وبما أن العمانيين كانوا رواد التغيير في خلق الوعي السياسي والوطني في المجتمع الأفريقي، فإنه من الجدير أن نسلط الضوء على أهم الصحف العمانية التي بزغت في العقد الثاني من القرن العشرين وهي كالتالي:
1 – جريدة النجاح:
تبنّى صدورها حزب الإصلاح باللغة العربية في زنجبار سنة 1911م، ومن أبرز محرريها الشيخ ناصر بن سالم بن عديم الرواحي (أبو مسلم البهلاني)، وناصر بن سليمان اللمكي، وبسبب توجهاتها الإصلاحية في زنجبار، فقد واجهت الكثير من الصعوبات والتضييق من قبل السلطات البريطانية التي أخذت تحارب الصحفيين، وقامت بنفي الكاتب ناصر اللمكي إلى الهند سنة 1914م، وهو الأمر الذي أدى إلى توقف الجريدة عن الإصدار للأبد.
2 – جريدة النادي:
أصدرها الحزب الوطني سنة 1911م، وقام بتحريرها الصحفي حارث بن سليمان اللمكي، إلا أن هذه الجريدة لم تكن متاحة للجميع، بل كانت توزّع على نطاق ضيق، وبالمجان لبعض الأشخاص، وتوقفت بعد ثلاث سنوات من إصدارها.
3 – جريدة الفلق:
تأسست في عام 1929م، وكانت من أبرز الصحف تأثيرا في المجتمع الزنجباري، واستمرت بالإصدار لمدة 35عاما، وسنتوقف معها لاحقا لأنها تمثل النموذج المثالي الأفضل حينها في شرق أفريقيا، وزنجبار تحديدا.
4 – جريدة الإصلاح:
صحيفة صدرت باللغة العربية، والسواحلية في ممباسا عام 1932م بفضل الشيخ الأمين بن علي المزروعي الذي انعكس واقع انفتاحه في القضايا الدينية، والسياسية، والاجتماعية على موضوعات الصحفية.
5 – جريدة المرشد:
تأسست عام 1942م على يد الشيخ أحمد بن سيف الخروصي، وكانت تصدر بشكل أسبوعي وبثلاث لغات هي العربية، والسواحلية، والإنجليزية، لتتمكن من الوصول لأكبر شريحة في زنجبار، وقد بلغت أعدادها المطبوعة أسبوعيا حوالي ألف نسخة، وكانت توجهاتها ضد المستعمر البريطاني، ومساندة للحراك الوطني الذي تبناه كل من الحزب الوطني (z.n.p)، والجمعية العربية، وكان من أبرز صحفيها العمانيين سعود بن محمد الريامي، والشيخ هاشل بن راشد المسكري، وأحمد بن محمد اللمكي، وعلي بن محسن البرواني وتوقفت بعد 22 سنة من الإصدار.
6 – جريدة النهضة:
أسسها السيد سيف بن حمود البوسعيدي في عام 1951م ، وكان تصدر بشكل أسبوعي في زنجبار باللغة العربية والإنجليزية ، وقد تبنت الصحيفة آراء رئيس تحريرها ضد المستعمر البريطاني التي كانت شديدة اللهجة ، وهو الأمر الذي أدى إلى توقيفه للتحقيق مرات عديدة من قبل السلطات البريطانية على خلفية بعض المقالات التي كتبها وتم محاكمته كما حدث في قضية جريدة الفلق عام 1954م، وقد توقفت بعد 13 سنة من الإصدار.
7 – صحيفة زنجباري :
أسسها في عام 1939م، خليل علي المولود لأب كشميري وأم من جزر القمر، وكان من أبرز كتابها الصحفي العماني محمد بن سالم البرواني الذي كان يلقب بـ جينجا.
وكانت الصحيفة بفضل مقالات البرواني باعثة للوعي السياسي في زنجبار، حيث تبنت الصحيفة التي كانت تصدر باللغة السواحلية الكثير من مقالات محمد البرواني (جينجا) صاحب الشعار المشهور آنذاك ” الأجر المناسب للعمل المناسب” أي أن يدفع الشخص الأجر على حسب العمل وليس على أساس عنصري، أو قبلي، أو عرقي، كما أطلق شعار ” زنجبار للزنجباريين” وهو الشعار الذي أصبح نهجا سياسيا للوطنيين المناهضين للاستعمار البريطاني في الجزيرة.
وبشكل عام كان لجميع هذه الصحف التي برز فيها الكاتب العماني بمقالاته التنويرية الباعثة للوعي السياسي، والوطني في زنجبار عظيم الأثر في توجيه الرأي العام الزنجباري نحو الوحدة الوطنية، ومقاومة الاستعمار البريطاني لنيل الاستقلال رغم تفاوت تأثيرات هذه الصحف في المجتمع حسب سنوات أو مدة وجودها على أرض الواقع، ومدى انتشارها المعتمدة كليا على عدد النسخ المطبوعة، وقوة الطرح.