات تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت. والدكتور مفخرة لكل المسلمين
    وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
    وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي

    .
    وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
    ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.


    #ماجد_الخالدي


  9. #19
    عضو متواصل الصورة الرمزية إغماءة~|
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    الدولة
    البـاطنة ش~|
    المشاركات
    221
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    دواوين الشاعر عبدالرحمن العشماوي:

    بلادنا والتميز
    إلى أمتي
    صراع مع النفس
    بائعة الريحان
    مأساة التاريخ
    نقوش على واجهة القرن الخامس عشر
    إلى حواء
    عندما يعزف الرصاص
    شموخ في زمن الانكسار
    يا أمة الإسلام
    مشاهد من يوم القيامة
    مراكب ذكرياتي
    قصائد إلى لبنان
    حليمة والصوت والصدى
    ياساكنة القلب
    قوافل الراحلين
    جولة في عربات الحزن
    هي أمي
    عندما يئن العفاف
    القدس أنتِ
    عناقيد الضياء
    حوار فوق شراع الزمن
    وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
    وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي

    .
    وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
    ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.


    #ماجد_الخالدي


  10. #20
    عضو متواصل الصورة الرمزية إغماءة~|
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    الدولة
    البـاطنة ش~|
    المشاركات
    221
    Mentioned
    0 Post(s)
    Tagged
    0 Thread(s)
    قصيدة : أتنشد؟
    عبدالرحمن العشماوي

    قالت : أتُنْشِدُ والمدافعُ تضربُ *** والمجرمُ الباغي بقدسكَ يلعبُ ؟

    أتصوغ شعراً والرصّاص قصيدةٌّ *** ناريّةٌ ، ألحانُها تتلهّبُ ؟

    أتنمّق الشعر الجميلَ بصورةٍ *** شعريةٍ ، ودَمُ الضحيّة يَثْغبُ ؟

    ماذا تفيد قصائد الشعر التي *** تبكي ، وناصيةُ الكرامةِ تُضْرَبُ؟

    هَبْ لي من الشعر المُنمّقِ مِعطفاً *** يكسو الفقيرَ ،وكأس ماءٍ تُشْرَبُ ؟

    هَبْ لي من الشعر المُنّمقِ كِسْرةً *** من خُبْزَةٍ لجياع قُدْسِكَ تُوْهَبُ

    وعباءةً تلتْف فيها حُرّةٌ *** دَمْعُ العَفافِ على خُطاها يُسكَبُ

    وحذاءَ طفلٍ لم يزلْ يمشي على*** حَسَكٍ ،به الَقَدَمُ الصّغيرةُ تَعْطَبُ

    هَبْ لي من الشعر المنّمقِ منزلاً*** يأوي إليه الخائفُ المتغرّبُ

    وانشُدْ به ظلّ الأمانِ لأسرةٍ *** طُردتْ ، فليس مِن التشّردِ مَهْرَبُ

    ما قيمة الشعر الذي نهفو إلى *** ألحانه ، والقُدْسُ منّا تُسْلَبُ؟

    والطفلُ في الساحاتِ ، تحمل كفُّه *** حجراً ، عن الّروح الأبيّة يُعْرِبُ ؟

    والشيخُ يرسم ظهرُه قوس الأسى *** وفؤادُه مما رأى يتعذّبُ؟

    هُدِمَتْ على الذكرى الحزينةِ دارُه *** فمضى وقد ضاق الفضاءُ الأَرْحَبُ؟

    يا شاعرَ الفُصحى وعازف لحنِها *** ياليتَ شِعرَك ، كيف هان المَطْلَب ُ؟

    أنسيتَ أنّ الجُرْحَ أعمقُ من يد*** تُعطي من قَلَمٍ فصيحٍ يَكتبُ ؟

    أنسيتَ أنّ المعتدين تنمّروا *** وعلى ضعاف المسلمين استكلبوا؟

    أنسيتَ أنّ يدَ اليهودِ، وبئسما *** هيَ مِن يدٍ ، بدم الضحية تُخْضَبُ؟

    تبكي وتكتب دمع قلبك أَحُرفاً *** فإلى متى تبكي الحروفَ وتندبُ؟

    وإلى متى تَطَأُ الثّرى مترفّقاً *** والمعتدي متطاولٌ متوثّبُ ؟

    لو جُمعّتْ كلُّ الدواوين التي *** كُتِبتْ ، لما ارتدع العدوّ المُذنبُ؟

    ما قيمة الكلماتِ في الحرب التي ** فيها المدافعُ والقنابل تَخطُبُ؟

    ما قيمة الكلماتِ ، والدّار التي *** فيها الأحبةُ تُستباحُ وتُنْهبُ؟!

    ما قيمة الكلماتِ، واللّصُ الذي *** فُتحتْ له الأبوابُ لا يتهيّبُ؟!

    يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها *** يا من تجيئُ بك الحروفُ وتذهبُ

    أتعبتَ شعركَ في مواجهة الأسى *** ونداءِ قومٍ في اللذائذ أسْهبُوا

    لن يهجر القومُ الهوى إلاّ إذا *** هَجَر الموائد والولائمَ أشعبُ

    يا شاعر الفصحى وعازفَ لحنها ***ما كلُّ لحنٍ في القصائد يُطربُ

    إن كان شعرك سوف يَهزم باغياً *** فاضربْ به المستوطنين ليهربوا

    لقيتْ قصائدُك الحسانُ أمانها *** والطفل يلقاه الرّصاص المرُعبُ

    ماذا صنعنا باليهود ،ونحن مِن *** خمسين عاماً في الوسائل نشجُبُ؟؟

    ماذا صنعنا ، والقصائدُ لم تزلْ *** تُلْقى ونحن بحفظها نتأدّبُ؟؟

    اللّحْنُ لحنُ الطّفلِ يعزف بالحصى *** عَزْفاً ، يَروق لسامعيه ويعجبُ

    إن كان رأيُك في القصيدة صائباً *** فالّرأْي في ذِهْنِ الحجارةِ أصْوَبُ


    فما كان من شاعر الفصحى إلا أن أجاب:

    شكراً مُعاِتبةَ القوافي ، إنّما *** يشقى بحسرته الذي لا يَعْتبُ

    أشعلت أسئلةً ، كأنّ حروفها *** لهَبٌ إليَّ من الأسى يتسرّبُ؟

    عاتبتني في الشعر وهو مشاعري *** فاضتْ وصوّرها الحديثُ الأعذَبُ

    عاتبتني والشعر بوْحٌ صادقٌ *** والبَوْحُ عند المخلصين محبّبُ

    أنسيتِ حسّانَ الرسول ، وشعرُه *** كالنّبْل نحو الكافرين يُصوَّب ؟

    يُلقي قصائدَه الجيادَ ، وحوله *** جبريلُ يَدْعَمُ قوله ويُصوِّب ؟

    أنسيتِ كَعْب َ الشعر وابنَ رواحةٍ *** ممّن بهم طَعْمُ القوافي يَعْذُبُ ؟

    إني أكمّل رحلةَ الشعر التي *** بدأتْ هنالك حين شعّ الكوكب

    حين استدار الّدهْرُ دَوْرَتَه التي *** في ظلّها الميمون سار الموكبُ

    حين التقى التكبير في ساح الوغى *** بالشعر، وانتفض الحصانُ الأشهبُ

    إني أكملّ يا معاتبتي بما *** أنشدتُ ، ما بدأ الرعّيل الأطيبُ

    إني أكمل دور كلّ مجاهدٍ *** بالشعر، طاب لما يقول المشرَبُ

    الفرقُ، يكمن في حقيقة أمتي *** لماّ غدتْ في عصرنا تتذبذبُ

    بالأمس كان الشعر صوتَ جهادنا *** واليوم أصبح في الجهاد يرغّبُ

    بالأمس كان الشعر يرسم فجرَنا *** واليوم أثقل كاهليه المغرب

    شتّانَ بين قصيدةٍ، من خلفها *** جيشُ يؤيدّ ما تقول ، ويُرْهَبُ

    وقصيدةٍ تستنهض الهمم التي *** ضعُفتْ ، وتدعو الغافلين وتطلب

    شتّان بين الشعر ، يُحمى ظهرهُ *** ويروّع الأعداء لماّ يغضبُ

    والشعر ليس وراءَ ظهر حروفه *** إلا شعور الخائفين المجدبُ

    شتان بين الشعر ،يحمل فنّه *** روح الهدى ، وإلى الفضيلةِ يُنْسبُ

    والشعر يُسترخى على أوهامه*** كهجين قوم رأيه متقلب

    لومي الذين تلبّسوا بحداثةٍ *** غربيّةٍ ، وتخَنْفسوا و تَثعْلبوُا

    لومي القصائدَ حين تُصبح خنجراً *** في ظهر أمتنا التي تتعذبُ

    شكراً- معاتبة القوافي- واعلمي ***أني على درب القوافي أتْعَبُ

    بين المشاعر والقصائد لُحمةٌ *** مهما نأتْ ، فالوصلُ منها الأقرب

    لا تنكري أَثَرَ الكلامِ فإنه *** أَثَرٌ عميقٌ في النفوسِ مُجَرّبُ

    للمسجد الأقصى مَسامعُ مُنْصتٍ *** ولنا منابعُ هِمّةٍ لا تنْضُب

    إن كان يشكو اليومَ من جوْرِ الِعدا *** فغداً سيلقى الفاتحينَ يُرحبُ


    وطعنتُ أفكار القطيع بداخلي
    وجعلتُ عقلي في الحياة إمامي

    .
    وانحزتُ للإنسان .. في وطنٍ بهِ
    ينحاز شعبٌ كاملٌ لحرامي.


    #ماجد_الخالدي


صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة للسبلة العمانية 2020
  • أستضافة وتصميم الشروق للأستضافة ش.م.م