يوماً بعد يوم يتسع نطاق مواقع التواصل الاجتماعي في فضاء الانترنت الواسع، ومعها يزداد التواصل بين سكان العالم في مختلف بقاع المعمورة لتُسهّل وتقرب المسافات. ولكن المواضيع المطروحة في هذا المواقع تتفاوت في أهميتها وماهيتها، حيث ستجد هناك من يسئ إلى كيان دولتك التي ترعرعت فيها أو عالمك الإسلامي الذي تنتمي إليه، وهناك المتطاول على دولتك أو قائدها أو مسئوليها، وهناك المفتّن والمخرّب والمحرّض وغيرهم من هذه الفئات التي تستهويها ذريعة الفتنة والفرقة بين المسلمين.
فمن الواجب علينا كمسلمين أولاً ألا تجرنا مثل هذه الكتابات لننساق ورائها، لأن النهاية التي ستوصلنا إليها ليست هي التي نتصورها في مخيلتنا، بل العكس تماماً وهو ما نلاحظه في دول الجوار والحالة التي آلوا إليها. فكيف نتعامل مع مثل هذه الفئة وكيف نرد عليها؟! يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) علينا الابتعاد عن كل المواضيع التي تنشر الفتنة بيننا ثم علينا أن ننتقي العبارات والكلمات التي تؤثر إيجابياً على فكر وعقيدة هؤلاء الأشخاص حتى نحاول تغير ما هم يتخيلوه عنا وعن ديننا وعقيدتنا، لأن التهجم عليهم ربما لا يفيد الجرح إلا ألما.
وعلينا أن نعي أن هذه المواقع أوجدت لأغراض لا نعلم خفاياها لأننا لسنا منشؤها، ولكننا نعلم الظاهر منها وهو من أجل تسهيل الوصول والتواصل بين الناس. فعلينا استخدامها بطرق مفيدة لنا ولمجتمعنا ولديننا.