قصيدة / مرسوم ملكي


مرسوم ملكي


بـــيــــوتُ الشعر أرتجلُ ببحرٍ موجه المثلُ


وتعــــشقني لآلـــــــئهُ وآمــرهــــــــــا فتمـتـثـلٌ


أنختُ ببابها جُمَلي فورَّد خدها الـــخجلُ


عـــــموديُّ الهـــــــوى قلمي وتفعيلاتهُ دِوَلُ


فتشرق فـــيه أفعلةٌ وتخبو فاعــــــلٌ فَعـــــلُ


تُوَرِّثني القوافي عرش من ظلوا ومن رحلوا


وتدعـــــــــــوا الله تبتهلُ كــفاك الله يا رجلُ


كما أيوب يا ملــكاً بربك كيــــــف تَحْتَمِلُ


عذولاً ليس يــعـــــــتذِل ومنه النار تشتعلُ


فقلت مراكبي خُذِلَتْ وجازى اللهُ من خذلوا


هجير الشمس يحرقها وقمري ليس يكتملُ


كـــــواكــبها مضــــــلـَّلةٌ وتفتـنهــا فـتـــقـتـتـلُ


عطارد من يطاردها ويــــــتبع ظلَّها زُحِــلُ


فتنزل إن همُ صعدوا وتصعدُ إن همُ نزلوا


وتسكرهــم بلا خمـــــــرٍ وتوقظهم إذا ثملوا


وتضحِكُ في الهوى مقلاً لتذرفَ في النوى مقلُ


وتـــتـــــرك بينهــــــم عِــللاً وجــرحاً ليس يندملُ


كما الرقــطاء ملمسها يُغَلِّـــــفُ سمَّها العسلُ


فهذي الشمس ما كُسِفتْ ولو في وجهها تفلوا


تجوب الليل ما أفلتْ وكم من حولها أفـــــــلوا


مراســيــــم الهــــــوى صدرتْ لأعزلها فتعتزلُ


ألا يا معشــر العـــــشاق ليت الحب يُختزلُ


بصـــــــدقٍ دونما كذبٍ وفاء ما بهِ دجـــــــلُ


رَثَيْتُ لحال من غفلوا عقولٌ مسَّها الخبلُ


كتاب الله ما عقِلوا وما جاءت به الرسلُ


ولا عَقَلوا ولا اتكلوا فضلّوا الدرب ما وصلوا


وتاه الذئبُ والحـمـلُ وســـــار بدربه الجَـملُ


إلـهي إنني بلَّــغتُ عَـــلَّ رسالتي تــصـِــــلُ

*********