معذرة منكم أخوتي لدخولي بين نقاشكم بشكل عارض .. ففيما يخص بالتحول الدرامي من جهة الأب تجاه إبنه؛ هناك باعتقادي انعطافة تحدث وغير متوقعة في مسار الأحداث. ولاحظوا أن (عامل الحركة ) الذي يهتم بالأحداث وما يصير فيها في النص ضئيل جدا لسبب بسيط وهو تركيز الكاتب على الجانب النفسي الداخلي للبطل وهو أسلوب يحتاج حقيقة لجهد ذهني كبير كونه يتعامل مع النفس البشرية أو الجانب الداخلي المخفي المستور بالهدوء والصمت واللا ردة فعل برانية وكأن الكائن هذا وهو يحمل كل هذه العذابات ويكتمها هو كائن ميت أو مفرغ أو صنمي أو ما شئت له من الأوصاف ولذلك تجد في الحياة الكثير من هذا النموذج فما كل شخص مبتسم وضحوك هو مبسوط ومرتاح في حياته وما كل امرأة جميلة جدا سعيدة في حياتها الحقيقية .
وقد جاء توقيت تغير الأب من بداية تسلل فكرة التمرد على الواقع في ذهن وروح البطل والأخير وجد الفرصة للفرار من قيود البيت والتخلص نهائيا من جلباب أبيه. لقد سافر لكنه لم يعد أبدا من سفره ووجد حياته الحقيقية أو الفردوس المفقود في مكان آخر وما بالسهولة يتم التنازل عن الحرية الآتية من مخاض القرار .
تقديري لكم