خيال....(الخيال افضل من المعرفة) .... حكمة لانشتاين ..تتردد في راسي منذ كنت صغيرا لم اتجاوز العاشرة من عمري .. اتمعن في العبارة حينها ...قرأتها في مقال بمجلة احرص على اقتنائها..تصدر من لندن في نهاية الاسبوع.. أشتريها من مكتبة قريبة من منزلي ..اهرب بعيدا الى حديقة الجامع ..وحيدا اقرأها بشغف ..رسخت تلك الحكمة في نفسي .. لم تغمض لي عين .. كل ليلة..الا ان خيالي يبحر في محياطات من احلام اليقظة ... تخيلت شهادة اكثر من جامعية .. مكان اعمل فيه لم يخطر في بالي .. أقترن بامرأة استثنائية من عالم استثنائي ..أعيش معها قصة حب رومانسية .. واشياء اخرى .. رسمها خيال صاخب بالامنيات والاحلام .. تتكرر كل يوم وليلة ..اعيش تلك اللحظة بكل تفاصيلها .. ادخل في عالم جميل ..رائع .. تعزز باجتهاد واضح ..مثابرة ..عزم ... اروقة المدرسة وكتبي تشهد بذلك .. رسمت امام خيالي طريقا ومسارا ..أوصلني الى تلك الأحلام والامنيات .. رغم العقبات والحدود..رغم عوارض الطريق ..رغم غروب الشمس ..وحلول الظلام..الا ان قافلة تلك الاحلام مضت.. ها هي شمس الصباح تشرق ..واحلام الليل تتحقق تباعا ..لم يخذلني هذا الزمن ..من يسير في الطريق الصحيح يصل لا محالة .. اصحابي يسموني بالمحظوظ ..واحيانا بالمستثنى .. لا يعلمون سهر الليالي .. عبرت قوافلي المجهدة رمضاء الصحراء المقفرة .. ها أنذا .. أصرخ ملء فمي ..تغمرني السعادة أكثر مما أتصور.. مما تخيلت يوما ما ..أدركت ان العزم والهمة تؤتي ثمارها .. أفخر بنفسي ..بصبري .. الا ان الفخر اصطدم بجبل صخري ..في لحظة صفو الليالي ..حدث مالم يكن في الحسبان .. وفي الخيال .. اصطدمت قافلتي بقدر المرض .. اسميه احيانا ابتلاء ..فيروس ينخرجسدي في وقت مبكر جدا ..كيف شاء لي ذلك ..ما بال خيالي لم يدرك هذا الأمر ..أيعقل؟ ..نعم يعقل !!!!..لأن الانسان لم يكن ملك نفسه .. فهو مخير في أمر ما ..وأحيانا مسير.. تبقى العقول محدودة ...الخيال محدود .. وتبقى الكلمة الاخيرة ..للقضاء والقدر ..رحمتك يارب ...ألطف بنا .. أقصى ما يمكن ان نطلبه في دعواتنا وصلواتنا ...يااااااه لم يكن في الحسبان هذا القضاء ..لا أزال أتخيل نهاية الفيروس.. كم تخيلت تلك اللحظة..كيف يهاجمه المضاد الحيوي ..ويقضي عليه .. كيف استعيد صحتي ..عافيتي ..أعود مجددا لنعيم الصحة ..هناك احلاما اخرى لم تتحقق بعد..أمنيات عديدة اسعى ان تكون واقعا في حياتي ..أشرعتي لم تطوف بحار خيالي بعد .. ام يعني ذلك نهاية المطاف؟ ..لا أعلم..هذه سنة الحياة .. لاتدوم السعادة ..من يظن ذلك ؟ ..لكل جميل نهاية ..لا نفرح كثيرا .. وأنا مؤمن بخارطة حياتي وطرقها وتعرجاتها ..في لحظة ..بين غمضة عين .. تحقق ما لم يتحقق..أدركت معنى الآية الكريمة .. قوله تعالى: وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى {الضحى:5}.بقلمي/ ناصر الضامري