. . الأشراقة الثانية
(يحبهم ويحبونه)
اخبر الله عن أوليائه الصادقين ,وعباده الصالحين , بأنه يحبهم ويحبونه !!
(يحبهم) : فهو خلقهم ورزقهم وأطعمهم وسقاهم وكفاهم وآواهم ثم أحبهم , وهو الذي ربـّاهم وهداهم
وألهمهم رشدهم ثم أحبهم , وهو الذي انزل عليهم الكتاب , وأرسل عليهم الرسل , وبين لهم المحجة ,
وأوضح لهم الحجة , ثم أحبهم ....... فيا له من فضل عظيم , ومن عطاء جسيم . (أسال الله إن نكون أنا وأنت وأنتي منهم ).
(يحبونه): كيف لايحبونه وقد أوجدهم من العدم , وأطعمهم من الجوع , آمنهم من خوف , وكساهم من عري ؟!!
كيف لايحبونه وهو الذي وهب لهم الأسماع والأبصار, وحماهم من الأخطار , وحفظهم في سائر الأقطار؟
كيف لايحبونه وهو الذي وهب لهم الأموال, ورزقهم بالأولاد , وأغدق عليهم بالأرزاق ؟!!
كيف لايحبونه وقد سخر لهم مافي البر والبحر, أرسل لهم من السماء الماء,وشق لهم الأرض بالنبات ؟!!
فليت من له مقام في دنيا المحبين أن يتذوق هذه المعاني في هذه الآية الكريمة ( يحبهم ويحبونه), وينقلها رسالة
قوية لعشاق الفن والمجون, ومحبي العيون السود , والخدود والقدود , ؛ ليعلموا إن حبهم منقوص هابط, وحياتهم
ذاوية ذابلة , وقلوبهم خاوية خربه , ونفوسهم ظالمة ظامئة؛ فالحب لا يكون إلا لأولياء الله ولا يكون لمن عصى الخالق
الجبار, وأعلن المعصية بالليل والنهار .....
(فهل سنستمر في حبنا لمن عصى الله, ولا نحب من أحب الله)؟؟!!
فيا من خلقتنا ثم رزقتنا أسالك اللهم إن تهدينا لأقرب من هذا رشدا وتجعلنا ممن أحببت في عبادك الصالحين