بعدما زاحمهم الوافدون في “أرزاقهم”: مُواطنون يطالبون بتعمين إحدى المهن في البريمي
*الخميس , 25 يناير 2018 12:30 م
أثير – نبيل المزروعي
يدرك الجميع أهمية قرارات التعمين في مختلف الوظائف والأعمال، خصوصا في الوقت الراهن الذي يوضح عدد الباحثين عن عمل، والمساعي الحثيثة التي تبذلها الحكومة الرشيدة في توفير فرص العمل للشباب العماني في القطاعين الحكومي والخاص، الأمر الذي يضع بعض الجهات الحكومية المسؤولة أمام تحدٍ جديد للبحث عن بعض التسهيلات التي تمكن المواطن العماني من الاعتماد على نفسه، والسعي في إيجاد مصدر رزقه الحلال من خلال بعض الأعمال الخاصة، والتي تحتاج إلى إعادة نظر من جديد حول القرار المتخذ بشأنها.
ولعل موضوع تعمين بعض المهن ومنها ” قيادة الشاحنات ذات الـ 3 أطنان ” الذي صدر بتنظيم وزاري سابق، شغل فكر كثير من الشباب العماني القاطنين في المناطق الحدودية، حيث استثنت اللائحة الصادرة بعض المناطق كمحافظتي مسندم والبريمي الحدوديتين، الأمر الذي أوجد تساؤلات عديدة من الشباب العماني، خاصة الذين يمتهنون الشغلة كمصدر رزق ووظيفة يرعون بها أسرهم.
وقد تلقت “أثير” العديد من الاتصالات من شباب عُمانيين يقطنون محافظة البريمي الحدودية، مبدين استغرابهم من قرار التعمين الخاص بـ ” الشاحنات ” والذي استثنى محافظتهم إلى جانب محافظة مسندم، متسائلين ” لماذا تم استثناء أبناء البريمي من هذا التعمين، خصوصا وإننا بحاجة ماسة وملحة للعمل، ولم نجد من الوظائف الحكومية أو الخاصة التي نعيل بها أهلنا وأسرنا، وعملنا في النقل البري وقيادة الشاحنات هو كل ما تبقى لنا، والذي نحاول من خلاله أن نعتمد على أنفسنا بعيدا عن القوى العاملة الوافدة، التي لم تترك لنا مجالاً في بلدنا إلا وشاركتنا فيه.
وأوضح محمد الشامسي أحد هؤلاء الشباب في تواصل مع “أثير” قائلا : طالبنا مرارا وتكرارا بمساواتنا بجميع المحافظات والولايات في السلطنة، وأن يشملنا قرار تعمين الشاحنات الذي صدر من وزارة القوى العاملة، خصوصا وأن الشباب في البريمي لا يجدون الكثير من المهن والأعمال التي يكسبون منها لقمة العيش، ولم نطالب بتوفير الوظائف في المحافظات الحدودية، وإنما كل ما طالبنا به هو حمايتنا من العمالة الوافدة في تعمين المهنة، ومساواتنا بأخوتنا في محافظات السلطنة، لأننا وبكل أمانة جيل لا يبحث عن الوظيفة بقدر ما يخلق لنفسه الوظيفة.
وأضاف الشامسي: راجعنا العديد من الدوائر والجهات الحكومية المسؤولة عن موضوع التعمين، ولم نتلق الرد الشافي والكافي في ما يخص الموضوع سوى أن محافظتي البريمي ومسندم حدوديتان وتم إعفاؤهما من قرار التعمين، وقد تلقينا وعداً من مدير القوى العاملة في المحافظة في إحدى زياراتنا، قال فيه : إذا كان الشباب العماني يرغب ومستعد للعمل في مجال النقل، قدموا طلبا ترغبون من خلاله بتعمين الشاحنات فئة “3 أطنان” ، وبالفعل قدمنا طلباتنا في كل من وزارة القوى العاملة وغرفة تجارة وصناعة عمان، بالإضافة إلى مطالباتنا التي تقدمنا بها إلى مكتبي سعادة المحافظ وسعادة الوالي.
وأردف الشامسي في مناشدته قائلا ” الشباب في محافظة البريمي بحاجة ماسة لتعمين مهنة النقل، خصوصا وأنه لا توجد الكثير من المصادر التي من الممكن أن نعتمد عليها، وإذا ما قسنا الوضع بيننا وبين شباب محافظة مسندم، فهم يمتلكون ( البحر ) كمصدر آخر للعمل وكسب الرزق من خلاله، أما نحن في محافظة البريمي فمصادر العمل قليلة وتكاد تكون شحيحة، ونطالب من الجهات الحكومية أن تساوي بيننا والمحافظات الأخرى في قرار تعمين الشاحنات 3 أطنان في مجالات ( قلاب الرمل – قطر السيارات – النقل العام )، وأن يتم إلغاء الاستثناء في مهنة النقل العام، كما هو الحال مع صهاريج ( نقل المياة ) المعمنة.
وختم محمد الشامسي مناشدته قائلا ” لينظر المسؤولون في حالنا نحن شباب البريمي، ويقدرون الوضع الذي نعيشه في منطقة حدودية، فالوضع يحتاج للتدخل وإنقاذ مهنة نحن أحوج بها من غيرنا، خصوصا وأنه يوجد مجموعة كبيرة من الشباب في البريمي يمتهنون قيادة ( صهاريج المياه )، وربما بعد فترة بسيطة يتم الاستغناء عن هذه الصهاريج بعد أن تنهي هيئة الكهرباء والمياه مرحلة تزويد المحافظة بالمياه الداخلية عبر الأنابيب، حينها أين سيتجه أولئك الشباب المثقلون بالديون وأقساط الشاحنات، الحقيقة أن معاناتنا تزداد يوما بعد يوم، خصوصا مع مزاحمة العمالة الوافدة لنا في أعمالنا، وإغلاق جميع أبواب الرزق علينا، والتي من خلالها نحاول أن نؤمن حياتنا المعيشية وحياة كافة أفراد أسرنا