أثير- سيف المعولي
لم يكن المواطن ( م ه) يعلم بأن رحلته إلى أحد المزارات السياحية في السلطنة ستتحول من جولة للنقاهة والاستمتاع إلى أروقة المحاكم وما يصاحبها من قلق وتفكير و”صداع رأس”.
المواطن الذي يروي حكايته لـ“أثير” طلب عدم نشر أي معلومات تشير إليه “خوفًا” من تكرار المشهد الذي لم يتوقع أن “يجرجره” إلى المحاكم، وهو أمر سيعذره عليه القارئ الكريم الذي سيتعرّف على تفاصيل حكايته في الأسطر التالية.
تبدأ الحكاية في استثمار المواطن لأحد أيام إجازته للذهاب بصحبة عائلته إلى أحد المزارات السياحية في محافظة الداخلية- وهنا نحجب اسم المكان أيضا نزولا عند رغبة المواطن للسبب المذكور أعلاه، مع احتفاظنا بكل الأدلة على صحة القصة وأنها من غرائب الواقع وليس من وحي الخيال-.
الرحلة التي منّى المواطن النفس بأن توفّر له الاستجمام والراحة لم تتحقق، بسبب عنصر بشري لم يتعامل معهم ( المواطن وعائلته) بما يليق بهم كسيّاح، وبما يجب أن يُوفرّه لهم من إرشادات ومعلومات تتوافق وحجم هذا المزار السياحي وأهميته.
عدم الراحة التي شعر بها المواطن من هذه الرحلة أراد أن يُترجمها في نصيحة يوجهها إلى إدارة هذا المزار السياحي ( رغبة منه في عدم تكرار هذا المشهد مع السياح مستقبلا) – كما يُعلل؛ فاتّجه إلى موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” كونه الأسرع في إيصال “نصيحته” عبر تغريدة يتكفل “المنشن” بإتمام وصولها.
ترجم ما شعر به في بضع كلمات كتبتها لوحة مفاتيح هاتفه مفادها ( المكان جميل لكن الجولة سيئة.. والسبب المرشد السياحي” مع منشن لحسابهم، فجاء الرد منهم يطلبون اسم المرشد، فأعطاهم إياه – ظنًّا منه أنهم سيناصحونه، وسيوصلون إليه هذه الملحوظة”، لكن ما حدث عكس ذلك.
في اليوم الثاني تواصلت إدارة المزار مرة أخرى مع المواطن على “العام في تويتر” وطلبوا رقمه، فزوّدهم به، وحذفه بعد ربع ساعة تقريبا كونه كان على “الملأ”.
تفاجأ بعد يوم بقيام المرشد السياحي بإضافته في “تويتر” من حسابه الخاص وطلب منه رقم هاتفه، فلم يرد عليه المواطن، لأنه قد تواصل مسبقا مع الإدارة، فكانت “المواجهة”.
اتصل المرشد بالمواطن ودار بينهما هذا الحديث ( بتصرف):
– أنت اتهمتني بأنني أسوأ مرشد، وسببت لي سمعة سيئة مع الإدارة وزملائي
– لم أتهمك بذلك، ذكرت ملاحظتي عن الرحلة وطلبوا اسمك فأعطيتهم.
– أنت شوهت صورة المزار وصورة عمان وعليك أن تكتب اعتذارا رسميا للإدارة في “تويتر”
– لا لن أعتذر ، لاني لم أخطئ، وما كتبته كان نقدًا بناءً، وعليكم أن تحترموه.
… انقطع الاتصال.
بعد أسبوع تفاجأ المواطن باتصال من الادعاء العام باستدعائه بجنحة “إهانة الكرامة باستخدام تقنية المعلومات”. ذهب إليهم وشرح لهم الموضوع، لكنّ الشاكي لم يتنازل، فحوّل الادعاء العام القضية إلى المحكمة للفصل فيها. وهنا حاول المواطن البحث عن حل، فذهب إلى الشركة وقابل أحد مسؤوليها لكنهم لم يعيروه اهتماما.
في المحكمة فُسحة لـ “الأخذ والرد” في الكلام، أمام القاضي الذي اقتنع بكلام المواطن، وأصدر حكمًا ببراءته، بعدما ظل أشهرًا في “حيص بيص”.
يتساءل المواطن في نهاية حديثه لـ “أثير” كما يتساءل الكثير من القرّاء الأعزّاء الآن بعد قراءة هذه القصة عن الهدف من نشرها بعد اكتمال فصولها، ونقول بأن النقد البناء هو طريق لتجويد الخدمة، كما أن على المرء أن يحذر من كل كلمة يُطلق لها “العنان” في “ريح تقنية المعلومات” فلربما “النية” لا تشفع أمام “نص القانون”.