أحدهم قد سمع يوماً بأن هناك مدينة هجرها كل السكان
فأصبحت خاوية لا بشر / لا ضجيج أطفال كما كانت
في السابق ..
كل ما بها الآن
غربانٌ سوداء كذلكَ الظلام الدامِس و عشوشها كالقش
مُتناثر هُنا و هُناك ..
البيوت اشبه بمتكسرة و باهتة ابوابها من الألوان فَهي
قد صدِأت ، و على رفوف مكاتب تلك المنازل تعيش
الخفافيش .. و لا يكاد أن يخلى المكان من الجرذان
ذات الأنياب المخيفة !
يقالُ ليلاً بأن هذه المدينة يُلمحُ بِها حركات مُخيفة
قد تكون من أفعال الجِن !!!
الأبوابُ تتحرك و تحدثُ صوتاً عندَ ارتطامِها بِالجدار
و المراجيح تتأرجح بلا سبب و لا رياح تُثيرها /
أصواتُ الكِلاب تتعالى و القطط السوداء تُلبِقُ
عيناها المُخيفتان /
اشتعالُ نيران فُجائية بِالرُغم لا وجودَ لِبشرٍ هُناك
و الكهرباء مُنقطِعة تماماً عن تِلكَ المدينة .. !
ذلكَ الرجُل عِندما سمِعَ بِأمرِ المدينة ، قد أخبرَ صاحبهُ
عنها و قال :
انني أفكرُ بِأن أزورَ تِلكَ المدينة لِأتأكد
مِن صحةِ كلاهم !
ردَ صاحبه :
إذاً سَأُرافِقكَ فَالأمرُ مُحيرٌ لِلغاية !!
فقال :
دعنا إذاً ليلةَ اليوم نبدأُ مشوارنا في المُغامرة ..
صاحبه :
حسناً و سأُحضِر المصباح فَلرُبما لنا حاجةٌ فيه ..
هُنا / عِندما دقتِ
الساعةُ الثانيةَ عشرَ ليلاً
حيثُ وقت المغامرة
حيث ابتداء مخاوف تلكَ المدينة المُرعِبة ..
وصلَ السامِع و صاحبه و التشويق يأسر قلوبهم
الباسِلة ، و الرياحُ تتهافت حولهم بِصوتها الوادِع
المُرعِب !
باتوا يترددون على شوارع تِلكَ المدينة
بيدَ أنها مظلمة جداً ليسَ بِها سِوى ضوء القمر ..
نوافذ المنازل متكسرة
الغربان قد نهضت مِن سباتِ نومها العميق و نعيقها
يملئ المكان ، فأثارت الكلاب و صار عوائها يتعالى !
قال أحدهم (!) :
لحظةٌ .. لحظة و كأنني اسمعُ
صوتَ بابٍ يضربُ
في مسمعي !!
ردَ الآخر (2) :
رُبما الأمرُ على حقٍ عِندما قالوا و قالوا عن هذهِ المدينة ..
و لكن ............/ الرياحُ مُثارة لا داعي لِلتفكير السلبي !
قالَ (1) :
لِنذهب و نكتشف أمرَ الباب ..../
فكانوا على مسافة عشرةَ أمتار مِنها ، الرياحُ قد هدأت حينها
و لكنَ الباب لا زالت تتحرك و تصدرُ صوتاً !!
و كأنَ شخصاً يقفُ خلفها و يُحرِكها .. !
تدانوا بِقُربِها ،
فصرخَ (1) قائلاً :
من هُناك ؟!
قالَ (2) :
اصمُت !!!!!
و ما كانَ على الباب إلا أن
توقفت بعدما فعلوا ضجةً
في ذلكَ المكان .. !
و لكن
لم يترددوا بِالاقتراب و الدخول إلى ذلكَ المنزل
المُخيف .. !!!
انتظروني في الجزء الثاآني
زهرة الأحلام