رَكّز في صلاتك!
قد تضَع لنفسك خطة لرمضان، تدرّبت عليها وهيّأت لها نفسك، ورَسَمتَ أحلاما جميلة تنتظر تحققها، وعِندما يحين رمضان تتفاجأ بعدم قدرتك على المواصلة، فمن حولك مثلا ليس لهم خُطّة رمضانيّة، ولعلّهم يشتغلون بالقيل والقال، والنوم والأكل والشرب ومشاهدة التلفاز والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعية، فتجد نفسك في لحظة من اللحظات منهزما!
الحل الأمثل أن تُرَكّز في صلاتك من الآن، اجعل منها عبادة، وتأمّلها بكل ما فيها، تأمّل كيف يأمرنا الله أن نترك كل شيء إذا حضرت ونهرع إليه، جرب تلك الانتعاشة التي تقودك لمكان الوضوء فور سماعك للأذان مع تَردادك كلماته، وأنت تترك كل شيء خلفك، لا شيء أهمّ منها،
تأمّل ردّات فعلك وأنت ذاهب إليها، فتقول لكل من يحدّثك: "أعتذر منك حان موعد الصلاة" إنّها أكبر تدريب عملي على الانضباط، فأنت تتدرب على الالتزام بالوقت خمس مرّات في اليوم،هذا يعني أنّك قادر على اكتساب العادة في اليوم الخامس من صلاتك الأولى فيه، حيث حدد بعض علماء النفس ٢١ يوم لاكتساب عادَةٍ جديدة، أو فلنقل بعد ٢١ يوم من صلواتك المُركّزة الخاشعة.
(إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ)
[سورة المعارج 19 - 22]، تأمّلها، إلا المصلين، المصلّي يبقى قرير العين منشرح الصّدر، ومنشرحو الصدور هم القادرون حتما على مواصلة الطريق نحو الهدف، فلا يثنيهم قلق، ولا يمنعهم اضطراب.
ستجد نفسك وأنت تؤدي صلاتك بالكيفية المخصوصة وبالإتقان أنّك قادر على إتقان كل ما هو خارج الصّلاة، خططك التي خططت لها ستمضي كما أردت، وستحصد ثمارها.
من الآن، ونحن في السّابع من شعبان لدينا فرصة تدرّب لأكثر من مئة صلاة، فلنبدأ..لأنّ رمضان لا يحتمل التجربة!
══🌹══
صفية العيسرية
٧. من شعبان.١٤٣٨هـ





رد مع اقتباس