(أخواتي/ أخواني فى الله)
أهلا بكم ومرحباً في هذا اللقاء المتجدد
لقاء جديد مع وصف الجنة كتبها الله لنا جميعاً
تهذيب المؤمنين وتنقيتهم قبل دخول الجنَّة
أخواني
الجنَّة لا تدخلها نفس خبيثة وإنما النفوس الطيبة فقط ،
قَالَ تَعَالَى: ﴿ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون ﴾ [النحل: 32].
تعالوا لنرى كيف تهذب النفوس يوم القيامة؟؟
بعد أن يجتاز المؤمنون الصراط يوقفون على قنطرة_القنطرة هي الجسر المقوس الذي يبني فوق النهر يُعبر عليه_بين الجنة والنار،
ثم يهذبون وينقون،
وذلك بأن يقتص لبعضهم من بعض
إذا كانت بينهم مظالم في الدنيا،
حتى إذا دخلوا الجنة كانوا أطهاراً أبراراً،
ليس لأحد عند الآخر مظلمة، ولا يطلب بعضهم بعضاً بشيء.
روى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده لأحدهم أهدى بمنزلة في الجنة منه بمنزلة كان في الدنيا ".
(1) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب القصاص يوم القيامة، فتح الباري: (11/395) .
وقال النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ:
"يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ - أَوْ قَالَ: الْعِبَادُ - عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا، قَالَ: قُلْنَا: وَمَا بُهْمًا؟ قَالَ: لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ [بُعْدٍ كَمَا يَسْمَعُهُ مِنْ] قُرْبٍ: أَنَا الْمَلِكُ، أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ، وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ، حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمَةُ، قَالَ: قُلْنَا: كَيْفَ، وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللهَ عزَّ وجلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا؟ قَالَ: بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ" اسناده حسن.
بل حتى البهائم يقتص من بعضها البعض،
روى مسلم في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَة رضي اللهُ عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: "لَتُؤَدُّنَّ الْحُقُوقَ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ"
اخوانــــــــي
يجب علينا أن نحرص على براءة ذمتنا من حقوق الآخرين
وأن نتحلل منهم
قبل يوم القيامة حيث لا درهم، ولا دينار، وإنما هي الحسنات والسيئات،
روى البخاري في صحيحه مِن حَدِيثِ أَبِي هُرَيرَةَ رضي اللهُ عنه:
أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَحَدٍ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ، وَلَا دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ"
رواه البخاري.
فكر فى كل من تعاملت معه ولو لمرة واحدة اعتذر لكل من اخطأت فى حقه
توقف عن الإساءة لمن تتعامل معه
اصبر على سوء معاملة الناس
لا تعامل المسيء باساءته مهما كان
اليوم سهل تعتذر وغدا اما جنة واما نار
واعلم
-انَّه من شروط دخول الجنَّة ذهاب ما في القلوب من الغل، والحقد والبغضاء حتى تكتمل اللذة، وتحصل السعادة،
قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ ﴾ [الأعراف: 43].
طهر قلبك من الغل والحسد والحقد والنفاق
طهر لسانك من الغيبة والنميمة وأخطاء اللسان
اللهم اهدنا وتب علينا واجعلنا من اصحاب الجنة ياارحم الراحمين