
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك الوسامه 27
إن كان الزاني أو الزانية غير محصن؛ أي لم يسبق له الوطء في القُبل، بنكاحٍ صحيحٍ، فإنّ عقوبته تتمثّل بالجلد مئة جلدة، ويُضاف للرجل التغريب مدّة عام كامل عند جمهور العلماء، وقد وردت عقوبة الجلد ونصّ عليها الله -تعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ)،[ظ¦] كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (خُذوا عني، قد جَعَل الله لهنّ سبيلاً، البكْر بالبِكْر جَلْدُ مئة ونَفْيُ سَنَة).[ظ§] إن كان الزاني أو الزانية محصناً؛ أي سبق له أن وطء في القُبل، بنكاحٍ صحيحٍ، فإن عقوبته حينها الرجم؛ أي الرمي بالحجارة حتى الموت، وقد ورد ذلك في قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا يحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ إلَّا بإحدى ثلاثٍ، رجلٌ زنَى بعدَ إحصانِهِ فعليهِ الرَّجمُ)،[ظ¨] وقد نقل عدد من العلماء الإجماع على هذا، وقال ابن قدامة إنّ الصحابة -رضي الله عنهم- أجمعوا عليه، وقال البهوتي إنّ الرجم ثبت عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بقوله وفعله في أخبار تشبه التواتر. بالإضافة للحدّ الذي يُقام على الزاني أو الزانية في الحياة الدنيا فإنّ الزنا يُوجب عقوبات وآثار دنيوية أخرى على صاحبه، فهو يُورث سواد الوجه وظلمته، وكذلك ظلمة القلب، وذهاب نوره، وهو يسقط الإنسان من اعتبار الله تعالى، ومن أعين خلقه، ويسلب صاحبه صفات العفّة، والطهر، والنقاء، ويعطيه صفات الفسق، والفجور، والخيانة، والخبث، كما أنّ الله -تعالى- يضع في صدر الزاني الوحشة والضيق، وذلك معاملةً له بنقيض قصده من الزنا، فالزاني يزني رجاءً أن يحصل بذلك على اللذة والسعادة، إلّا أنّه لا يجني منه إلّا الضيق والكدر.[ظ©]
منقول