أتى الصباح يسألني مابك فقلت له حزن رمتني به الأقدار ، حزن على أعز الرجال وأنقاهم
لو كان لدهر عين ترى ويبصر لأرى طوفان من الحزن يجتاح كل مظاهر حياتنا ، ولو كان للأيام أذان ناصته لسمعة لوعة الأحزان ونزيف الجروح يتدفق بداخلنا ، لقد أصابتنا الأقدار بسهام في في معضلة لا مثيل لها أخذت منا أعز الرجال وأنقاهم ، فسرى الحزن في كل خلية وفي كل شريان تنساب فيه دماؤنا ، فتحولت الدماء إلى سواد ، الحزن وصل إلى كل نبضة من نبضات قلوبنا وفي كل حركة من حركات أجسادنا ..
فتجمد الفكر وتجمد اللسان وصعب النطق علينا ، فصار القلم يجف منه الحبر حتى لو إنسكب فيه حبر الدنيا كله ، وصار الورق الأبيض الذي إعتدنا على أن نكتب عليه ورق بلا لون ، وصارت السطور كلها بلا حيوية وتحولت الخواطر فينا إلى أحلام لاندري متى نصحو منها ، فإلى متى أيها القلم تتمنع وإلى متى أيتها الخواطر تعلنين الحداد ، حاولي أن يكون الغد نبراس لليوم فأجعلي عزائك في الفقيد كلمة تفاؤل ووطن .