"تعامُلك دَيْن!"
(فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ)
[سورة الضحى 9 - 10]
نعم، إن تعاملك مع الآخر دَين مُستَرَدّ، وأنت من يحدد كيف يجب أن يكون!
الله سبحانه وتعالى يؤدبنا في كثير من آياته في كيفية تعاملنا مع الآخر، ففي سورة الضحى مثلا يأمرنا بكف الأذى عن اليتيم بعدم قهره بعدما ذكّر رسول الله صلى الله عليه وسلّم بما امتنّ به عليه حين قال:"ووجدك يتيما فآوى" ،فاليتيم عندما يذكر حاله السابق، وكيف لطف الله تعالى بحاله ورأف به لا بدّ أن يفيض قلبه رحمة لكل يتيم يصادفه، فالتجربة كما يقال أصدق ما يبعث الشعور بالآخر..
ويؤدبنا أيضا في تعاملنا مع السّائل، فلا ننهره أو نصرخ في وجهه، وقد ذكّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما امتن به عليه وهو تذكير لنا أيضا بقوله:" ووجدك عائلا فأغنى، ومن منا لم يكن يوما فقيرا لولا رزق الله تعالى له! ويلفت انتباهنا أيضا لصورة مهمّة- قد يقع فيها الكثير منا من دون أن يشعر- من صور الإيذاء وهي المنّ بعد العطاءِ يقول الله -سبحانه وتعالى-: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة البقرة 262]
والله سبحانه وتعالى يتوعد كل من يؤذي مؤمنا أو مؤمنة، وأذاه هذا سيكون مردود عليه لا محالة:وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)
[سورة اﻷحزاب 58]
أخيرا: تذكّر أنّ النعم التي أنت عليها الآن إنما هي رزق من الله تعالى وهبك إياها بعد فقر وقلة حيلة، فلا تترفع على الآخر .
══🌹══
صفية العيسرية
13. من شعبان.١٤٣٨هـ