أطلق مسؤولو الأنبار صافرات الإنذار من خطر «داعش» عبر المطالبة بنشر قوات دولية في المحافظة المضطربة أمنياً، بالتزامن مع وصف عسكريين أميركيين الوضع في الأنبار بـ «الهش». وتعرّض الجيش العراقي لضغوط مع تحوّل بوصلة الاهتمام إلى شمالي سوريا وكوباني، فيما قتل 20 وأصيب 60 من عناصر «داعش» في كركوك، ويحلّق طيران التحالف الدولي في المدينة مع نقل المتطرّفين عناصرهم إلى أطرافها.
وطالبت حكومة محافظة الأنبار أمس بنشر قوات من التحالف الدولي على أراضيها لمحاربة تنظيم «داعش» ووقف التداعي الأمني الذي يشهده عدد من مدنها. وقال رئيس مجلس المحافظة صباح كرحوت، إنّ «المجلس رفع طلباً إلى مجلس النواب العراقي يدعو فيه إلى السماح بنشر قوات من التحالف الدولي لإنقاذ المحافظة التي باتت على وشك الانهيار والسقوط بيد «داعش»، مشيراً إلى أنّ «القوات الدولية يمكن أن تتمركز في قاعدتين عسكريتين هما قاعدة الحبانية وعين الأسد».
وأبان كرحوت أنّ «الحكومة العراقية عاجزة عن دعم القوات الأمنية في المحافظة بسبب قلة الإمكانات في الوقت الذي يحشد فيه تنظيم «داعش» نحو عشرة آلاف مقاتل لاحتلال الأنبار»، مؤكّداً أنّ سقوط الأنبار يعني وقوع كل من بغداد وكربلاء وبابل في دائرة الخطر الإرهابي.
أوضاع هشّة
من جهتهم، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، أنّ القوات العراقية الموالية للحكومة هي في وضع «هش» غربي البلاد، لكنها لا تزال تقاتل أمام مقاتلي تنظيم «داعش»، مشيرين إلى أنّ «الجيش العراقي يتعرّض لضغط متزايد في الأنبار، وأنّ الاهتمام الدولي يتجه أكثر نحو شمال سوريا ومدينة كوباني».
وقال أحد المسؤولين الكبار مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إنّ «الوضع هش هناك في محافظة الأنبار، وإنّ القوات النظامية تحافظ على تقدّمها ولكن الوضع صعب ومرهق». وأشار المسؤولون إلى أنّ «الوضع المتوتّر هذا يدل على أنّ القوات النظامية العراقية لا زالت غير فعالة، وهي بحاجة ماسة إلى التدريب».
مظلّة جويّة
بدوره، رهن نائب عن اتحاد القوى الوطنية تخليص محافظة الأنبار من الإرهابيين بتوفّر مظلّة جويّة دولية وقوات بريّة مشتركة عربية أو أجنبية، منتقداً قلة عدد الغارات الجوية الأميركية على معاقل «داعش»، والقوات الأمنية العراقية لعدم مهاجمة مواقع التنظيم، فيما أشار إلى أن معسكراتها أصبحت بمثابة مستودعات أسلحة وذخيرة لعناصره.
وقال النائب غازي الكعود، إنّ «تخليص الأنبار من سيطرة «داعش» لن يتم إلا بوجود مظلة جوية من التحالف الدولي وقوات برية مشتركة، سواء أكانت عربية أم أجنبية، لأنّ القوات الأمنية باتت تشكّل مستودعات للإرهابيين من خلال تركها أسلحتها وذخيرتها ومعداتها عند أيّ هجوم لداعش عليها»، منتقداً عدم تجهيز القوات الأمنية أبناء العشائر بالأسلحة والعتاد الذي يحتاجونه للدفاع عن أنفسهم.
قتلى «داعش»
على صعيد متصل، أفادت مصادر في قوات البيشمركة الكردية أمس، أنّ «نحو 20 من عناصر تنظيم «داعش» قتلوا وأصيب 60 آخرين بجروح في قصف لطيران قوات التحالف استهدف مقرّاً للتنظيم جنوبي كركوك».
وقالت مصادر في قوات البيشمركة ومسؤول محلي في كركوك لوكالة الأنباء الألمانية، إنّ «طيران التحالف الدولي نفّذ الليلة قبل الماضية ضربة جويّة لتجمّعات داعش في مجمع المخازن القديم الواقع بالقرب من نقطة تفتيش في ناحية الرشاد جنوبي كركوك أدى إلى مقتل 20 وجرح 60 آخرين من المسلّحين».
كركوك تتأهّب
في الأثناء، كشفت مصادر أمنية في محافظة كركوك، عن تحليق كثيف لطيران التحالف الدولي في مدينة كركوك وأطرافها ضد تنظيم «داعش»، مشيرة إلى أنّ «الطائرات تقوم بمسح جوّي لعدد من المواقع دون استهدافها حالياً، بالتزامن مع قيام «داعش» بنقل عناصره إلى أطراف المحافظة، فيما تشهد مناطق جنوبي كركوك حشداً لقوات أمنية من البيشمركة والحشد الشعبي والجيش العراقي، تجمّعت بعد ورود معلومات عن قيام «داعش» بالحشد بمناطق غربي قضاء داقوق، عقب الاشتباكات العنيفة التي شهدتها قرى الوحدة وسعد وخالد.
قتلى
لقي 30 شخصاً مصرعهم وأصيب 44 آخرون على الأقل اثر تفجيرين في منطقة الشعلة شمال بغداد أسفر أيضا عن احتراق أكثر من 20 سيارة.
وأعلن مصدر في الشرطة العراقية أن 13 شخصا قتلوا وأصيب 47 آخرون على الاقل حصيلة تفجير سيارة مفخخة بمنطقة الكاظمية شمال بغداد.
ووقعت التفجيرات في وقت متقارب جدا من مساء أمس..
وفي بعقوبة قال ضابط برتبة نقيب في الجيش إنّ «أربعة جنود كانوا على متن سيارة إسعاف قتلوا بالرصاص لدى مرورهم على طريق رئيسي عند ناحية المنصورية إلى الشمال من بعقوبة»، فيما قتل ثلاثة وأصيب تسعة آخرون بجروح، جميعهم من عناصر قوات موالية للحكومة، إثر انفجار منزل مفخّخ جنوبي تكريت»
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة S0S0
