لا يمكن أن تستقيم تربية الطفل دون رفض تصرفاته غير الملائمة. لكن استخدام كلمة "لا" مع الطفل يحتاج لحرص شديد حتى تؤدي المطلوب منها. وينصح الخبراء باستخدام هذه الكلمة مثل الدواء، أي في حالة الضرورة فقط حتى لا تفقد تأثيرها.
يمثل العالم بالنسبة للطفل ملعبا كبيرا للمغامرة، إذ يمكنه فعل أي شيء ولا يزعجه إلا صراخ البالغين بكلمة "لا" أو عبارة "كف عما تفعل". ويضطر الآباء أحيانا لوقف رغبة أطفالهم في الاكتشاف والمغامرة. لكن ما تأثير كلمة "لا" على الطفل، ومتى يجب استخدامها؟ تثير هذه الأسئلة حيرة الآباء وأيضا الخبراء.
ورصد البروفيسور الألماني غيرالد هوتر، المتخصص في أبحاث المخ وتطور الأطفال، المشاكل التي تنتج عن رفض الآباء لتصرفات الصغار وقال في تصريحات لمجلة "إلترن": "عندما تقول الأم كلمة /لا/ مصحوبة بنظرة قاسية فإن هذا من الممكن أن يجعل الطفل الرضيع يتوقف عما يفعله، لكن تأثيرها يختلف تماما بالنسبة للطفل الأكبر قليلا في السن والذي يشعر بارتباط شديد بأمه، إذ يرى في هذا الأمر تشكيكا في مدى الارتباط مع الأم".
ويرجع سبب هذا الشعور إلى أن الطفل لا يفرق بين نقد تصرفاته وانتقاد شخصيته. فعندما يسمع من الأم عبارة "ابتعد عن الكمبيوتر وإلا ستفسده" فإنه يشعر في هذه العبارة برفض من الأم لشخصه، كما يوضح الخبير هوتر.
وينصح هوتر الآباء والأمهات بالتحفظ الشديد في استخدام كلمة "لا" مع الطفل والاحتفاظ بها للمواقف التي لا يوجد بديل آخر لها، عندما يقوم الطفل مثلا بضرب والدته أو عندما يجري في الشارع في طريق تمر به السيارات.
ومن المهم أيضا أن يقترن استخدام كلمة "لا" مع الطفل بمشاعر معينة، لاسيما وأن الكلمة وحدها لا تمثل أي معنى للطفل الصغير إن لم تقترن بنظرة تحذيرية أو تأنيبية مثلا، لكن هنا أيضا يجب الحرص على عدم المبالغة فالأب الذي يصرخ دائما ليعبر عن رفضه لتصرفات معينة من قبل الطفل، قد ينجح في ترسيخ معنى كلمة "لا" في ذهن الطفل، لكنه يفرض رأيه عن طريق إثارة خوف الطفل وهو أمر أكثر خطورة.
رد مع اقتباس
