دعنا نعوّد أنفسنا على اليقين، فلنقل مثلا: ماذا تنتظر من آلة الصّرف عندما تدخل فيها بطاقتك وأنت تعرف رصيدك فيها? إنّك بلا شك ستدخلها وتكتب حاجتك من المال ثم تنتظره ليأتيك بين يديك!
ولعلّك تسألُ أحد المقربين منّك حاجة ما، وأنت على يقين أن سؤلك منه متحقق الحصول لا محالة!
إنّ من أجمل المشاعر القلبية التي يعيشها المؤمن مع الدّعاء بين يدي الله تعالى اليقين، فهو يسأل ويوقن في قرارة نفسه أنّ هذا الدّعاء مجاب لا محالة اليوم أو غدا أو ما بعدها، تلك الثقة التي تنمو في قلبه بالله تجعل منه مؤمنا قويا ماضيا في طريقه وأهدافه، منتظرا وقت الاستجابة الذي يختاره له الله، فالإنسان بطبعه يستعجل الخير دائما، ويريد الخير، وتأتي ألطاف الله إليه لتهديه الأفضل وفي الوقت الذي يقدّره الله الكريم بلطفه.
يقول الله تبارك وتعالى:
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ ...َ)
[سورة غافر 60]
كم من المرات التي سعى فيها كثير منا لنيل وظيفة، سألها الناس، وسألها أصحاب الواسطات -كما هو مشتهر- ولم يجد سؤله?!
كم من الناس سعوا لأجل مصالح كثيرة قبل لجوئهم وطلبهم الرزق من الرّازق الأوّل فما وصلوا?!
نعم على الإنسان أن يأخذ بالأسباب، وإلا لما طلب الله تعالى من السّيدة مريم أن تهزّ جذع النخلة، ولكن علينا أن نتذكر أولا :"ادعوني أستجب لكم" فالله تعالى هو مسيّر هذه الأسباب والمهيئ للخير منها.
جرّب وادع الله بيقين، ادعه ثم انتظر إجابته لدعاك بكل شغف، وكأنّك بانتظار مفاجأة لا تعرف عن موعدها شيء.
وتذكّر أن لدعاك ثمرات، فإما أن يجاب لك، أو يصرف الله عنك به شرا، أو تجده في حسناتك يوم يبعثك الله، ادع وثق أنّ دعواتك باقية🌱
══🌹══
صفية العيسرية
٤. من شعبان.١٤٣٨هـ





رد مع اقتباس