أثير- موسى الفرعي
بدأت حركة تزوير الحقائق التاريخية المتعلقة بالتاريخ العماني من قبل دولة الإمارات تفضح نفسها بنفسها في الآونة الأخيرة، لأسباب ودوافع عديدة أكثرها ظاهر يمكن التصدي له بدرجته ومستواه، وأقلها مستتر، ولا يخفى ذلك على الجميع، وكان بالإمكان تجاهل كل الألاعيب الصبيانية التي يُراد منها اللعب بأحداث التاريخ العماني، غير أن إيماني الشديد بأن تربة هذا الوطن ومن يمشي عليها يرفض تقديم السموم وتصديرها إليه، هو الدافع للرد على كل صغيرة وكبيرة وهذا ما يجعلنا نرى أن أوجب الواجبات في هذا السياق هو فضح المفضوح وقراءة المستتر وراء هؤلاء الذين تشبعوا بأفكارهم الهدامة وطرقهم الساذجة، ويجدر بي توضيح أن الحديث هنا عن الإمارات هو الحديث عن حكومة ” أبوظبي” بصفتها السياسية الشاملة عن دولة الإمارات العربية المتحدة.
بعد الهوليودية/الإماراتية السابقة التي يعرفها الجميع والتي حاولت النيل من الفترة الذهبية في التاريخ العماني، وبعد الغلو المشهود في محاولات النيل من عمان، ها هم يلجئون إلى طريقة جديدة وهو التمهيد لما سيكون، فقد صدرت صحيفة الاتحاد “الإماراتية” إعلانا تعريفيا عن مسندم يحمل في ظاهره التعريف السياحي لا أكثر لكننا نجد بعض الإشارات غير البريئة، بين جمل هذا الإعلان مثلا قولهم ” يفصلها عن بقية أرض عمان جزء كبير من أراضي الإمارات” وقولهم ” تقع محافظة مسندم في أقصى الشمال من سلطنة عمان والإمارات”.
هل سأل الإماراتيون أنفسهم لماذا هذا التداخل في الأراضي العمانية بعد التقسيم الجغرافي، ولا أظن أن الإجابة عن هذا السؤال سترضي نفوس هؤلاء الناس، المهم لدينا الآن هو أن إشارة الاشتراك الجغرافي المشار إليها هنا ليست بريئة أبدا، بل هي تمهيد لادعاءات إماراتية جديدة مثلا: المطالبة بجزء من مسندم نتيجة لهذا الاشتراك إن لم يحلموا بها كلها، وهذا ما يفسّر نشر إعلان سياحي ترويجي عن جمال وطبيعة مسندم “العمانية” في صحيفة إماراتية، هذا إعلان الذي انتهى بإشارة استقلال الحكم الذاتي قديما لمسندم وذلك بقولهم في نهاية الإعلان ” تمتعت بحكم ذاتي مستقل في فترة زمنية سابقة” فما علاقة هذا الأمر بالتعريف السياحي أو الجغرافي الذي جاء معظمه داخل هذا الإعلان، وخاب فألهم فهم بهذا كمن يحاول مداعبة فك الأسد فأهل مسندم تجري عمانيتهم في عروقهم مجرى الدم وأي محاولة للمساس بتاريخ عمان ومقدراتها ستكون مسندم كلها رأس الرمح العماني الذي ينغرز في كبد من يحاول ذلك، هكذا نعرف عَظَمة مسندم وهذه هي صورة ارتباط ووحدة عمان كلها، ثم كيف انطلت على الإمارات كذبة أنه يمكن لأي شخص كان استبدال تاريخ عظيم كالتاريخ العماني المنوّر بـ48 عاما، فأين كان قبل ذلك.
العمانيون لا يقبلون استبدال دور البطولة ليلعبوا دور النبتة الشيطانية التي تولد من العدم، وأخيرا يوضح هذا التعريف ” أن مضيق باب السلام صار معبرا لـ 90% من بترول الخليج العربي”.
أمن أجل ذلك إذًا..؟!
وقد يقول قائل إن هذه الكلمات هي نتيجة لسوء النية وإيمان بنظرية المؤامرة ولكن السؤال هو : هل تركت الإمارات لنا فرصة لحسن النية، وتفشي نظرية الأخوة والمحبة..؟! ومن يدعي ذلك فله ما شاء من الشواهد في صبيانية الإمارات وحشر أنفها داخل الشأن العماني الخاص، الشواهد التي ينكرها المجتمع العماني والخليجي والعربي والدولي، والتي لولا حكمة جلالة السلطان وإقامته لعدة اعتبارات كالجيرة والدم، لأُلقم الفم الإماراتي مئات الأحجار.
ارفعوا رغباتكم عن أرضنا وتاريخنا، فكل شبر في عمان هو قدس الأقداس، والذود عنه هو أوجب الواجبات.
ارفعوا رغباتكم لأن كل ذرة رمل هنا تنكر فعلكم ومحاولاتكم التي صارت ممجوجة من قبل الجميع.
ارفعوا رغباتكم فقد تبّت كل يد حاولت المساس بعمان.
نفوسكم وحاضركم أولى بكم فاصنعوا شيئا مشرفا لمستقبل أبنائكم لا تمنحوهم فرص الغوص في كل هذه المستنقعات من الزيف والتدليس والتدخل في شؤون الآخرين، فإن غركم ضعف أحدهم فقوتك تقاس بضعف الآخر، لا بحقيقة قوتكم
هذه عمان التي أينما وجدت صغرت في حضرتها كل الأشياء، فكيف بمن ولد صغيرا ويُحمَل حملا لئلا يكبر أبدا، عودوا راشدين لعل الله ينفع بكم أهلكم، فقد بدأ مستوى حبل الغسيل يرتفع إلى الأعلى أكثر وأكثر وصار بمقدور الكل مشاهدة ما ينشر عليها
![]()