التسامح فضيلة , والانتقام رذيلة , هذا هو التعريف التقليدي الشائع ..
لكن اوليس يعني التسامح أن الشخص لايستطيع القيام بشيئ حيال اهانة ما او ظلم لحق به؟ ,
ربما لانه لايملك الجرأة او الشجاعة
او الامكانية التي تمكنه من الرد فيقوم بخداع نفسه بكلمة التسامح
وان صح هذا , اوتقوم الفضيلة على الضعف ؟ أن الفضيلة القائمة على اسس غير متينة تنهار والضعف هو اساس هش لين لايدوم .
ثم انا – إن كنا ارباب فضيلة كما ندعي – لماذا نتسامح مع الظالم من البشر ولا نتسامح مع النمل او الحشرات او الحيوانات عموما لو الحقت بنا اذى تمليه عليها الضرورة وليس الاطماع او المتعة كما هو حال البشر ..
ما اعنيه أن التسامح من موقف ضعف لامعنى له الا العزاء لصاحبه المظلوم وهو لايعني الفضيلة ولايقاربها باي حال من الاحوال
لكن لو اردنا التسامح الحقيقي يجب ان تتاح للمظلوم وسائل رد ظلمة وان يملك القوة كي يفعل بالظالم مثلما فعل به – اضعافا – حينها فقط ......
سأعود لأتسائل
هل تسامح حقا ؟ ام انه لم يملك القوة العقلية التي تمكنه من كسر خوفه ورد الدين ؟
هل يمكن ان يحيا الانسان وهو يشعر بالعجز والمظلومية وقلة الحيلة ؟
هل يمكن ان يعيش الانسان جبانا , احدهم قال لايمكن , كما ولايمكن ان يموت وغدا ..
لكن الحاصل ان الانسان يعيش فعليا جبانا بدعاوى كالتسامح , ودعاوى كهذه تمد الظالمين في ظلمهم والمظلومين في خنوعهم ..
ذات مرة , مناضل عربي مشهور , قال ان المظلوم بطلا , وان صاحب الجريمة قلبه يرتجف حتى وان تظاهر بغير ذلك, وان لي نقدا شديدا لاقوال كهذه
كيف ان المظلوم بطلا في حين ان صاحب الفكره نفسه استحق البطولة بسبب نضاله ضد المحتل الظالم و مقتله في سبيل قضيته , وكيف سيرتجف قلب صاحب الجريمة ان كانت الضحية لن تتحرك طلبا للقصاص ولاتوجد سلطة تعيد الحقوق ..
وان كنا نظن ان التسامح من تمام العقل , فان مجابهة الجهل بالعقل غالبا مايزيد الجهل ويعطيه الحق ليزيد
الافضل للانسان ان يرفع شعار الرد على الجهل بمثله حتى يعقل الجاهل او يجهل العقلاء.