أصبُّ الرّوحَ في جفن الظّلامِ
على هدبٍ من الأشواقِ دامي

وأنزفُ منْ حنينكَ أغنياتي
إذاما الوجدُ يهْمسُ في مَنَامي

فيا طيفاً يزاولُ وَكْرَ حُلمي
إذا أغفى الهوى منْ ألفِ عامِ

و عصفوراً يُهدْهدُ في عيوني
وإنْ أحْنيتُ رفّ مع الحمام ِ

يضوعُ العمرُ بينَ سُهاد رمشٍ
و حبّ باتَ يرقدُ في عظامي

جنوحُ العشق بدّدني رحيقاٌ
فسالَ الشّهدُ من ضرْع الكلام

فيا منْ بالدّجى أسرى بتيهي
و أيْنع قُطرباً غبّ الظّلام

وشاحُ الذّكريات يسوسُ بوْحي
و يعْصرُ منّي أقداح المُدام

و يرسمُ بالنّدى المشتاق عُمْراً
تخبّأ فيّ مُحترقَ المرامي

لك اللّهفاتُ ما اسْتبقيتَ منّي
لك الجمراتُ من لجّ اضْطرامي

لَيَدْري اللّيلُ منّي هَمْهَماتي
و يعرف حبّكَ العطُر الخُزامي

و ذاكَ الطُّرفُ من عينيكَ يمضي
يَرُشُّ القلبَ منْ حُلْوِ السِّهام

و لَوْ سَكَنَ العبابُ بمقلتيك َ
لَظلَّ البحرُ في عينيكَ ظامي

حنانَكَ , أهتدي مِنْ كَسْرِ روحي
و أجمعَ مِنْ تَفَتُّتِها حُطامي

أيا مَنْ يحضن الأنْفاسَ سحراً
و يروي القلبَ منْ عَذقِ التَّهامي

بطيفكَ يستحيلُ الوقتُ شوقاً
و يغدو اللّيلُ صُبحاً في خيامي

إلى أينَ المضي ُّ و ذي بُرُوقي
و كلُّ سحابةٍ تحكي هيامي

جروحُ الحبّ غطّتْ لي ضُلوُعي
و ناظِرِيَ الموشّى بالغَرام

لَتَطْعنُني المآذنُ وهي تبكي
و يَقْبُرُني التّوجُّسُ في الغَمَامِ

و ذي الأطيارُ يُوجِعُني غِناها
إذا هَمَسَتْ حنيناً للأنامِ

فَرُدَّ الرُّوحَ منْ أشْتاتِ شوقٍ
لعلَّ الرُّوح تسْتجْلي لَمامي

أنا الأشواقُ أُغْفيها بهدْبي
و أحْلمُها و أبصرها أمامي

إذاما كان للأشواق روحٌ
أنا الجسدُ المفصّلُ بالتَّمامِ.