لعلَّ البدايةَ تتطلبُ مِني تعريفًا بمن أكون ..
قد لا يقرأ أحدٌ ما سَـأكتُب ، لكن ذلك ليس مُهمًا ..
الأهمُ هو أنني سأكتبُ .. لنفسي ،
سَيِّدَةُ اَلْحَرْفِ ..
هكذا كانَ اِسمي قبلَ بضعةِ أعوامٍ ،
كنتُ في الرابعةِ عشر من عمري آنذاك ..
حين كانت هذه الأماكنُ تضجُّ بالحياةِ أكثر ..
لُقِّبتُ بهذا اللقب ، وقيلَ لي مِرارًا حينها أنَّ لي حرفًا خياليًا رائعًا ..
كانت .. أيامًا سعيدةً لقلمي ..
حينَ بدأ النَّاسُ بالهجرةِ من هذه الأماكن ..
أحزنني ذلك .. لكنني في نهايةِ المطافِ هجرتها مثلهم ..
لاسيما حين تمَّ اختراق المنتدى الذي أحببته و اعتبرتهُ بيتًا لي ..
كنتُ حينها في الثامنةِ عشرَ من عمري ..
لقد كان ذلكَ خبرًا حزينًا جدًا على قلمي و على نفسي ..
مَرَّت هذه الأعوامُ كلها و تخلَّيتُ عن اللقبِ الذي منحوه لي " سيدة الحرف "
فلم أعُد أُنهي ما أكتب بهذا الاسم ، أصبحتُ ميثاء .. لا أكثرَ و لا أقل ..
ثُمَّ عاصفةُ الدراسةِ الجامعيةِ التي أبعدتني تمامًا عن قلمي ..
هجرته .. ثلاثةَ أعوام ..
بعد إن كنتُ أكتبُ آلافًا من الكلماتِ في يومٍ واحد .... لم أعُد أكتبُ .......
فقدتُ نفسي حقَا في تلك السنين ..
فقدتُ قلمي ، و قبلَ خمسةِ أعوامٍ من الآن ..
حاولتُ مرارًا أن أعودَ لكن القلم فقط كان غاضبًا جدًا مني ،
فلم يعُد يستجيب لرغبتي ..
لم تعُد الحروفُ تتراقصُ حولي مُغنيةً .. هَزِلت ..!
و ضعُفَ إحساسي .. بكيتُ طويلاً على ذلك ..
عاتبني القلمُ حينها ..
و بعدَ ماذا تعودين ؟
و القلبُ أعياهُ الأنين ..
أتحملين رسالةً ، أم علَّكِ لا تحملين ..
إن كُنتِ ترينَ أنَّ في المكانِ من زاويةٍ بها تقبعين ..
أنا لا أرى .. إلا طيفَ خيانتكِ و أنتِ تمضين ..
..
لقد كانَ مؤلمًا جدًا أنني فقدتُ سيادتي على الحرفِ ..
و إلى الآنِ ، و رغم عودتي إليهِ .. إلا أنني لم أستطع استعادةَ كُلِّ ذلك الخيالِ الذي كنتُ أكتبُ به ..
سعيدةٌ أنا رغم كل ما حدث ..
أنَّ القلمَ قد قَبِلَ اِعتذاري و احتواني مُجددًا بعد كُل محاولاتِ إنعاشهِ في السنواتِ الخمسِ الماضية ..
قلمي الآنَ ينتظِرُ مولودهُ الأول " كتابٌ صغير "
من يدري ..
لعلَّهُ ينجحُ بين زحامِ الأقلام ..
لم أعُد سيدةً للحرفِ ..
لكنني مَيثْ .. التي تكتبُ لتؤثَّرَ لا لتشتهر ..
فأهلاً بمن سيقرأ ،
و بمن سيخرجُ دون أن يقرأ !!
مَيثْ
12:49 مساءً
1 تموز 2021