تملكين موهبة جميلة
لي عودة لاقراها كاملة
تجر خطواتها بمشقّة .. شئ ثقيل يجثم على صدرها .. تئن من الحمل.. كيف ستصارحه .. وكيف ستقول له ما أتت مجبره تخبره عنه .. الطريق طويل ومظلم .. والوقت موحش .. كأنه قدميها قُيدت بسلاسل من الهم والحزن .. تجر خطواتها بصعوبه .. تحاول أن تمنع نفسها المتعبة من الأستسلام .. يضج صدرها بأسئلة وأجوبة أقرب إلى الهذيان والجنون.. لا تعلم كيف سيكون لقاءهما.. كيف ستخبره وكيف ستكون ردة فعله ..!! آآه يا أحمد.. لو تعلم غصة ما بي .. أنني أموت باللحظة الف مره .. وأحيا لأجلك .. حُكم على حُبنا الطاهر بالإعدام قبل أن يبزغ نوره .. سنذوق مرارة الفراق والشوق .. والألم .. ولا أجد ما أمني به روحي الهائمة غير الدعاء والصبر .. وذكريات منقوش تفاصيلها بجدار قلبي .. وضعت يدها اليُمني على قلبها حيث نبض أحمد الذي عاهدته أن تكون له ولن تتخلى عنه.. وأحست بغصة الفراق المحتم عليهم ...
كان بإنتظارها بنفس المكان الذي كان يجمع سر حبهم العذري.. وصل قبلها وما إن لمح طيفها حتى انفرجت أسارير وجه بالفرح والسعادة.. وكأنه روحه قد رُدت إليه .. نهض مسرعاً يستقبلها واللهفة تسبق خطواته.. شعرت بالشوق والحنين بعينيه .. تمنت ان تضمه بين أضلعها.. أن تعانقه ويقاسمها الألم والحزن .. أن تضع رأسها على صدره وتبكي .. فلربما هذا الوجع الجاثم على ضفاف قلبها ينزاح من صدرها .. أن تمتزج أنفاسهم وتتعانق أرواحهم.. كم تمنت أكثر من هذا.. ولكن أحمد لم ير الا دموع الحزن والشرود بعينيها.. ورعشة شفاهاً تتأتأ بالكلام.. ويدين قد ضمت اكفها قهراً حتى لا تمدها اليه لكي لا تضعف وتنهار ...
لا يعلم أنه اللقاء الأخير بينهم.. ولا يعلم أنه بعد لحظات سوف تصفعه فاطمة بطلب يزلزل كيانه ويجعل الدنيا كخرم الأبرة بعينيه .. قالت له منكسة الراس هاربة من عينيه... اليوم ننهي ما بيننا.. سأدعو لك بالسعادة وأن تكون دائماً بخير ..* إنساني أرجوك .. نحن لا نصلح لبعض .. واشاحت بوجهها عنه .. تركته في ذهول.. حتى نفسها لا تعلم إن كانت صادقة فيما قالت أم أنها كاذبة ..!
مع ذهوله وصدمته .. ناداها .. فاطمة أنتظري.. أعلميني بالله الحقيقة.. أرجوكِ صارحيني ماذا تخبئين من قولك أنتهى ما بيننا.. وكل منا في طريق .. أني لا أجد مساراً لقلبي غير قلبك.. لا يروي ضمأ روحي الا شغف حُبك .. وجودك .. فاطمة أيتها الجميلة... الشجاعة رغم الألم.. ما بك.. أي حزن ألمّ بك وتخفينه عني.. أم أمرٍ جللٍ مني جرح كبرياءك .. أنتظري .. أعلميني.. بحق تلك الوعود والمواثيق بيننا .. وذاك الشعور الذي ينبض بقلبك حبيبتي .. أجيبيني..؟
توقفت فاطمة مرغمة والتفتت إليه .. مدركة ضعفها أمام عينيه التي طالما تغنت بسحرهما وأفتتانها ببريق نظراته.. أرجوك أحمد.. أتركني.. لا تسألني ما بي.. بي وجعٍ لا تحتملة الجبال.. وهمٍ يفوق قدرتي.. وقلبي.. أرجوك لا تسالني.. أن أخسرك بأرادتي أهون عليّ من أن افتقدك غصباً عني..!
