يسعد مساكم / صباحكم
هلا بالجميع ..
لقاء آخر يجمعنا وقصه حدثت في احدى الدول العربيه وتحديدا مصر ..
من المعروف ان رجال الدين المسيحي وحتى العامه يلبسون الصليب او يوشمون به ايديهم او اي مكان آخر بأجسامهم وهالشي انا لاحظته بالفعل اثناء سفراتي لمصر لقضاء اجازتي فيها بعض الاحيان ..
راح احكي لكم قصه حقيقيه حصلت بمصر من خلال سردها بقلمي البسيط وهي تدل دلاله كبيره بأن هناك الكثير من الناس في عالمنا العربي والغربي بعضهم مسلم ولكن من الصعب ان يجهروا بذلك خوفا على حياتهم وحياة اسرهم بحكم مناصبهم ومراكزهم وسياسات الدول اللي هم فيها ..الخ ..
يوم من الايام ركب رجل مسلم في القطار علشان يروح منطقه معينه ولما جلس على كرسيه كان جالس بالكرسي اللي جنبه راكب من نفس جنسيته ..
كان هالراكب رجل وقور بحكم سنه وهدوءه ولحيته الكثيفه والكبيره اللي زادته طبعا وقار وحكمه وهيبه ..
وكان يتدلى الصليب على صدره من خلال سلسله كبيره على عنقه مما يوضح انه احد رجال الدين المسيحي الكبار وله مركز ورتبه كبيره بالكنيسه لكونه قسيس ..
جلس الرجل المسلم جنبه وتبادلوا السلام بشكل عادي ..
فجأه ..
التفت الرجل المسلم لحامل الصليب وقال له : من المؤسف ان تتمرغ هذه اللحيه الكبيره في النار ..
سكت رجل الدين المسيحي شوي وعقبها رد عليه بكل هدوء وطمأنينه : لن تمسها النار ان شاء الله ..
ساد الهدوء بينهما وبعد شوي وقف القطار ونزل الرجل المسلم من القطار لكونه وصل للمحطه اللي يبي ينزل فيها اما الرجل المسيحي ظل بالقطار لأنه ماوصل للمحطه اللي عند بيته ..
بالليل حاول الرجل المسلم ينام بس ماقدر وانشغل تفكيره بهذاك الرجل وتساؤلات كثيره مرت على باله ..
جلس يسأل نفسه .. شو يعني لن تمسها النار ..!؟ ليش قال هالعباره وهو رجل دين مسيحي ..!!؟ ليش ماسألته شو يقصد بها ؟ ليش ما اخذت عنوانه واسمه .. الخ من تساؤلات حاول يتوصل لإجابه مقنعه بس ماقدر ..
ولأن الله عالم بكل شيئ ولأن الرجل المسلم كان قلبه وتفكيره مشغول باللي صار بينه وبين هذاك الرجل .. بعد نومه جاه بالحلم شخص غير واضحه معالمه واعطاه عنوان بيت الرجل المسيحي بأي منطقه واي شارع وعماره وشقه ..!
لما صحى من النوم الصبح وبعد تأديته صلاة الفجر تحرك للعنوان اللي الله اهداه له بالحلم وهو يتسائل ياترى صحيح اللي حلمته ؟ طيب لو صحيح شو راح تكون ردة فعله وهو يشوفني قدام بيته ..!؟ اخاف اروح ويطلع الحلم مجرد اضغاث احلام الخ ..
ركب تاكسي واعطاه العنوان ووصل بالفعل ..
وقف قدام الشقه محتار .. ادق الجرس ولا لأ؟ ربما هي اضغاث احلام كانت ..!
اخاف يفهموني غلط واتورط ..!
بعدها قرر يدق الجرس ..
دق الجرس ..
ثواني وانفتح الباب .. موقف مذهل .. صدمه لكلا الرجلين .. الرجل المسلم استغرب ان العنوان صح ورجل الدين المسيحي استغرب اشلون هذا وصل لبيته ..!!
بعد زوال الصدمه شوي وكل واحد فيهم تمالك اعصابه ..
قال الرجل المسيحي للمسلم بكل طيبه وهدوء : تفضل بالدخول ..
دخل وهو حائر ومندهش والخجل يكسوه ..
قام الرجل المسيحي واحضر له شاي وهو يرحب به ويبتسم رغم انه بنفسه مستغرب مثله ومندهش من هذا اللقاء الغير العادي ..
بعدما شرب الشاي قال له المسيحي : كيف عرفت عنوان بيتي ؟ لو انت نازل معي بنفس المحطه كان قلت ربما تتبعت خطواتي بس انت نازل قبلي ..!
رد المسلم : بكل امانه السالفه غريبه وربما ماراح تصدقها ..
رد المسيحي : لا قول .. راح اصدقك اكيد ..
المسلم : بصراحه امس من وصلت البيت وبعدما تعشيت وجيت انام ماقدرت انام بسرعه ..
انشغل بالي وقلبي كثير باللقاء اللي جمعني بك واكثر شي عبارة ( ان شاء الله ) اللي قلتها ..
ولأن هالموضوع شغلني كثير نمت من التعب وحلمت بشخص جاني بالنوم وعطاني عنوان بيتك بالكامل ..
ولما صحيت الصبح اول شي سويته بعد صلاة الفجر ركبت تاكسي وجيت رغم ان على بالي ربما هي اضغاث احلام او شي من هالقبيل بس قلت خليني اقطع الشك باليقين واجيك ..! وبقية التفاصيل تعرفها طبعا من فتحت لي الباب ..
استغرب الرجل المسيحي وابتسم وقال له بكل هدوء وطمأنينه : انا رجل مسلم وزوجتي وبناتي واولادي مسلمين والقرآن معنا بكل وقت بالبيت ولكن لظروف اقوى مني صرت اظهر للناس اني رجل دين مسيحي واضطر لتعليق الصليب بصدري واروح الكنيسه لكوني قسيس فيها ولو احد عرف اني مسلم راح يقتلوني ويقتلوا كل افراد عائلتي .. ولعلمك الكثير مثلي بالعالم لأسباب كثيره لايستطيعوا الجهر بإسلامهم رغم انهم مسلمين والله يعلم بصدقهم وحسن اسلامهم ..
هنا سكت الرجل الرجل المسيحي عن الكلام والمسلم يسمعه بكل ذهول ودهشه ..
فجأه ..
قام الرجل المسلم واحتضن اخوه بالاسلام وكل منهم عيونه تدمع من الفرحه ..
انتهى .. بقلمي
اخوكم / رايق البال