في عالم الوعود... حيث تتهاوى المبادئ وتعلو المصلحة،
أقدم بين يديكَ زادَ الحذر، وسلاحَ التجربة، ودرعَ البصيرة.
أولًا: لا تبنِ قصورًا في السماء بغير سُلَّمٍ من الواقع
- لا تُسارع إلى تصديق كل وعْدٍ يلمع كالندى، فربما كان بريقُه سرابًا.
- لا تُفرط في التفاؤل قبل أن ترى الفعلَ قبل القول، فالنية وحدها لا تُشيدُ جدارًا.
- ضعْ شرطًا خفيًّا في قلبك: "لا تعُدَّ الوعدَ حَقًّا حتى يتحولَ فعلًا".
ثانيًا: احفظ قلبك.. لا تُعرْضَهُ لكل نافخٍ في بوق الوعود!
- لا تفتح صدرك إلا لمن أثبتَ أنه يُمسكُ عصا الوعد من طرفيها: قولًا وفعلًا.
- لا تثق إلا بمن سقَتكَ من كأس أفعاله قبل أن يُسمعكَ طنينَ كلماته.
- تذكَّر: الورودُ التي تزهو بلا جذورٍ.. سرعان ما تذبل!
ثالثًا: كن كالنخلة.. تمنحُ ظلًّا حتى لمن يقصفُ حجرًا!
- لا تتوقف عن العطاء، ولكن زنِ العطاءَ بميزان الحكمة:
- أعطِ بلا تبذيرٍ، كي لا يصيرَ كرمُك جسرًا للاستغلال.
- أحسنِ الظنَّ بلا سذاجةٍ، فالسماءُ وطنُ النجوم.. لكنها أيضًا موطنُ الصواعق!
رابعًا: اصنعْ من الألمِ حصونًا.. لا قبورًا!
- إذا انكسرَ وعدٌ، لا تنكسرْ.. بل اجعلْ منه حجرًا في سورِ وعيكَ.
- إذا خُدعتَ، لا تخدعْ نفسكَ بالندمِ الطويل.. فالحياةُ قصيرةٌ، والمستقبلُ يحتاجُ خطواتٍ جديدة.
- تعلَّمْ من التجربة، ولكن لا تحوِّلْ قلبَكَ إلى سجنٍ.. فليس كل الناسِ خونة!
خامسًا: كن كالماء.. إن خانك الغيمُ، فابحث عن ينابيعك!
- لا تربطْ سعادتكَ بوعود الآخرين، فأنت بستانُ نفسك، وأغصانُك قادرةٌ على أن تحملَ ثمارَ الأملِ دون حاجتهم.
- اصنعْ وعودَكَ لنفسك أولًا: وعدُ التَّقوى، وعدُ القوة، وعدُ الاستمرار.. فهي الوعودُ التي لا تخون.