السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسمحوا لي ان اقدم لكن خاطرتي الجديدة "إمراة في عمر الستين"
كتبتها منذ اشهر عديدة واليوم اعاود فتح القصة لأنشرها لكم
اتمنى ان يكن المحفل موعظة ..
يخيم على صفوة الجو الغيوم ..
واتحاشى المطر ركضاً للداخل
حينها انعزل الكل لأقف امام نافذة الدار ..
ارى المنظر واتأمل وجوه المارين
في كل يوم امام نافذتي تتكرر صورة امراة
يناهز عمرها الستين مع العابرين
تخبئ بين تجاعيد وجنتيها الكثير ..
ومع كل يوم استفيق فيه يشدني الفضول
على الجلوس بين نافذة الطريق ..
بكوب احتسي فيه قهوتي معدومة السكر
او ربما يغالب كوبي حليبٌ طازج ..
لا يهم ما قد احتسي فالماء في بعض الاحيان الخيار الانسب ..
ولكنني حقا مهتمه بشأن تلك المرأة
التي تداعب ابتسامتها المشرقه شفاتي
فأحن لرؤيتها كالطفل شغفته لعبة
أما أنا طفلٌ بشغف ابتسامه ..
رغم شوقي واعجابي وقمة الفضول
التي تسكن دواخلي..
لم يخطر في بالي ان ابارح مطرحي
للتحدث مع تلك السيدة ..
بل اكتفيت بنظرة مغلفة بمشاعر
ملؤها قداسه واحترام..
وها هي الأيام تجرني لها فتلك الابتسامات
التي تُبثُ لقلبي منها كانت قبلتي للسؤال والحديث
الذي ادمنته ..
كم محظوظة انا فحظي وقع بين إمرأة
تحملني بين ذراعيها ترعاني ورعايتها بالموعظة ..
لوهله كنت اتأمل بها مراسيم الوجه
وتكتلات الجلد الذابل شاهدت بين اصابعها نزف بسيط
والقصة اعمق من ذلك
الحكمة تحتاج لخبرة وخبرتها كانت مختلفة ..
فمعاناتها قد ظهرت بإنحناء ظهرها وضعف بصرها
رغم ذلك كانت تعمل من اجل كرامتها
تعمل بإخلاص وكلها بهجة ..
لم اجدها
في ذات يوم حزينة او متذمرة وحانقه ..
بل كانت كأنها حمامة السلام
تمر على قلبك قبل مرأى عينك ..
تنشر الحنان اينما ارتحلت وتبقي في ذاكرة الجميع
بصمة الحب الطاهر ..
آآآآه ألا يوجد من مثلكِ يا سيدتي ولو نسخة..
فقد مللت الزيف في بعض البشر و
وددت لو ان كل البشر هي..
ولكن الحكمة في امر الله بالغة
فالاختلاف وجد على الكون من الله رحمة ..
أن يتركك أبناءك من أجل مصلحة ما
ليس بالسهل تحمله ..
بل هي مشاعر مدمية ان ترى
نتاج تعبك يهوى مع الرياح ..
فيمتص منك الطاقة حتى تنتهي
بضعفك وينتهي هو بقوة عليك..
رغم وطأة افعالهم كانت لا تتحدث
عنهم إلا بالحسنة ..
كقلب اي ام يتألم بصمت اذ جفاها ابناءها ..
كان لها البلاء ان رزقت بابن واحد عاق
وكان لها الاجر ان جازت نفسها بالصبر..
شعور فقد الابن بقدر الموت أرحم من
أن يبيعها ببخس دراهم ..
آآآآه
ياليتها كانت لي قريبة واصبح
لها ابنه وابر بها وانام على حضنها ..
آآآآه
ياليتني وياليتني وياليت مجرد
امنيات ليس لها في الواقع حقيقة ..
عندما ينزل البلاء تنزل الرحمة
على قلوبنا بالرضا والقناعة ..
ولحكمة ما في امره ان ترحل الروح إليه ..
كما رحلت سيدتي إمرأة الستين لجواره ..
رحلت ولم تتركني وحيدة بل تركتني
بإرادة اقوى ومشاعر اجمل ودروس أوضح..
علمتني كيف الحياة تكون وكيف الحال يتغير
وكيف لي ان اعيش دونما ايأس ..
رغم ذلك مكانها لا زال يشتاق لها ويفتقدها الحنين
هي ذكرى جميلة طبعت على روحي وشم
من الوفاء والكرامة والاخاء والاخلاق النبيلة ..
رحلت ووضعت بيننا روحاً لن ننساها
ما حيينا كنا أبناءها عندما تركها ابنها
وسنظل نحمل هذا المقياس لها فخرا..
سلامٌ لها ولروحها الطاهره سلامٌ لها اينما
رحلت سيبقى قلبي يذكرها بحسن الدعاء ..
تمت على خير اتمنى تنال اعجابكم