السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
إلى صديقي غير المحظوظ
عبد الله المغلوث


لديّ شخص عزيز يصف نفسه دائما بالشخص غير المحظوظ، كتبت له هذه الكلمات ورأيت أن أتقاسمها معكم.


1 - الأشياء الجميلة جدا تتحقق بالتدريج. تصلك بعد عناء. ستدرك طعمها وقيمتها بعد أن تقطفها. حينها ستعتني بها جيدا. سيكون استقبالك لها بحجم الانتظار. الأشياء التي تأتي سريعة تذهب أسرع. اعلم أنك تتوق أن تحصل عليها الآن، ولا ألومك، فهذه هي طبيعة البشر، لكن تأكد أن في تأخرها خيرة. قد تتأخر أحلامنا لكن إذا آمنا بها فلن تتبخر. تأخرها لا يعني أنك غير محظوظ، فربما تكون أوفر حظا؛ لأن جاهزيتك وشوقك لها سيكون أكبر وأكثر.
2 - لا تخدع نفسك وتقول لها إنك غير محظوظ. أنت بهذه الطريقة تحبط وتحطم نفسك وتكسر مجاديفها. لمَ لا تعكس العبارة وتهتف: أنا محظوظ. على الأقل هذه العبارة ستشعل جذوة حماسك وتدعك تتحرك وتعمل. أما غير محظوظ فستجعلك تركن إلى الألم والضيق والحزن وعدم الإنتاج.
3 - الحظ مزيج من الفرصة والاستعداد. قد تأتيك الفرصة في أي لحظة، لكن يجب أن تكون متأهبا ومستعدا لها. هل لديك المهارات اللازمة لتحقق ما تبتغيه؟ هل حشوت أعماقك بالتجارب والمحاولات والتدريبات التي تجعل منك شخصا كفؤا مؤهلا. تخيل نفسك لاعبا تجلس على مقاعد الاحتياط، ولجأ إليك المدرب في لحظة. هل تملك اللياقة والمهارة لتقتنص هذه الفرصة وتودع دكة الاحتياط إلى الأبد، وتكون نجما تسلط عليك الأضواء. نحن في هذه الحياة كاللاعبين. ستأتينا الفرصة وإن لم تأت ذهبنا إليها، لكن يتبقى السؤال: هل نحن مستعدون لها عندما تأتينا. هنا يكمن الحظ عندما تأتي الفرصة فتستقبلها بحفاوة، تضعها كما يفعلها اللاعبون الكبار على صدرك وتسددها في المرمى هدفا جميلا لا ننساه.
4 - اعلم أن ظروفك العائلية والمادية صعبة، جعلتك تعاني أكثر بكثير من غيرك، لكن تذكر أن ظروفك أفضل من غيرك. تستطيع أن تقرأ وتستوعب وتتعلم وتتحرك وتتطور، بينما غيرك لا يستطيع، لا يملك كل ما تقدم.

أنا وأنت محظوظان يا صديقي. مشكلتنا فقط أننا لا نؤمن بذلك