مسكها من يديها.. لا تذهبي.. جذبها إليه.. أنظري لعيني .. أنسِ للحظة الدنيا .. أتركي لنفسك العنان بأن تبحر في عيني التي طالما أحببتهم.. وافسحي لقلبك أن يتنفس.. أتركيه يبوح بما يوجعه.. اني أسمعك .. لا تهربي ولا تعلني الضعف و الاستسلام .. فقط اريحي قلبك وأنظري لعيني .. أخبريني
رفعت راسها وقد بللت الدموع وجهها الجميل وأختفت ملامح تلك الفتاة الهادئة .. المفعمة بالحب.. الأمل والحياة*.. نظرت إلى عينيه وخرّت على ركبتيها مستسلمة .. مسكت يديه ربما تستجدي به.. وربما لتستجمع شجاعتها ..! لقد خيروني يا أحمد بينكم .. بينك وبين من رباني وكبرني.. ومن أحمل أسمه منذ صغري.. من كان لي دفئاً*وعوناً وحباً ... وأجهشت بالبكاء* قل لي ماذا أفعل... قل لي..؟! هل سأكون حزناً لقلب أبي.. و وجعاً يلم به بسببي.. قل لي ماذا تفعل إن كنت بمكاني.. هل ستتركني مرغماً.. أم تترك أهلك.. ماذا تفعل.. وهل ستعيش مرتاح الضمير.. و سعيداً* معي وقد شطب من سجل حياتك لحظات تجمعك بمن أحببت عمراً* أحتواك بهم.. ضمك.. احتضنت معهم لحظات الفرح والحزن.. الخوف والطمأنينة.. لحظات اُمسك بيديك لتكون ببر الأمان .. لقد حاولت وجاهدت كثيراً لإقنعهم بصدق حبنا.. وبراءة مشاعرنا.. ونبل ما يجمع قلبينا.. لم اُوفق.. لم أستطع أن أغير شيئاً من معتقداتهم.. ولا قراراتهم الخاطئة ..
قل لي ماذا أفعل..؟!
سكت لوهلة .. هنا أدرك أحمد بثقل الحمل على قلب حبيبته .. دارت به الدنيا.. تمنى أن تنشق الأرض وتبلعه ولا أن يفارق قلبها .. لا يريد أن يبتعد عنها ويخسرها وبذات الوقت لا يحتمل أن تخسر من أكرمها وأنبتها نباتاً حسناً بكنفه... لم يشعر بنفسه الا وكأن سكيناً ملوثة بالعادات والتقاليد قد غرست بأحلامهم المؤجلة .. كأن نيزك من السماء ارتطم بروحة و غرسها بسابع أرض ..! خرّ على ركبتيه منهاراً بالقرب منها .. عانقها وأجهش بالبكاء معها.. هل هو ضعف.. أم خوف وأستسلام ..
أم وداع ..!!
.
.
تملكين موهبة جميلة
لي عودة لاقراها كاملة
سلطنة عمان أمانه يجب ان نعي هذا الشئ ونضعه نصب أعيننا
قصه حزينة ومؤلمه
سلمت يمناج اختي
واهلا فيج بيهاتستحق التقييم
- اللهم اغفر لى و لوالدى,
و لأصحاب الحقوق على,
و لمن لهم فضل على ,
و للمؤمنين و للمؤمنات والمسلمين و المسلمات
عدد خلقك و رضا نفسك و زنة عرشك و مداد كلماتك.
رجعت لمتابعة هذا الإبداع بصراحة ابدعتي في السرد الحزين
لك في سماء الإبداع نجوم من التميز والتي كونتي مجرات من التألق
واصلي ذلك
سلطنة عمان أمانه يجب ان نعي هذا الشئ ونضعه نصب أعيننا
اختي ام بسمة
سرد جميل واسلوبك مشوق جدا
هو الوداع ولا شيء غيره .....
شكرا
للذين يتركون بنا اشياء سعيدة تجعلنا نبتسم حين تبدو الحياة كئيبة