اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جميلة الملامح مشاهدة المشاركة
،،،
uo/][/url]

أتذكر ايها الكرسي؟
وانت الآن وحيدا حين يبللك المطر
او حين تتراكم عليك ذرات الغبار
وورق الشجر
أتذكر ايها الكرسي الشاغر
كم مر عليك من مشاعر
كم زارك زائر عن موعد
لهفة وسعادة وخفقات قلب
كم زارك أخر لقاء فيه
عتاب ووداع وجفاء
وحزن وبكاء
كم زارك من ينتظر عزيزا
جلس عليك طويلا
يترقب في وجوه المارين لعل وعسى ان يأتي!
كم زارك شيخا هرما
اسند ظهره كي ينسى التعب وآلم
كم زارك طفل مرحا ليأكل قطعه خبز
او يترك لعبته ويمشي
كم زارك طير واكل الفتات الذي علق فيك
ايها الكرسي الشاغر
ها انت وحيدا بعد ان بللك المطر!

وكأن لسان حال الكرسي يقول :
تلك الذكريا ... لا تزال محفورة في حدود المكان ...
وما ذلك الزمان إلا مرهون بقرار ذلك الإنسان ...

إما بقاء ... وإما ارتحال !!

وابقى هنا ذلك الشاهد ... وقد خُزِّنت في ذاكرة المكان ...
تلك الضحكات العاليات ... وتلك التنهدات الحاميات ...
وتلك الدموع التي بَلَلَت جنباتي ...
وتلك الأمنيات التي هُمست في حضرتي ...
وتلك المخاوف التي بُثت على مسامعي .

وأبقى أنا كما أنا ... في مكاني قابع ...

أنتظر حضور من اشتاق إلي ...
فما أنا إلا ذلك المُستمع الجيد ...
أكان الحديث به الشكر والثناء ..
على ايامٍ قضاها المرء هنا ...

أم كان حديثا به حشرجة الندم ...
وذاك العويل على أمرٍ كان .