اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى صوت مشاهدة المشاركة
10 ☆ وأما بنعمة ربك فحدث


يوهمك البعض بأن حياته غير جيدة وان اموره لا تسير على ما يرام ولربما اقنع نفسه قبلا بذلك وآمن بأن حياته سيئة .. وهذا يأت على مر الايام بمردود غير سوي على مستوى حياته وحياة من هم في محيطه .
ربما هناك جذور لهذه النظرة الدونية وتحقير للنفس وتغافل عما جعله الله عزوجل له من نعمة - اقول ربما - فتجده يمد يده مستجديا الاخرين بعض المال وهو يملكه .. وهو في غير حاجة حقيقية لأن يفعل ذلك . وللاسف هذا أمر يتكرر كثيرا باختلاف الشخوص والمواقف .
ما زلت اتذكر ذلك الرجل المسن الذي قضى بعضا من السنوات وهو يتلقى العلاج لمرض مزمن .. كان في الغالب يرتدي " دشداشة " ومصر قديمين وعندما تراه تحس بالشفقة على حاله ورأيت البعض يعطف عليه ببعض الريالات .
يأت من قرية نائية ليتلقى جلسات العلاج ويعود الى قريته .. احضرت كرسيا وجلست الى جانب سريره وكلمته بكلام ودي وكان يرد علي بطريقة انسان يائس .
سألته عما به فرد علي : لا شيء !!
عمي هل انت على ما يرام ؟
قال : ليس كثيرا !!
قلت له : لو كانت لديك الرغبة في ان تحكي عما بك فأنا اسمعك .
قال لي : لا شيء سوى ما تراه من ضعفي بسبب مرضي المزمن اضافة الى الوضع المادي المتردي !!
قلت له : بالنسبة لظرفك الصحي فأنا اعرفه جيدا .. وانت والحمد لله افضل من غيرك وحالتك مع العلاج طيبه ومستقرة ..
انت قادر على المشي و على ان تعتمد في شؤونك الشخصيه وشؤون اسرتك على نفسك .. أليس كذلك ؟
دار بعينيه الى جهة اخرى فهو يعلم ان ما اقوله صحيحا .. قال بصوت خفيف كدت لا اسمعه بوضوح : نعم .
اذن مم تشتكي اﻵن ؟
قال لي : ظروفي المادية الصعبه بسبب مرضي . في الحقيقه تعاطفت معه كثيرا وشعرت بانقباض في قلبي فأنا ادرك بأن مشاكل الحياة لها وجوه عدة ومختلفه .
أليس لديك معاش تقاعدي ؟ قال : لا ولا حتى معاش ضمان اجتماعي .
تصور يا بني ان اولادي يذهبون الى مدارسهم صباح كل يوم بدون ان اعطيهم مائة بيسة للفسحة !!!
فما بالك عندما اقول لك انه يصعبني بل ويبكيني عدم مقدرتي على توفير حاجياتهم الاخرى الا بالنزر اليسير .
تعاطفت معه كثيرا وشعرت بمعاناته .
قلت له : اعانك الله يا عمي ويسر لك ورزقك من حيث لا تحتسب .
قررت ان اذهب رأسا الى المدير واعرض عليه أمر هذا الرجل عله بإمكانه مساعدته بطريقة او بأخرى .
شرحت للمدير قصة هذا الرجل وسألته ان كان بإمكانه مخاطبة وزارة التنمية الاجتماعيه ليجعلوا له معاشا اجتماعيا يعينه على قضاء حوائج اسرته .
رد علي المدير قائلا : اتفهم جيدا لمعاناته ولكن لا اريد ان افتح هذا الباب لاحد .. لو استطعنا مساعدته بشكل شخصي وسري فلنفعل ذلك .. أرجو ان تكون متفهما فلو فتحنا لواحد هذا الباب فلربما نجد غيره يسألنا القيام بذلك .. ولكن ابواب وزارة التمية مفتوحه للجميع ولو كان مستوفيا لشروط الاستحقاق فالوزارة لن تتأخر .
لم يقنعي رده وجال في ذهني ان هذا المدير لا يحب ان يساعد الناس فاستأذنته للخروج .
مرت ايام طوال اظنها بقدر عام بعد هذا الموقف وتوفي هذا الرجل . الغريب ان قريب له اعرفه عن قرب حكى لي بعد فترة طويلة من وفاته ان هذا الرجل يمتلك مزرعة كبيرة ووجدوا لديه حساب بنكي به حوالي ثلاثون ألف ريال هذا غير املاك اخرى كالمنزل الذي يؤجره ولكنه - رحمه الله - كان بخيلا .. حرم نفسه وعياله مما يملك .

فما قيمة ما كان يملكه وهو لم ينتفع به في حياته .
ما قيمة المال ان لم يسعدنا ويسعد اهلونا وعيالنا . فلنعط نعم الله علينا قدرها في الاستخدام الصائب ولا نحرم انفسنا ونظهر امام الاخرين بمظهر العوز والحاجه فإن الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده .



مع محبتي


صباح الإبداع المتواصل والفكر السامي

يوميه رائعه لا تقل عن سابقيها
بالبدايه الله يرحم الرجال ويغفر له
للأسف الشديد استاذي.. أمثاله الكثير والكثير في المجتمع
لا زلنا نشاهد وجودهم .. أشخاص يمتلكون عمارات ورصيد بالبنوك
ومع هذا يسألون الناس إعطائهم .. إنه لشي مخجل أن نراهم بهذا الشكل

دائماً كنت أتعاطف مع رجل كبير بالسن فاقد لرجله .. ويستخدم يده
ما إن أرى حاله اتحمد ربي على نعمة الصحه وقلبي يحزن لرؤيته
يتجول بالشوارع .. ويسأل الناس إعطائه من مال الله
كنت اردد بيني وبين نفسي يا الله وين أولاده كيف يرضوا على أبوهم الذل وهو بهالحال
بيوم وأنا واصله للدوام شفته عند باب مقر عملي .. سلم عليّ ونزلت لمستواه اتكلم معاه
بعد ما راح .. زميلي بالعمل يقول اش فيه فلان .. استغربت معقول تعرفه وبالاسم
قال عز المعرفه تعرفي إن هالشخص يمتلك عمارات .. وحسابات بنكيه تعيشه ملك ..
بس هو البخل وهمه بتجميع المال أعماه ..
سبحان الله شو فايدة المال إذا ما صرفناه على أنفسنا وعيالنا وأعطينا حق ربنا بالصدقه
نسأل الله لنا ولهم الهدايه

بُوركت أناملك أخي .. بإنتظارك مع يوميه جديده