من ذكريات الماضي بين جلالة السلطان وصاحب السمو ... حفظهم الله
ثعالب الماء وثعابينه … بين صباح الأحمد والسلطان قابوس
صباح الأحمد «دليل» قابوس إلى الهامور والزبيدي والسلطان سأل عن العنفوز: هل عندكم كما عندنا؟
ما أن شرح مسؤولو المركز العلمي للسلطان قابوس كيف ان حيوان الوشق انقرض من الكويت والجزيرة العربية، حتى قاطعهم قائلا: «الا في السلطنة»، وشرح كيف ان محمية متحف التاريخ الطبيعي – في عمان – تتخذ من رأس هذا الحيوان البري شعارا لها.
السلطان قابوس، الذي حل ضيفا على المركز العلمي، في ثاني أيام زيارته للكويت، بهرته سلوكيات الحيوانات وتفاعل الأسماك، مستغربا من ان الكبير لا يأكل الصغير ان كان شبعان، عندما شهد قيام غواصين كويتيين بإطعام سمك القرش.
وبدا السلطان قابوس مهتما بمعرفة أنواع أسماك القرش ومشاهدة الاسماك، وأول سمكة سأل عنها هي العنفوز,,, «هل هي موجودة في الكويت كما في عمان؟», فرد عليه رئيس مجلس ادارة المركز العلمي مجبل المطوع بأنها «تعيش بين الشعب المرجانية في قاع المياه المحيطة بجزيرتي قاروه ومسكان».
ومثلما كان السلطان يبحث عن سمكته المفضلة، كان لسمو الأمير ( وكان وقتها رئيساً لمجلس الوزراء ) الشيخ صباح الأحمد بحث آخر عن سمكته المفضلة هو ايضا، فما ان شاهد الهامور، حتى أشار للسلطان قابوس قائلا: «هذا هو الهامور»، فرد عليه قابوس: «أين الزبيدي اذن؟».
وعندما اشار مسؤولو المركز العلمي للسلطان الى موقع الزبيدي في حوض الأسماك، بادر الشيخ صباح الى تقديم شرح عن هذه السمكة التي يحفظ كل شيء عن تاريخها، عن ظهر قلب: «تعيش في المياه الحلوة وتفضل مصبات الأنهار», وعندما سأله قابوس هل ان الزبيدي سمك سطحي أما قاعي رد عليه: بل بين المايتين.
وبعدما سأل السلطان قابوس عن ثعالب الماء وثعابينه، واستفسر عن مكان وجود الخفافيش في الجزيرة العربية وشمال افريقيا، عرج على قاعة الاستكشاف، ليتفاعل مع كل ما له علاقة بالنفط والغاز والطاقة من معروضات شركة البترول في المركز العلمي، كان السلطان متفاعلاً تماماً ودائم السؤال وكثير الشكر لمجيبيه، ودائماً يردد «سبحان الله» وخصوصاً في سينما الآي ماكس.
فعلى الشاشة الاكبر في الشرق الاوسط، شاهد فيلما عن جسم الانسان، ليقول «تجلت قدرته، كيف ابدع بمخلوقاته»، لكن السلطان لم يكمل الفيلم اذ قطعت ارتباطاته المسبقة عليه مشاهدته بعد 20 دقيقة، ليترك المركز الذي قال عنه انه «جيد ويعنى بالطفل والعائلة وهو تعليمي وترفيهي في آن واحد, بارك الله جهود القائمين عليه فهو مفخرة».
هذه الكلمات لم يكتب لها ان تطبع على سجل شرف المركز العلمي، اذ اكتفى السلطان بتوقيع اسمه فقط من دون ان يدون كلمات أسوة ببقية ضيوف المركز, والتوقيع من دون الكتابة سبقه اليه في المركز العلمي دوق يورك الامير اندرو النجل الثاني للملكة اليزابيث الثانية.
قبل ان يغادر السلطان قابوس، قدم له مجبل المطوع درعا تذكارية تحمل شعار المركز العلمي، وشرح له ان الشعار عبارة عن سمكة وزعنفة كبيرة تمثل شراع البوم، فازت بتصميمه فتاة كويتية عمرها 13 سنة فعلق «يا سلام! الصغار يتغلبون على الكبار».
نُشِر في جريدة الراي الكويتية بتاريخ :
9/6/2005