صورة للوداع الأخير بين العالم الأسترالي "ديفيد جودال" وحفيده قبل سفر ديفيد إلى سويسرا لزيارة عيادة من عيادات القتل الرحيم لإنهاء حياته طواعيةً، بعدما بلغ من العمر 104 سنة وتكالبت عليه الأمراض المزمنة.

عيادات القتل الرحيم موجودة ومنتشرة في سويسرا منذ سنة 2008 لدرجة تعريفها وانتشارها بين الناس تحت مسمى "السياحة الانتحارية"، وهي تقضي على حياة عدد من الناس ما يساوي تقريبا لعدد الناس التي تنتحر بنفسها (1000 شخص سنويا في المتوسط).. معظمهم من المسنين الذين يعانون من أمراض مزمنة.

الوضع قانونياً مرتبك بشدة لأنه غير مصرح لهذه العيادات بالقتل المباشر، بمعنى أنها لا تستطيع إعطاء حقنة مميتة أو مواد مسممة مثلاً للمريض بشكل مباشر لأن القانون الجنائي في سويسرا يحظر التحريض أو المساعدة على الانتحار. القانون هناك يسمح فقط بالمساعدة وبتوفير وسائل للانتحار، بشرط أن لا يكون في الأمر أي مصلحة شخصية كالربح النقدي مثلاً. فكل هذه العيادات تعتبر منظمات غير ربحية، وعلى أساس هذا القانون تم تأسيس أول منطمة من هذا النوع في ثمانينيات القرن العشرين.

البحث الجنائي يتدخل عندما يتم إعلان حالة انتحار في هذه العيادات للتأكد من أن المريض كان يعاني فعلا من مرض مميت وأنه كان بكامل قواه العقلية والنفسية وقت اتخاذ القرار بإنهاء حياته، وأن الموضوع ليس فيه شبهة انتفاع طرف آخر من موت هذا الشخص.. لكن أغلب القضايا ما زالت مفتوحة لوجود شبهات وعدم وجود أدلة إدانة واضحة.

التنظيم الليبرالي للمساعدة في الانتحار، يسمح أيضاً بالقتل الرحيم الطوعي للأجانب غير المقيمين، مما أدى إلى ظهور ظاهرة "السياحة الانتحارية" وسفر الأشخاص الراغبين في إنهاء حياتهم من كل دول العالم لسويسرا للاستمتاع بوفاة تحت إشراف طبي كامل. وأي متعة في الموت؟